fbpx

عن الطحين الأمريكي الهاطل من سماء غزة

مرصد مينا

يعرف الإسرائيليون، كما الفلسطينيين، أن الطحين لا يهطل من السماء، ويضيفون لعلمهم هذا، أن المناطيد الجوية لا تسعف غزة من المجاعة، فـ “الهوت دوغ”، المتساقط من السماء لن يحل محل “العكّوب باللبن” الفلسطيني، أما النقلة من السماء إلى شاطئ غزة، و”شاطئ مارينا” على وجه التحديد،  فثمة حكاية أخرى، مفادها سيأتي ما بعد توقف إطلاق النار وإعادة الجنود إلى ثكناتهم، ومفاد الحكاية:

ـ مرفأ أمريكي في غزة.

وهو مرفأ لن يعنيه رسو السفن، بل ما يعنيه هو وضع اليد الأمريكية على القطاع الذي يعني:

ـ حقول الغاز.

حقول الغاز التي تفيد دراسات جدية أنه مختبئ في بحر غزة ومدفون في أعماقه لتتجاوز قيمته وفق التقديرات ٤,٥ مليار دولار سنوياً ولهذا الغاز حكاية قديمة تعود إلى ١٩٩٦ يوم اشتغل المهندس الفلسطيني الراحل إسماعيل المسحال على التنقيب في بحر غزة بحماس من ياسر عرفات ويومها وصل الاشتغال على هذا البحر حتى تعهيده لـ “بريتش غاز” البريطانية.

فيما  بعد وتحديداً  أكتوبر 1999 وقعت السلطة الفلسطينية  اتفاقا مع “بريتش غاز”، وتنص على أن تستحوذ الشركة البريطانية على 60% من عائدات الغاز، وتحصل شركة اتحاد المقاولين على 30%، أما حصة صندوق الاستثمار الفلسطيني اقتصرت على 10% فقط.

خُرّب الاتفاق، وبات في عداد الموتى، غير أن حكومة حماس اشتغلت لاحقاً على التواصل مع شركات روسية وصينية للتنقيب عن هذا الغاز، ومن بعدها حوصرت غزة، وغاب التنقيب، ومن ثم أعلنت السلطة الفلسطينية عام 2015 في ظل وجود حكومة الوفاق، برئاسة رامي الحمد الله حينها، بالبحث عن شركات روسية وصينية للتنقيب عن الغاز، وتعطل هذا المشروع بسبب حجة التمكين حينها.

اليوم دخل العامل الأمريكي على الخط، والواضح من الغامض أن الإدارة الأمريكية وفي هذه المعمعة ستضع يدها على حقول الغاز هذه، وليست الأمثلة ببعيده، فالفوضى الكبرى كانت وعلى الدوام هي الفرص الكبرى للاقتصاد الأمريكية وكي لا نبتعد فهذا العراق نموذجاً وكذا سوريا، وفي كلا البلدين كانت اليد الأمريكية فوق النفط ومصادر الطاقة.

ليس مصادفة الكلام عن ميناء بحري في غزة، الأهم هو ما وراء الميناء، وماذا بعده.

أما عن الطحين الهاطل من السماء فتلك حكاية لا يُصدّقها الفلسطينيون، ولن تكون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى