fbpx

الحوثيون يدمرون اليمن ويجندون أطفالها

انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لأطفال يمنيين يقاتلون إلى جانب مليشيا الحوثي، ولاقت الصور غضباً شعبياً كبيراً، مع دعوات للمسؤولين اليمنيين باختلاف انتمائاتهم لاتخاذ التدابير اللازمة لوضع الأطفال في المكان المناسب لعمرهم بعيداً عن ميدان الحرب.

اشتكى أهالي مديرية عتمة، بمحافظة ذمار اليمنية الواقعة جنوب صنعاء بحوالي 100كم، من تجنيد أطفالهم للقتال في ساحات المعارك من قبل مليشيا الحوثيين، حيث تضع المليشيا أهالي الأطفال “المختطفين” أمام خيارين؛ إما دفع فدية مالية تقدر بـ 300 ألف ريال يمني، أو الاحتفاظ بالطفل وتجنيده للقتال معهم.

وتعيش المدن اليمنية حالة حرب قاسية، تجعل تأمين متطلبات الحياة الأساسية أمراً بالغاً الصعوبة بالنسبة لكثير من العوائل اليمنية، الأمر الذي يحتم على الطفل والأهل القبول بخيار التجنيد، خوفاً من المضايقات التي قد تنتج عن الرفض.

ويتهم الأهالي “عبد الله الجرموزي” أحد قيادات مليشيا الحوثي بتزعم مجموعة خاصة مهتمها تجنيد الأطفال.

وبحسب مصادر محلية فإن مجموعات محلية موالية للحوثي لأسباب مختلفة، قد أعطت مجموعة “الجرموزي” قطعة أرض ليتم تخصيصها كمعسكري تدريبي للأطفال المجندين حديثاً، كما سعى الحوثيين إلى الاستيلاء على عقارات المعارضين لهم، لضمها لمعسكراتهم.

وقال الأهالي في صنعاء أنهم يفقدون أطفالهم لعدة أيام قبل أن يعرفوا أنهم أصبحوا يقاتلون على جبهات الحوثيين. وحذرت المنظمات الحقوقية في مناسبات عديدة من جريمة تجنيد الأطفال في اليمن، واتهمت جماعة الحوثي بالقيام بذلك دون إعطاء أي اعتبار للمواثيق الدولية التي تجرم عملية تجنيد الأطفال والزج بهم في الحروب.

ويرجع أكاديميون وحقوقيون يمنيون ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن إلي عدة أسباب من ضمنها نية الجماعة الحوثية في استمرار القتال دون توقف بالإضافة إلي أن تجنيد الأطفال لا يترتب عليه أعباء والتزامات مالية كبيرة فضلا عن حصول أهالي وأسر الأطفال على المال مقابل تجنيد أبنائها بسبب الأوضاع الاقتصادية.

استقطاب الأطفال وتعتمد مليشيا الحوثي في تقرير معلومات أعده فريق “مرصد مينا” على أسلوب ثانٍ في استقطاب الأطفال، وذلك عبر النوادي الصيفية، وهناك يتعلم الأطفال معلومات وأفكار تؤجج في داخلهم الفكر المتطرف.

وقالت منظمة وفاق للحقوق والحريات إنها وثقت تجنيد المليشيا لمايقارب 2500 طفل في عام 2018، ومعظم الأطفال ينتمون إلى صنعاء، وذمار، وحجة. وبشهادات السكان المحليين في صنعاء فإن شهر أيار 2018 شهد وصول نحو ثلاثين جثة لمراهقين دفعت بهم مليشيات الحوثي إلى جبهات؛ نهم والجوف وصرواح.

وعلى المستوى الرسمي أدانت وزارة الشباب والرياضة اليمنية ممارسات مليشيا الحوثي بحق الأطفال، ووصفت الوزارة في اجتماعها الدوري الذي يعقد في عدن، بأن ماتقوم به مليشيا الحوثي يرقى لمستوى جرائم الحرب.

وأشارت الوزارة بأن الهدف الحوثي من المراكز الصيفية للأطفال، هي تنشأة الصغار على أفكار إرهابية قادمة من إيران، لإيجاد جيل مشوه فكرياً. وأوضحت الوزارة أن الأطفال يحضرون مثل هذه النوادي الصيفية بشكل إجباري في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بهدف تشويه الأفكار وإضعاف النسيج الاجتماعي اليمني.

ودعت الوزارة المنظمات الإنسانية والمنظمات المدنية إلى اعتبار مايقوم به الحوثيون بحق الأطفال عبر المخيمات الصيفية جريمة إنسانية. حرمان من التعليم الميليشيات الموالية لإيران حرمت بحسب العديد من المصادر، أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل، حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين”.

ويضلع الحوثيين “بقصف وتدمير ألفين و372 مدرسة جزئيا وكليا، واستخدام أكثر من 1500 مدرسة أخرى كسجون وثكنات عسكرية”. ويأتي لجوء الميليشيات الانقلابية إلى استخدام الأطفال في ساحات القتال إلى تراجع ونقص أعداد المجندين لديها، وذلك بعد مقتل أعداد كبيرة منهم، وامتناع كثيرين عن المشاركة في الحرب العبثية التي يخوضونها بالنيابة عن إيران.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى