fbpx

لا لنصف الحرب.. تلك هي العقيدة الإسرائيلية الجديدة

مرصد مينا

لن تنتهي الحرب بـ “نصف حرب”، ذلك ما تشير إليه النوايا الإسرائيلية التي لا تتطلب اختراق القلوب لقراءة النوايا، فقد قالها بنيامين نتياهو بما معناه “إيقاف الحرب الآن يعني هزيمة إسرائيل”، فيما “على الإسرائيليين أن لا يهزموا فهزيمة واحدة تعني نهاية الدولة”، ولهذا فالأنظار المتطلعة جزئياً إلى حدودها الشمالية ستكون “نصف الحرب” فحسب يديعوت أحرونوت الإسرائيلية وكاتبها عومير دوستري فـ  “من أجل توفير الأمن لمواطنيها، يجب أن تخوض إسرائيل حربا مع حزب الله”.

المسألة إذن لن تتوقف عند فكرة انسحاب حزب الله إلى نهر الليطاني، وهو ما تطالب به إسرائيل،  ففكرة الانسحاب إياها بالنسبة للإسرائيليين “فكرة قديمة وساذجة”، ولا تقدم – في رأيه – حلا طويل الأمد. ويعلل ذلك بما يمتلكه الحزب من صواريخ “تقدر بـ 200 ألف صاروخ، وأسطول من الطائرات المسيرة، وقدرات مراقبة متقدمة”.

المشكلة التي تواجهها إسرائيل في الشمال هي “إجلاء ما يقرب من 80 ألف إسرائيلي بسبب هجمات حزب الله من لبنان” مع بدء حرب غزة، وتسعى إسرائيل – بحسب قول الكاتب – إلى حل صراعها مع حزب الله “من خلال اتفاق دبلوماسي يقضي بانسحاب الحزب عدة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية، ودفع قواته إلى ما وراء نهر الليطاني”.

ستضيف يديعوت مبررة إنه حتى لو “نجحت إسرائيل في إبعاد حزب الله عدة كيلومترات.. بوسائل سياسية أو عسكرية محدودة فلن يحل هذا التهديد الشمالي”، لأن الحزب يواصل تحديث “أنظمة الدفاع الجوي لديه وتعزيز وجوده العسكري في جميع أنحاء لبنان، وتعزيز قوته وقدراته بمرور الوقت”.

وما الذي يعنيه هذا؟

ما يعنيه هو أن تظل إسرائيل – كما يقول دوستري – “في مواجهة عدو أكثر شراسة في المستقبل”.

ولا يتوقع الكاتب موافقة حزب الله على الانسحاب طوعا، لأن “الانسحاب قد يؤدي إلى إضعاف صورته بوصفه مدافعا عن لبنان وبطل التطلعات الفلسطينية”.

وإذا أرادت إسرائيل دفعه إلى ما وراء نهر الليطاني فعليها أن تحشد “قوة عسكرية كبيرة وأن تعيد تقييم استراتيجيتها الأمنية في كافة المناطق، وخاصة في لبنان”.

ولذلك يرى الكاتب أن على إسرائيل أن تتحول من استراتيجية الردع إلى استراتيجية الحسم”.

ويرى الكاتب أن الحسم هنا يعني ألا يكون هدف العمليات العسكرية هو “ردع الحزب فقط، بل أن تكون جزءا من حرب شاملة تهدف إلى هزيمة حزب الله”.

وهذا – في رأيه – يتطلب “إعداد الرأي العام الإسرائيلي لحرب واسعة النطاق في لبنان تهدف إلى تفكيك حزب الله، بما في ذلك احتلال الجنوب وتدمير المدن اللبنانية الكبرى مثل بيروت”.

ويظن الكاتب أن الولايات المتحدة ستدعم مثل هذا السيناريو، نظرا لضبط النفس الذي أبدته إسرائيل في الرد على ما يصفه بـ”استفزازات حزب الله منذ أكتوبر/تشرين الأول”.

ويقول في نهاية مقالته: “يجب على إسرائيل أن تتحكم في مصيرها وألا تعتمد على كيانات أجنبية.. وهي لن تتمكن من تحقيق واقع أمني أفضل وسلام طويل الأمد إلا من خلال هزيمة حزب الله وتدمير بنيته الأساسية في مختلف أنحاء لبنان، حتى لو كان ذلك يعني تدمير المدن اللبنانية”.

هذا الوضع سيؤدي – كما يقول – إلى أن تظل “كل الملفات اللبنانية معلقة إلى حين، لكنه يفرض على الحزب تساؤلات كثيرة في الداخل اللبناني بشأن وضع الجبهة، وهل سيستمر على هذا المنوال ويزيد من حالة الاستنزاف اللبناني؟ وهل يفكر الحزب في التفاوض بشأن الوضع في الجنوب بمعزل عن نتيجة المفاوضات بشأن غزة؟”

ويتساءل الكاتب: “هل سيرد الحزب بقوة على التصعيد الإسرائيلي لخلق توازن في القتال من دون أن يؤدي ذلك إلى اشتعال الحرب؟”.

ويختتم الكاتب مقالته قائلا إن “جبهة لبنان ستستمر مشتعلة، وسيبقى لبنان في حالة استنزاف إلى أن تنضج الحسابات للتفاوض على حل في الجنوب!”.

كل ذلك على الضفة الإسرائيلية، فماذا على الضفة اللبنانية؟

ماذا عن حزب الله؟

حتى لو ألحق الدمار بلبنان، كل لبنان، حتى لو أعيدت إلى العصر الحجري، فأمر كهذا لن يشكل قلقاً لحزب الله، فكلما زاد الخراب اقترب الوعد.

وعد ماذا؟

وعد القيامة، فالقيامة التي لن تحدث الآن، لن تحدث غداً.

بعض المتابعة لخطابات حزب الله سنعثر على مثل هذه الإجابة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى