fbpx

داعش قنبلة موقوتة ستنفجر مجدداً

بالرغم من خسارته في معركة الباغوز شرقي سوريا، آذار الماضي، واختفاء خليفته المزعوم، وتشرد مقاتليه وعوائلهم في معسكرات الإيواء لدى الأكراد ألدّ خصومهم، ما زال التنظيم المثير للجدل، يثير التساؤل حول حقيقة خروجه نهائيا من لعبة الحرب، بالرغم من نهاية مشروعه السياسي ومناطق سيطرته المدينية، في ما يبدو ان التنظيم سيبقى موجوداً كمنظمة فاعلة لأمد طويل وفق تكتيكات حرب العصابات.

وتوعّد تنظيم داعش أمس الأحد، تكثيف هجماته على كلّ من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها الأكراد في سوريا، وذلك في شريط فيديو بثّته إحدى قنواته على تطبيق “تلغرام”، هو الثاني منذ هزيمته ميدانياً في آذار الماضي، بيد أن المخيف في الأمر، بحسب مراقبين مهتمين بالجماعات “الجهادية” هو تزامن تهديدات تنظيم “داعش” مع تقارير صادرة من وزارة الدفاع الأمريكية بخصوص عودة قوية للتنظيم، حيث ما يزال الآلاف من عناصره طلقاء، ومئات من الخلايا النائمة تنتظر الفرصة.

وفي الأشهر الأخيرة شنّ التنظيم سلسلة هجمات استهدفت القوات الكردية خاصة في معاقله السابقة في شمال سوريا وشمال شرقها، ويعود آخر هجوم تبنّاه التنظيم إلى 7 آب، حين قُتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال في تفجير سيارة مفخخة في القحطانية بمحافظة الحسكة السورية الخاضعة لسيطرة الأكراد.

وفي فيديو نشره الأحد، خاطب التنظيم أنصاره في الرقة ودمشق وإدلب وحلب، قائلاً إن “المعركة بيننا وبينهم قد أوقد نارها وسيشتد أُوارها”، واتّهم التنظيم دول التحالف بأنّها “أغرت” خصومه وبينهم الأكراد، مضيفاً “زجّوا بهم في لهيب حرب طاحنة لن تبقي لهم رأسا ولا ذنباً”، مشدّداً على أنّ دماء قتلاه “لن تكون هباء”.

ويظهر الفيديو ومدّته حوالي 10 دقائق مشاهد قطع رؤوس وإعدامات لأشخاص قدّموا على أنهم مقاتلون أكراد خطفهم المتطرفون، ويضمّ الفيديو مقاطع من تقارير تلفزيونية وشهادات تؤكّد أنّ التنظيم لم يهزم ولا يزال متواجداً في سوريا.

وبحسب تقرير البنتاغون فإن التنظيم “رغم خسارته “الخلافة” على الأرض، إلا أنّه عزّز قدراته المسلحة في العراق وسيعاود الظهور في سوريا خلال الربع الحالي” من السنة، وأشار التقرير إلى أن ذلك يأتي مع استكمال واشنطن “انسحاباً جزئياً” من هذا البلد، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب العام الماضي الانتصار على تنظيم داعش وأمر بسحب جميع الجنود الأميركيين من سوريا، في قرار دفع وزير الدفاع آنذاك جيم ماتيس للاستقالة.

لكن المختص بشؤون الجماعات الإسلامية “حسن أبو هنية ” أكد لمرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في اتصال هاتفي أن التنظيم يعيش حرب استنزاف وأنه لن يتعافى منها الآن، ويحتاج ربما لسنوات.

ويعتبر أبو هنية، ان التنظيم لا يزال يتمتع بقدرات قتالية وتمويلية وإعلامية كبيرة، إذ كشفت الوقائع الميدانية عن سرعة تكيّف التنظيم مع التطورت الميدانية، وتمتعه بمرونة شديدة بالتحول من نهج المركزية إلى حالة اللامركزية.

ومنذ نهاية 2017 أعاد تنظيم “داعش” العمل كمنظمة ولم يعد يعمل كمشروع سياسي ;laquo;كدولة;raquo;، كما أنه ;laquo;لم يعد يهتم كثيراً بالسيطرة المكانية مع ترك الخيارات للمقاتلين وفق نظام اللامركزية في العراق وسوريا;raquo
نهاية المشروع السياسي والحكامة والسيطرة بالنسبة لتنظيم ;laquoالدولة;raquo; انتهت بالكامل حسب رؤية الخبير الأردني بالجماعات الجهادية ;laquo;ولن تكون له أية منطقة سيطرة وإن حدث فستكون لمدة محددة ثم ينسحب كما حصل في العراق لمرات عديدة، أي أن هدف التنظيم في هذه المرحلة ليس هو السيطرة، بل وجوده بشكل فاعل;raquo;

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى