fbpx

بعد أن فاتنا.. هو الوقت

أربعة يجتمعون، وربما باستثناء السيّدة المستشارة، (ونعني ميركل)، تلطخوا بالدم السوري، تلطخوا بأدمغتهم، وبأياديهم، والأيدي التي امتلأت بالدماء، هي من ستغسل دماء السوريين.

يغسلون الدم بالدم، أم بالعطور؟

لسنا ندري على وجه الدّقة، ما الذي يصاغ في الغرف المغلقة، كل ما نعرفه عن التاريخ، أنه بأنياب أكثر قسوة من أن تحتملها بلداناً تلتهم نفسها إن لم تعثر على من يلتهمها، ودون شك، فالشهية مفتوحة لكل الأطراف على قضم هذه البلاد التي لا يعوزها النفط، وتعوم فوق أنابيب الغاز (تاج المستقبل)، كما تلعب في الطرق الدولية، باعتبارها، وربما لفرط سوء حظها، هي بلدان شرق المتوسط، بما يعنيه هذا الشرق من صراع، ليس جديداً على هذا الكوكب، أقلّه، وقد أكل ما أكل من غزوات كبرى، أمعنت في لحمه السائب، وناسه السائبون، يوم سقطت امبراطورياتهم العظيمة، وسيقت ملكة تدمر، بأغلالها الذهبية، إلى هفوة في ذاكرة الناس، ليحلّ مكانها، جنرالات بنياشين..

جنرالات لم يشهدوا الحرب ولم يتكئوا على سيوفها، وكل ما سمعناه منهم، ما لايزيد عن رقصة الهوانم، على بوابات المقابر السورية، وكان علينا أن لا ننسى ولا ليوم من الأيام أولئك الجنرالات الذين صاغوا أمجادهم بزرع الكنادر في أقدام (رقّاصات)، وشفاههم ترقص كما لو لقطاء في بلاط الشاهنشاهات.

الأربعة يجتمعون، وثمة من يهمس لنا: ليست سوريا على رقعة الاجتماعات..

لا ثمة ما يقفز فوق السوري، فاللعبة قد تخطّت سوريا، ذلك أن اللحظة قد انزاحت عن اللحظة السورية صوب ماهو أهم.. إلى ربط اوراسيا، بأوربا، بتركيا، وحين تكون اللعبة في ملاعب الثيران، فلابد أن تكسر الثيران مرايا قاعاتنا إلى ماهو أهم.

سوريا، وضعها بات شبه محسوم، أو لنقل، باتت خارج الحسابات، فالحسابات أنجزت أو أوشكت، وكل الحسابات تقول بأن التقسيم الوظيفي للبلاد قد انجز، ولم يتبق مما رسمته أقلام الرصاص، سوى استعادة سايكس بيكو وإن بصيغة جديدة، هي صيغة القرن الجديد، حيث الدولة الوطنية إلى الاندثار، لتنبعث دولة الشركة.. شركة المافيا، تقاسم النفوذ، ودولة الطائفة إن شئت، فللشريط الساحلي حساباته، وللشمال السوري حساباته، ولشرق سوريا حساباتها، وثمة ملعب إسرائيلي لابد أن يتمدد في الجنوب، وهاهم يصيغون لنا كلمة الوداع.. خطاب الموت.. كلمة المؤبنين، فالدستور السوري المقبل لابد وأن يُصاغ، ولكل حصته من الدستور باستثناء السوري، لا حصة له فيما سيرتسم للبلاد، وفي الدهليز السوري، نظام لديه ما يبيع، ومعارضة باعت قبل أن يقرع جرس المزاد، ولن يتبقى للسوري وقد باع الأدمغة، وباع الضمائر، سوى المستشارة الرائعة التي تفتح بواباتها للمهاجرين.

هاجروا إلى وطنكم الجديد.

هي ذي اللعبة وقد صيغت ملامحها في سوتشي، وصادق عليها الأمريكان، ولم يتبق للسوري بعد وقت المقبرة سوى وقت الرحيل.

سننتظر .. نعم سننتظر. ليس من سلاح لنا بعد ان فاتنا الوقت، سوى وقت الانتظار.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى