fbpx

الحرب.. كارثة تأجيلها

هنالك صقور في الإدارة الأمريكية وفي الكونغرس يلومون الريس الأمريكي على تردده في إعلان الحرب على طهران، وعلى الجانب الآخر هنالك  صقور إيرانيون  يطلقون صواريخهم على طائرة أمريكية مسيّرة فيسقطونها. وبالنتيجة يعلو السؤال: ـ هل ستكون الحرب الأمريكية ـ الإيرانية، أم أن التصعيد الحربي سيتوقف على الأرض ليستقرّ في سماء تويتر حيث التهديدات والتهديدات المتبادلة؟ ليست نزهة هي ذي الحرب فيما لو وقعت، فالإيرانيون لن يلبثوا أن يستخدموا ما في جعبتهم الحربية بكامل عتادها فيما لو اندلعت الحرب، والأمريكان الذين يدركون جيداً قدرتهم العسكرية على طهران، يدركون بالمقابل أن تدمير إيران لابد ويلحقه تدمير مباشر في الخليج ما يعني قيامة جديدة حجم الخسائر فيها غير محسوب. والحال كذلك، سيبقى السؤال: ـ هل ستستمر حالة المعادلة الكلامية حيث تهديد يقابله تهديد؟ معادلة بالغة الصعوبة أقله في مواجهة حلف يتشكل بمواجهة الولايات المتحدة، والحلف لابد يشمل روسيا/ تركيا / إيران، وهو حلف وإن كان حلفًا مؤقتًا لن تكتب له الحياة ولا الاستمرار في ما يحمل من تباينات وتناقضات داخله، وهي تناقضات لن تلبث أن تتفجر على قاعدة تباين المصالح والعقائد وعقد التاريخ ما بين هذا الثالوث، غير انه لابد حلفًا سيحسب له حسابًا في اللحظة الراهنة، وعلى الولايات المتحدة مواجهة هذا الثالوث، وبالتالي مغامرة الدخول في الحرب معه.. مغامرة مكلفة دون أدنى شك، غير أن مالابد منه لاغنى عنه، فكلّما تأجلت المواجهة الأمريكية ـ الإيرانية، تمكّنت طهران أكثر من توطيد دعائم ترسانتها الحربية، ليس في مجال تطوير الصواريخ فحسب، وإنما في اللعبة النووية التي لاشك بأنها تنمو يومًا اثر يوم، ولا احد يدري على وجه التحديد جدّية طهران في الكلام عن محدودية التخصيب النووي الذي تقوم به، فالباطنية الإيرانية بالغة الخطورة، وليس بوسع أحد الرهان على أن الملالي سيكتفون بالحد من صناعتهم هذه دون الوصول إلى القنبلة المأمولة، والتي ستجعلهم الدولة القادرة على السطو على مجموع دول المنطقة وابتزازها بل والتمدد أكثر في المفاصل الأساسية للشرق الأوسط سواء في سوريا ولبنان، أو في الخليج العربي وصولاً للتمدد في آسيا الوسطى. تأجيل الحرب يعني اعطاء الإيرانيين فسحة من الزمن للتمدد وإنجاز مشروعهم، والدخول في الحرب يعني ترتيب خسائر باهضة على الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، وكلا الاحتمالين من الصعب ابتلاعه سواء بالنسبة لدول الخليج العربي وقد باتت مهددة من القوّة الإيرانية أم بالنسبة للولايات المتحدة. بالنتيجة، لابد من القفز عن الشجرة بعد الصعود إليها، والقفز هنا ليس التسليم للابتزازات الإيرانية وحرسها الثوري، ما يعني الحرب.. الحرب التي بقدر ما هي مكلفة اليوم، ستكون أقل تكلفة من تأجيلها إلى الغد، فهي واقعة بلا أدنى شك فإن لم يكن اليوم، فلابد من وقوعها في الغد، وما ينبغي فعله ينبغي فعله،..هي الحرب التي لابد منها. غير سهلة العواقب؟  نعم. ولكن تأجيلها هو العاقبة القاتلة. “مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى