fbpx

حزب الله من المايوه إلى الكاتيوشا

مرصد مينا

يذهب “حزب الله” إلى مناورة عسكرية و … بالسلاح الحي، وكان أمراً بالغ التأثير على عموم اللبنانيين الذين يتساءلون عن الدوافع والتوقيت، فالتوقيت جاء ما بعد التصالح السعودي ـ الإيراني الهش، كما على أعقاب مؤتمر القمّة، وفي وقت يبحث فيه لبنان عن “رئيس”، فيما الرئيس في “جيبة” حزب الله و “برنيطة الحاوي نبيه بري”.

المناورة بالمعنى العسكري لا لزوم لها، فالتدريبات على السلاح، وشدّ ساعد المقاتلين يكون في الثكنات لا امام الكاميرات، فيما تكون المناورات المعلنة للجيوش الرسمية التي تمثل “الدولة” لا الميليشيا، غير أن “حزب الله” شاء أن يقول:
ـ للّبنانيين: أنا الدولة.
ـ وللجامعة العربية: بلّو مقرراتكم واشربوها.
ـ وللعالم بمن فيه المملكة : أنا ذراع إيران وإيران لن تتغير، أوامر الولي الفقيه مازلت هي الاوامر ولا اوامر سواها.
ميليشيا تحل محلّ الدولة، ببنوكها، وبمالها السياسي، وبجغرافيتها التي تعني الضاحية والهرمل وبعلبك استعداداً لاجتياح لبنان كل لبنان، وفوق هذا وذاك باحتكارها لله بدءاً من التسمية وصولاً لشواطئ صيدا حيث شنّت غارتها على “مايو” السباحة لتقترح على البحر لابسات الشادور.

كل ذلك يأتي متزامناً، ولابد أن للتوقيت معناه الدقيق في هذه اللحظة التي اختارها الحزب، دون نسيان احتفاله بـ “نصر الهي” حملته له جامعة الدول العربية باستعادة بشار الأسد لمقعده في الجامعة، لينكر إعلامه ووزير خارجيته مجمل أهزوجة “الخطوة مقابل خطوة” بما يعني لاتغيير في سوريا، وبما يعني “لاجلاء لقوات حزب الله عنها”، وبما يعني أيضاً فرض السلم او الحرب على المنطقة كما يشاء حزب الله وقيادته، والمناورة تعني هذا على وجه التحديد، فيما الدولة اللبنانية مكبّلة بفاسديها، وبوزير خارجيتها الذي أربكته “العلكة” في القمّة فبصقها كما يبصق كلاماً غير مفهوم ومواقف غير معمول بها، وهكذا ستكون الرسالة واضحة:
ـ حزب الله يتلقى اوامره من الله.
والله يتمثل بالولي الفقيه، وبأمين عام الحزب، وبالسادة الناجين، فما قيمة المصالحات السعودية ـ الإيرانية، إذا ماكانت طهران مستمرة في تأبيد سياساتها بدءاً من التخصيب النووي وصولاً لتخصيب ميليشياتها في سوريا والعراق، ولا أحد بوسعه الاعتقاد أنها تنازلت عن اليمن.
تصفير المشكلات، سياسة طيبة تخطوها المملكة، ولكن ما الذي يقابلها على الجانب الإيراني؟
كل ما يقابلها سياسات إيقاد النيران استعداداً للحرائق الكبرى.
تلك هي مناورات حزب الله بدلالاتها، والاستراتيجيات الكبرى تسبقها في العادة رموز كبرى، وهاهي ايران تقدّم رمزها:
ـ ميليشيات بأقنعة سوداء تطلق النار وتهدد بالسلاح العادي فيما تعلن انها تخبّئ أسلحتها الذكية.
الذكيّة التي تعني : غداً.
واليوم ستكون الكاتيوشا كافية.
ألا تكفي الكاتيوشا ليفرض حزب الله خياراته على لبنان بدءاً من مقعد الرئيس وصولاً المايوه السابحات في بحر صيدا؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى