fbpx

الالتفاف على الخازوق بدلاً من الجلوس عليه

كانت مقولة نهاد قلعي الشهيرة (حسني البورزان في المسلسل الشهير صح النوم)، كانت:

  • إذا أردت أن تعرف ماذا يحدث في ايطاليا عليك أن تعرف ما الذي يحدث في البرازيل.

والكلام الساخر هذا، ربما سيكون دليل عمل لمن يتابع تداعيات التحالفات والاصطفافات في منطقة الشرق الأدنى، مع تغيير طفيف في الكلام:

  • إذا أردت أن تعرف نحو أي اصطفافات ستذهب المنطقة، عليك أن تعرف ما الذي تبثه محطة الجزيرة.

أي متابع مهما بلغت به السذاجة، سيجد محطة الجزيرة اليوم، وكأنما باتت ناطقاً رسمياً للحرس الثوري الإيراني، وبطبيعة الحال، فالمحطة إياها، هي لسان حال جماعة الاخوان المسلمين، وذراعهم الإعلامي بامتداداته نحو أنقرة، حيث (إمامهم رجب الطيب أردوغان)، ما يستدعي السؤال:

  • هل ثمة تحالف ما بين الإسلامين.. الإسلام الخميني، وإسلام جماعة الإخوان؟

الإجابة عن السؤال، تستدعي تداعيات ما بعد قرار وزارة الخزانة الأمريكية في تطويق الحرس الثوري الايراني، ووضعه على قوائم الإرهاب، الأمر الذي بعث صراخاً من جماعة الاخوان المسلمين يرتفع حدة وشدة حتى عن صراخ (الملالي) في إيران، وكانت محطة الجزيرة، من أوائل من ندّد بالقرار، أقلّه عبر نقل احتجاجات “حماس” و “حزب الله”، حتى باتت المحطة وكأنما منصّة لحزب الله، الذي سبق وناصبته العداء، وعبر مدة ليست بالقصيرة. ما الذي حدث؟ ما حدث، أن الحرس الثوري الإيراني، هو واحد من رعاة التنظيمات الإسلامية المتطرفة، والتناقضات ما بين الإسلام الخميني المتطرف، مع الإسلام السني المتطرف بتعبيراته في الإخوان المسلمين، لابد وأن يغدو صراعاً ثانويا، أمام تناقضاته الرئيسية مع القوى العلمانية والديمقراطية في المنطقة، وهذا ما تجلّى في التجربة المصرية، يوم تحالف التركي، مع الإيراني، مع حماس وحزب الله، في الدعم غير المتناهي لمحمد مرسي وجماعة الاخوان في مصر، حتى كدنا نظن، بأن الإسلام الخميني، سيمنح مرسي عمامته السوداء، ويطلق عليه لقب (السيد)، ولا بأس إن منحه صفة قدسية بمواجهة الحراك الديمقراطي المصري الذي تجلّى في ثورة الشباب، وميدان التحرير، وكلنا يعلم، أن الحرس الثوري الإيراني كان متواجداً في ميدان رابعة يداً بيد مع جماعة أردوغان، حماس، حزب الله، والجميع بطبيعة الحال يشرب من بئر واحد، وهو فكر الإخوان الذي يتفرع بما هو أوسع من مؤسسه سيّد قطب. اليوم ما الذي سيحدث بعد فرض العقوبات الأمريكية على الحرس الثوري الإيراني؟ بلا أدنى شك، سيتضرر الحرس الثوري، وسيجفف الكثير من منابعه، ولابد سيصادف مشقات مالية واسعة، وهو المستثمر في العديد من البلدان ومن بينها بلدان غربية، ما يعني أن وضعه المالي، سينسحب على القوى والمنظمات والفصائل التي يدعمها الحرس الثوري وعلى رأسها “حماس” و ” حزب الله”، والحال كذلك ما هو الحل أمام كليهما؟ لابد في حال كهذا من العودة إلى النبع.. إلى فيض المال وتلاله، والمال لابد في إمارة قطر، والإعلام لابد فيها، أما البلدوزر السياسي، فلابد أن يكون مع (المعلم الأكبر) ونعني في تركيا أردوغان، ليتحوّل تمويل هذه الفصائل إلى قطر، وقطر ستبدي جاهزيتها لمثل هذا التمويل، ما يعني أن:

  • ابن الخبّازة لا يجوع.

فالخبّازة قطر، وحماس ابنتها، أما عن حزب الله، فلا بأس أن يكون ابناً بالتبني. قطر، راعية الإرهاب والتطرف، في قلب المعركة، وكذلك حال أنقرة، ما يدعو الأمريكان إلى قراءة المثل التالي: الإسلاميون إذا ما وجدوا أنفسهم أمام (الخازوق) فقد لايجلسون عليه.. بوسعهم الالتفاف حوله. حزب الله وحماس يتقنون الالتفاف على الخازوق، وعلى النجّار الأمريكي العلم بذلك. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى