fbpx

شيء ما يشبه الحرب السورية: في مخيم – موريا للاجئين تحرش جنسي، وجحيم، وأطفال <<يحاولون الانتحار>>

يعاني مخيم موريا للاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية من عنف خطير، وزحام وظروف صحية مروعة، والآن تقول إحدى المنظمات الخيرية إن أطفالا صغارا، قد لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، يحاولون الانتحار.
وكان برنامج فيكتوريا ديربيشير على بي بي سي قد تمكن من الدخول إلى المخيم في خطوة نادرة.
تقول سارة خان من أفغانستان: “نحن مستعدون دوما للفرار، على مدار 24 ساعة يوميا أطفالنا مستعدون”، وتتابع”العنف جعل أطفالنا غير قادرين على النوم”.
وتشرح سارة كيف تقضي عائلاتها طوال النهار وقوفا في طوابير، من أجل الحصول على الطعام في المعسكر، وطوال الليل مستعدين للفرار، خوفا من الشجارات التي تندلع باستمرار.
الظروف مروعة للغاية، وأدت إلى مغادرة منظمات خيرية للمخيم، احتجاجا على تلك الظروف.
المكان تفوح منه رائحة مياه الصرف الصحي، وهناك مرحاض واحد يخدم كل 70 شخصا، وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود الخيرية.
يعيش بعض الناس في كبائن متنقلة، لكن ينتشر بينها خيام وأغطية من المشمع، بمثابة منازل للأشخاص الذين لم يستطيعوا الحصول على أية مساحة رسمية للعيش فيها.
المعسكر يتمدد الآن إلى المناطق الريفية المجاورة.
وتأوي إحدى الخيام على سبيل المثال 4 عائلات، مجموع أفرادهم 17 شخصا.
ويوجد حاليا أكثر من 8 آلاف شخص، محشورين في مخيم موريا، الذي كان مخططا له أن يأوي 2000 شخص فقط.
وتصف إحدى الأمهات فضلات البراز، التي تجدها في أرضية المخيم، الذي تعيش فيه مع رضيعها، الذي يبلغ من العمر 12 يوما فقط.
العنف في المخيم خطير. في مايو/ أيار الماضي،هرب مئات الأكراد من المخيم، بسبب معركة كبيرة نشبت بين رجال عرب وآخرين أكراد.
ويقول علي، الذي غادر المخيم مؤخرا، إنه حينما وصل إلى موريا برفقة عائلته “رأينا طائفية، وتعصب عرقي موجود بالفعل، سواء بين السنة والشيعة، أو الأكراد والعرب والأفغان”.
وأضاف أن النزاع بين الجماعات المتمردة في سوريا انعكس صداه أيضا على أبواب المخيم.
ويقول: “الوضع يشبه الحرب الدائرة في سوريا، وربما أسوأ، سمعنا عن حالات اغتصاب وتحرش جنسي”.
وحسب تقرير للـ بي بي سي جاء ” في اليوم الذي صورنا فيه في مخيم موريا، اندلعت مشاجرة أخرى خلال طابور تسلم وجبة الغداء، وطعن خلال المشاجرة شخصان، وأصيب آخرون بنوبات من الهلع جراء ذلك. ويبقى العاملون في مجال الإغاثة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود على أهبة الاستعداد، للتعامل مع تلك الحوادث”.
وكانت المنظمة قد غادرت الجزيرة في وقت سابق، احتجاجا على تلك الظروف، لكنها فتحت حاليا عيادة خارج أبواب المخيم، بسبب الضرورة الملحة لذلك.
ويعاني الأطفال الذين تعالجهم المنظمة من أمراض جلدية، بسبب الافتقار للنظافة الشخصية داخل المخيم، وأمراض بالجهاز التنفسي، ناتجة عن القنابل المسيلة للدموع التي تلقيها الشرطة بهدف وقف الشجارات، كما تنتشر بينهم أيضا مشكلات نفسية.
ويقول العاملون إنهم اضطروا لعلاج أطفال صغار، لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، حاولوا الانتحار.
ويقول لوكا فونتانا، منسق منظمة أطباء بلا حدود في جزيرة ليسبوس: “إنه شي نراه باستمرار”، مضيفا أنهم يبلغون المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بتلك الأوضاع، وكذلك وزارة الصحة اليونانية.
ويقول: “على الرغم من حقيقة أننا ندفع باتجاه نقل هؤلاء الأطفال إلى أثينا، في أقرب وقت ممكن، إلا أن ذلك لا يحدث. إنهم لا يزالون هنا”.
“بعض الأطفال يعانون من أمراض تنفسية، بسبب قنابل الغاز التي تلقيها الشرطة لتفريق المشاجرات”.افتتح المخيم لأول مرة عام 2015، وصمم في البداية لكي يكون نقطة عبور للأشخاص، يقيمون فيه لمدة أيام فقط، لكن البعض يقيم فيه منذ سنوات.
ويخضع المخيم لإشراف الحكومة اليونانية، ويرجع الازدحام إلى تنفيذ اليونان لسياسة “الاحتواء”، التي ينتهجها الاتحاد الأوربي، والتي تقضي بإبقاء اللاجئين على الجزيرة، بدلا من نقلهم إلى الأراضي اليونانية بالداخل.
ويعد ذلك جزءا من اتفاق بين الاتحاد الأوربي وتركيا، يهدف إلى إعادة آلاف اللاجئين إلى تركيا، وتم تفعيله منذ مارس/ آذار 2016.
ومنذ ذلك الحين وحتى يوليو/ تموز 2018، ووفقا لأرقام الاتحاد الأوربي، فإن 71645 لاجئا جديدا قد وصلوا إلى اليونان عبر البحر، بينما أعيد 2224 فقط إلى تركيا.
ويقر جورج ماثايو، المتحدث الصحفي باسم الحكومة اليونانية في مخيم موريا، بأن الظروف مروعة، لكنه يلقي بالمسؤولية على الاتحاد الأوربي وليس اليونان.
ويقول: “ليس لدينا أموال. أنت تعلم وضع اليونان الاقتصادي”.
وأضاف: “أرغب في مساعدتهم، لكني لا أستطيع فعل شيء، لأن الاتحاد الأوربي أغلق الحدود”.
وبالعودة إلى خيمة منظمة أطباء بلا حدود، يقول لوكا فونتانا، الذي عمل في مناطق الصراعات في كافة أنحاء العالم، إنه هذا المخيم هو أسوا مكان رآه على الإطلاق.
وعمل فونتانا خلال انتشار وباء إيبولا في مناطق غرب أفريقيا، لكنه يقول: “لم أر أبدا مستوى المعاناة التي نراها هنا كل يوم”.
وأضاف: “حتى هؤلاء المصابين بوباء إيبولا لا يزال لديهم الأمل في النجاة، أو أنهم يحظون بدعم عائلاتهم، ومجتمعهم وقريتهم وأقربائهم”.
وتابع: “هنا تبدد الأمل بسبب الظروف القائمة”.

وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى