fbpx
أخر الأخبار

طبخة حسن نصر الله.. باسيل من غير المدعوين اليها

لا الرئاسة ستكون ممكنة، ولا الوزارة تستحق كل هذه العناء، وما بينهما يتغطّى جبران باسيل بحزب الله، بعد أن فقد غطاءه المسيحي في لبنان، وهي الحقيقة التي باتت صريحة وواضحة وفاضحة، أقلّه في صراعه مع من يفترض أن يكون حليفًا ونقصد سليمان فرنجية، فكليهما ينتميان إلى ماكان يسمى 8 آذار، وأوضحه صراعه المكشوف مع سمير جعجع، وسامي الجميل، وهاهو الرجل وقد بات عاريًا سوى من لحاف حزب الله، وهو الحزب الذي يذلّه حتى وهو يؤكد على تحالفه معه، وكانت كلمة حسن نصر الله بالأمس قد أبدت الكثير من التعالي على الحليف ومن منطق الاحتواء.

مشكلة جبران باسيل، وحماه الجنرال عون، أن السلطة وحدها هو مشروعهما، وإذا كانت السلطة بما تحمل من إغراءات تستحق الركض خلفها، فلن تأتي لطالبها، وتلك قاعدة تاريخية معمول بها، خصوصًا إذا لم يؤسس طالبها للوصول اليها، وهاقد جاءت العقوبات الأمريكية على باسيل لتقول له:

ـ لم يعد لديك من الوقت للتأسيس، ولن يكون الوقت في صالحك للوصل إلى منصب فخامة الرئيس.

حزب الله، وبلا أدنى شك لديه الكثير من الأوراق ليغامر بها، فله سلاحه وحاضنته الشعبية، وله إيران أيضًا، ومن أمّه الخبّازة لايجوع، وتلك أيضًا قاعدة معمول بها، والخبّازة الايرانية لن تغرق في موقد مخبزها إلاّ إذا ماحصلت متغيرات دولية هائلة، ومن بينها أن تنتقل الحرب الأمريكية ـ الإيرانية من منخفضة الشدّة، إلى مرتفعة الشدة، ويبدو أن الوقت سيطول للوصول إلى هذا المستوى من التصعيد، أقله لأن الأمريكان الآن، ليسوا بصدد فتح جبهات واسعة تعيد الى الذاكرة الأمريكية الحرب العراقية، فالأمريكان يطبخون بهدوء، وريثما تستوي الطبخة الأمريكية، ستبقى سلطة الملالي، بل وقد تطور من سلاحها وتوحشها، وسيكون هذا في صالح إطالة عمر حزب الله، بما يبقي يده على لبنان، ولن يكون باسيل ولا كتلته، ولا حزبه، لا من الطباخين ولا من متذوقي الطبخة، ولا حتى من الموعودين بها، فموقعه على الهامش، كأي من يبيع بلا ثمن، لمشتري لايدفع، والبلد على كف عفريت، واذا ما انتقلت وبوجود حزب الله، فلن تنتقل سوى الى كف عفريت جديد، وهاهي الوزارة لاتتشكل، وكل شيء بمحض التسويف، فيما سعد الحريري يجول بين الأفرقاء اللبنانيين ويداه مغلولتان، وعليه السباحة في الأمواج المتلاطمة، والجميع بانتظار المتحولات التي ستقع على السياسات الأمريكية، وهي تحولات لا تقفز فوق الثوابت، ومن الثوابت أن أمن إسرائيل واحد من أساسات هذه الثوابت، فيما يتبجح حسن نصر االله بسلاحه، وكأنما بينه وبين قرار إزالة اسرائيل تبييت استخارة ينهض أعقابها ويعطي أوامره للكاتيوشا بأن تدمر، فتدمر.

خطاب حسن نصر بالأمس، كان تصعيدًا صريحًا، وكان التصعيد موجهًا لإسرائيل، كان ذلك مظهره، اما ‏محتواه وجوهره فكان متوجهًا إلى اللبنانيين لا للإسرائيليين، واذا كان بالوسع اختصاره بعناوين فعناوينه هي:

ـ فخامة الرئيس وصهره تحت جناحي.

ـ سلاحي جاهز لمواجهتكم.

هو الأمر كذلك، فهو يعلم تمام العلم أن الإسرائيليين ليسوا بصدد عمل عسكري في لبنان، وما تأكيده على سلاحه سوى تأكيد على فائض قوته بمواجهة اللبنانيين.

الدرس واضح وصريح، ومواد الطبخة واضحة وصريحة.

طبخة لن يكون لا الرئيس اللبناني ولا صهره مدعوين اليها، إلاّ ليكونوا على حافة المائدة، وعلى اللبنانيين بكل اللبنانيين مواجهة الجحيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى