fbpx

انتهازية إيران و"حزب الله" في الملف الفلسطيني تثير سخط الفلسطينيين

غزة – خاص

أثارت الطريقة السياسية والإعلامية التي تتعامل بها إيران وميليشيا “حزب الله” اللبنانية مع القضية الفلسطينية، ومحاولة نسب أي عمل ثوري يقوم به الفلسطينيون لما يسمى بـ “محور المقاومة” حالة من الغضب في أوساط الفلسطينيين الذين اعتبروا أن تلك الانتهازية يجب أن تتوقف.

وجاءت جولة التصعيد الأخيرة في 12 تشرين ثاني/ نوفمبر الجاري، بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة لتزيد من وضوح تلك الانتهازية، فأفردت العديد من وسائل الإعلام التابعة لإيران و”حزب الله” أو المقربة منهما مساحات واسعة للقول إن ما يمتلكه الفلسطينيون في غزة من أسلحة أو ما يقوموا به من عمليات هي بسبب الدعم الإيراني أو التقليد المستمر لتجربة حزب الله في المواجهة مع إسرائيل.

وعلى الرغم من عودة العلاقة بين الفصائل المسلحة في غزة مع إيران و”حزب الله”، إلا أن القواعد الشعبية لتك الأحزاب وقسم كبير من الشعب الفلسطيني، يرون في إيران و”حزب الله” طرفان يريدان خدمة أهدافهما في المنطقة وتحديداً في الساحة الفلسطينية، وزادت حالة السخط الفلسطيني بعد أن تدخلت إيران وميليشيا “حزب الله” في الصراع السوري وساهم تدخلهما في قتل الكثير من السوريين تحت شعار حماية “محور المقاومة”.

شعارات زائفة

“راجي النجار” 38 عاماً من سكان مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة يقول لمرصد “مينا”: “كنت من أشد المعجبين بحزب الله في السنوات التي سبقت الصراع في سوريا، ولكن بعد تدخله ومساهمته في قتل السوريين، في المقابل صمته على الخروقات والجرائم الإسرائيلية أصبحت أنظر إليه بنظرة مغايرة ولم أعد أقنع بالشعارات التي يرفعها في وجه إسرائيل، بل أرها شعارات زائفة”.

وأضاف: “عندما يخرج أي مسئول إيراني أو من حزب الله يمجد في الشعب الفلسطيني وثورته، يصيبني نوع من الحنق الشديد، وأتساءل: هل أصبحت القضية الفلسطينية عبارة عن منظف لكل من يريد غسل يديده من الدم العربي؟”.

ودعا النجار “حزب الله” وإيران ومن يتحالف معهما إلى ترك القضية الفلسطينية وشأنها، وألا يدخلاها في الحسابات السياسية والتصفيات الإقليمية، مطالباً الدول العربية إلى تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية وسد الباب أمام إيران وحزب الله وتدخلاتهما.

دعاية خبيثة

من جانبه، أوضح “محمد حرز الله” 42 عاماً من مدينة غزة لمرصد “مينا” أن ما جرأ إيران و”حزب الله” على التدخل في الشأن الفلسطيني والتعامل بانتهازية مع تضحيات الشعب الفلسطيني هي بعض التنظيمات الفلسطينية التي تتلقى الدعم الإيراني، وتفسح المجال لأنشطة بعض الجمعيات التي تتلقى دعماً من “حزب الله” وإيران لتمارس دعايتها الخبيثة في الأراضي الفلسطينية.

وقال: “نحن لا نريد شعارات من أحد حول العالم، بل نريد أفعالاً من قبل من يدعون أنهم محور المقاومة”، منوهاً إلى أن إيران و”حزب الله” منذ بدء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وحتى اليوم لم يشاركا الفلسطينيين في أي جولة من جولات المواجهة مع إسرائيل، حتى عندما كان الشعب الفلسطيني يسحق سحقاً بآلة الحرب الإسرائيلية في حرب عام 2014.

وسخر حرز الله من التسريبات التي تطلقها بعض الفصائل الفلسطينية القائلة والقائلة إن هناك اتفاق بين أطراف ما يسمى بـ”محور المقاومة” يقضي بأنه إذا تعرض طرف من أطراف المحور لأي اعتداء إسرائيلي فإن الجميع سيشارك في الرد عليها، قائلاً: “لن نجد أحداً من ذلك المحور معنا والأيام القادمة ستثبت ذلك”.

ومثل خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” نهاية عام 2015، والذي ظهر في خلفية الصورة علم إيران يلف خارطة فلسطين، أبرز المحطات التي أثارت غضب الفلسطينيين بكافة أطيافهم، حتى أولئك الذي يتلقون الدعم المالي والسياسي والعسكري من إيران و”حزب الله”، ومنذ ذلك الحين زادت قناعات الكثيرين بأن هدف إيران و”حزب الله” من القضية الفلسطينية هو انتهازي ولأهداف يطمحون لتحقيقها في المنطقة العربية.

موطئ قدم

المحلل السياسي الفلسطيني “ناجي البطة” اعتبر في حديث لمرصد “مينا” أن مواقف إيران وكذلك “حزب الله” تأتي بين الانتهازية ومحاولة التفاخر بأن ما تقدمه من دعم للفصائل الفلسطينية كان له الأثر في إنجاح أي عمل ضد إسرائيل ولولا ذلك الدعم لما نجح أي عمل، مشيراً إلى أن إيران وأدواتها في المنطقة كـ”حزب الله” يحاولون أن يكون لهم موطئ قدم على خارطة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليحركوا الجهات التي يدعمونها كما يريدون.

وبين أن الكثير من التصريحات السياسية والإعلامية من قبل إيران و”حزب الله” تكون بصورة ممجوجة وتشكل خطر أمني على الفصائل الفلسطينية والتي كان آخرها ما صرح به أحد مستشاري الرئيس الإيراني بأن الصواريخ التي استخدمتها حركة الجهاد الاسلامي في المواجهة الأخيرة مع إسرائيل هي نتيجة للخبرات والدعم الإيراني.

وحذر البطة من أن الفصائل الفلسطينية لا تقبل أن تبتز من قبل إيران أو “حزب الله”، لا سيما في ظل الحديث عن معارضة إيران و”حزب الله” لأي تهدئة قد تبرمها الفصائل الفلسطينية مع إسرائيل، مبيناً أن الشارع الفلسطيني تعب من الحروب والمواجهات العسكرية في كل عام وآخر، قائلاً: “لسنا في حلبة مصارعة يجب أن يكون هناك اتفاق سياسي مع إسرائيل”.

الشارع الفلسطيني الذي يرفض أي تدخل من أي دولة أو محور في قراره السياسي في السلم أو الحرب، يأمل أن تكون مواقف الفصائل الفلسطينية متوافقة مع المصلحة الفلسطينية العليا وتقدمها على انتمائها لأي محور في المنطقة.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى