fbpx

شرق الفرات.. صمت واشنطن يرهق أنقرة

تشتد الصراعات حول الشرق السوري بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، فالأخيرة يبدو لا ترغب في الاستعجال بتحقيق المطالب التركية، في حين أن أنقرة تريد الظهور مظهر القوي، في حين أن الدلائل المحلية تفيد بعجزها عن تخطي واشنطن عسكرياً، لتنحو نحو التصريحات الإعلامية لذر الرماد في العيون.

وفي أحدث التطورات، جددت تركيا تهديداتها للولايات المتحدة بإنهاء التعاون العسكري بين الدولتين، في حال مارست واشنطن سياسة المماطلة في ما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة المتفق عليها شمال سوريا، بحسب وصف أنقرة.

خطوات تركية

من جهته، أكد وزير الدفاع التركي “خلوصي آكار” أن بلاده ستتجه لبناء قواعد عسكرية في المنطقة وتسيير دوريات في منطقة شرق الفرات بشكلٍ منفرد، في حال لمست مماطلة أمريكية في تنفيذ الاتفاق، مشيراً في الوقت ذاته إلى رغبة تركيا بمواصلة المباحثات مع الولايات المتحدة حول المنطقة الآمنة طالما أنها متوافقة مع أهدافها وغاياتها.

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت في بيانٍ رسمي سابق أن مسؤولين عسكريين أميركيين اثنين قدموا إلى أنقرة لإجراء محادثات حول المنطقة الآمنة المزعم إقامتها شمالي سوريا.

في غضون ذلك، كان قد صرح الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بأن إنجاز المنطقة الآمنة غير ممكن عبر تحليق 3 أو 5 مروحيات أو تسيير 5 أو 10 دوريات أو نشر بضع مئات من الجنود في المنطقة بشكل صوري.

إلى جانب ذلك، قال وزير الخارجية التركي “مولود تشاوش أوغلو” في تصريح صحفي سابق من العاصمة التركية أنقرة: ” إن أميركا تسعى لتعطيل اتفاق المنطقة الآمنة في سوريا” مشيراً إلى أن واشنطن لا تتخذ إلا خطوات “شكلية” في هذا الاتفاق.

وخاطب الصحافيين قائلاً:” أردنا العمل مع أميركا لكن نهجها حتى الآن غير مرض فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة في سوريا”.

في السياق ذاته، اعتقد خبراء ومراقبين ان الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في تأمين الوجود الكردي المستقل شرق الفرات، مع مراعاة المصالح التركية على حدودها الجنوبية، فيما يعزو اغلبهم موافقة واشنطن على المطالب التركية “لكي لا يتم الاندماج الاستراتيجي بين تركيا وإيران على الساحة السورية”.

تحذير أمريكي

الولايات المتحدة الأمريكية، ردت على الإنفعال التركي الغير محدود، بإطلاق تحذيرات لأنقرة من القيام بأي عمل عسكري أحاد الجانب، في الشرق السوري، خاصة بعد إعلان الرئيس التركي في شهر آب- أغسطس الماضي، أن بلاده ستشن تلك العملية ضد وحدات حماية الشعب الكردية، وأنه أبلغ موسكو وواشنطن بخصوصها.

وقال وزير الدفاع الأمريكي: إن بلاده ستمنع أي توغل أحادي الجانب شمالي سوريا، وإن أي عملية تركية هناك “غير مقبولة”.

يذكر أن تركيا والولايات المتحدة قد شكلتا سابقاً، مركز عمليات مشتركا للمنطقة الآمنة المزمع إقامتها على الحدود مع تركيا، فيما يقول خبراء بالعلاقات الامريكية -التركية لمرصد مينا ان المفاوضات الجارية الآن هي حول عدد الكيلو مترات، معتبرين ان المنطقة لن تصل إلى عمق كبير، بل ستكون في الجوار التركي حول تل ابيض ورأس العين، وستضم مدينة القامشلي، وتل تمر، والدرباسية، وعامودا، ووردية، وتل حميس، والقحطانية، واليعربية، والمالكية في محافظة الحسكة، وصولاً إلى محافظة حلب عند ما يسمى بكوباني أي عين العرب.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى