fbpx

أردوغان.. بعد خراب سوريا، خراب ليبيا

يعدنا رجب الطيب أردوغان بأن لايكون مصير ليبيا كما مصير سوريا، بما يعني أن ليبيا لن تدخل المتاهة السورية. ما حدث، أن المتاهة السورية، إن لم تكن برمتها، ففي الجزء الأعظم منها هي زراعة تركية في الأراضي السورية، وها هم السوريون يحصدون ثمارها بدءاً من تمويل جبهة النصرة، مروراً بعشرات الفصائل المسلّحة المصنّفة على الإرهاب والمرعية تركياً وصولاً إلى “داعش” التي يتنكّر الأتراك لدعمها فيما كل الحقائق تقول بأن طريقها كان عبر تركيا، وكذلك مشافيها وحلوياتها التي توزع على الشعب السوري عبر تقطيع الرؤوس والحيلولة دون وصول القوى المدنية السورية إلى خياراتها في ثورة اطلقت لتوطد مجتمع الحريات والديمقراطية والتنمية الطيبة. وحين يتصل الكلام بليبيا، فما هي الوقائع التركية في ليبيا الآن؟ تقارير دولية وازنة تؤكد أن أنقرة مازالت مستمرةً في دعم المليشيات المتطرفة في ليبيا بالسلاح؛ برغم قرار حظر السلاح الدولي المفروض على ليبيا منذ ثماني سنوات. آخر الشحنات التركية خرجت من ميناء سامسون التركي، عبر سفينة مُحَمّلة بأسلحة وذخائر متنوعة وآليات عسكرية، متوجهة إلى ميناء طرابلس، لمساعدة قوات حكومة الوفاق في هجومها على الجيش الليبي ومنعه من دخول العاصمة طرابلس. البرلمان الليبي رفع صوته المستنكر لما وصفه بـ “التجاهل الدولي إزاء شحنات الأسلحة التي تُرسلها تركيا لدعم المليشيات المتطرفة، برغم قرار حظر السلاح المفروض على البلاد منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011″. البرلمان الليبي وعبر نوابه أكد أن “تركيا تقوم منذ سنوات بدور مهم في دعم هذه المليشيات بنقل الأسلحة والمقاتلين من سوريا إلى الأراضي الليبية”؛ مشيرًا إلى أن المدرعات التي وصلت الإرهابيين لمحاربة الجيش الوطني، جاءت على متن السفينة التي رُفِعَ عليها علم مولدوفا وتحمل اسم AMAZON، والتي أبحرت -حسب معلومات مواقع مختصة بمتابعة حركة السفن- في 21 أبريل الماضي، من ميناء سامسون شمال تركيا. كان هذا كلام البرلمان الليبي، أما وزارة الخارجية في الحكومة المؤقتة، فقد عبرت عن رفضها لما وصفته بالتدخل السافر الذي تقوده تركيا عبر دعمها للمليشيات التي تقاتل القوات المسلحة؛ حيث تشبه العربات العسكرية التي تظهرها المقاطع المنشورة، مدرعات تركية من نوع كيربي من صناعة شركة BMC التي تتخذ من مدينة سامسون مقرًّا لها، وتنتج معدات عسكرية للجيش التركي، ويملك صندوق الاستثمار القطري 50% من أسهمها. هكذا إذن، اللعبة في سوريا تعاد بتفاصيلها في ليبيا، ولكن من بقايا السلاح والرجال الذين أرسلتهم ليبيا وحليفتها قطر إلى سوريا، وفي بيان الخارجية الليبية ثمة تفاصيل لا يجوز تجاهلها ومن التفاصيل، أن شحنة الأسلحة والمدرعات القادمة من تركيا ذهبت مباشرة لتزويد لواء الصمود، الذي يقوده صلاح بادي؛ الإرهابي الدولي الشهير، ولدى الخارجية الليبية ما يكفي من الأدلة لتقول مثل هذا الكلام وكعادة حكومة الوفاق، تلك الدمية القطرية / التركية  فهي تنكر وصول أي أسلحة إليها، لتأتي وكالة “سبوتنيك” الروسية وتؤكد وصول شحنات أسلحة ومدرعات من تركيا إلى ليبيا. إنكار حكومة الوفاق الإخوانية فضحته الصور التي نشرها “لواء الصمود” الليبي المؤيد لها، والذي يقوده صلاح بادي القيادي العسكري المعاقب دوليًّا والقادم من تركيا، فور اشتعال الصراع في طرابلس؛ حيث نشر صورًا عبر صفحته الرسمية في فيسبوك، تُظهر لحظة إنزال السفينة لشحنتها من المدرعات البالغ عددها من 30 إلى 40 قطعة؛ متوعدًا بالقتال بها وإحداث فرق على الأرض. كل ذلك والسيد أردوغان يتخوّف من أن يكون مصير ليبيا كما مصير سوريا، والرجل كمن يحكي من وراء الزجاج باعتبارنا نراه ولا نسمع صوته. لا.. الصوت مسموع، والرؤية بالغة الوضوح، وليس خراب ليبيا سوى وحداً من سلسلة الخراب التي أحدثها الثنائي التركي/ القطري دون نسيان:

  • ومرشدهم إلى كل هذا العماء.. جماعة الاخوان المسلمين.

تلك الجماعة التي لاتنبت سوى وسط الخراب. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى