fbpx

السويداء لا توحّد المُوحّدين في لبنان..

نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية القريبة من النظام السوري في عددها الصادر اليوم، مقالاً تحت عنوان ” السويداء لا توحّد ;laquoالمُوحّدين;raquo; في لبنان “، مبتدئة بتناول رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من أحداث السويداء التي بلغت ضحاياها في يوم واحد ما يزيد على 250 شهيداً، واعتبرت الصحيفة في مقالها أن الحكمة الصينية “أقِف على حافّة النهر وأنتظِر جثّة عدوّي”، التي استخدمها وليد جنبلاط قبلَ عدة أعوام لم تعد تستَهويه، فقد باتَ أكثر اقتناعاً بأنها إن ;laquo;حبِلت في سوريا فلا بدّ لها أن تلِد في لبنان;raquo لذا قرّر رفع لواء القتال للدفاع عن نفسه أولاً، عابراً فوق سياسة النأي بالنفس التي طالما نادى بها.
وتابعت الصحيفة “إذا كانت الوقائع الدموية غير المسبوقة على أرض السويداء السورية، لا يمكنها أن توحد طائفة الموحدين الدروز، فهل يجب أن ننتظر مجزرة أكثر دموية يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي في أماكن جديدة؟ سؤال يطرحه أحد الحرصاء على ;laquoالبيت الدرزي;raquo;، آخذاً على الجميع أنهم لطالما فوّتوا سابقاً وهم يفوِّتون اليوم فرصة كبيرة للوحدة.
ما جرى في السويداء أذهل وليد جنبلاط. ومن دون أن يدقق (والكلام للصحيفة)، سارع إلى توجيه أصابع الاتهام إلى النظام السوري، وقد طرحَ تساؤلات كثيرة عن كيفية وصول عناصر تنظيم داعش إلى محافظة السويداء، واستقرّ رأيه في البداية على الاكتفاء بوقفة تضامنية، لكنه سُرعان ما فاجأ الجميع، أمس، بإلقاء خطاب من أمام مقام الشيخ أحمد أمين الدين في عبيه، قرر فيه إطلاق النار على النظام السوري، ما أعاد إحياء الانقسام السياسي في الطائفة على عنوان كبير لا يستهان به. وبحسب أحد الحاضرين، بعد أن اتهم الرئيس السوري بشار الأسد بأنه ;laquo;يريد تطويع أهل الجبل بالقوة;raquo;، وصوّب من جهة أخرى على الروس، قائلاً: ;laquo;بقيَت هناك شعرة معاوية بيننا وبين روسيا، لكننا نريد من هذه العلاقة ضمانة لأهل الجبل;raquo وختم كلمته: “ليتني أملك السلاح لأتوجه معكم للقتال إلى جانبكم يا أبناء جبل العرب”.
وحسب ما استخلصت الصحيفة فإن “هذا الكلام الذي أتى على لسان جنبلاط ــــ وهو الذي عمل على تحييد دروز لبنان سابقاً عمّا يحصل في سوريا ــــ لا يُمكن أن يُفهم إلا بمثابة ضوء أخضر ;laquo;لتسليح من يشاء من دروز لبنان وإرساله إلى سوريا للقتال”.
في المقابل، أعرب رئيس حزب ;laquoالتوحيد;raquo; الوزير السابق وئام وهاب، عن صدمته بخطاب ;laquo;عبيه;raquo; السياسي، وحسب ما نقلت الصحيفة عن وهاب فإنه قال:” دُعينا للمشاركة على أساس أنه لقاء تضامني مع السويداء، وكنا قد تبلغنا بأن لن تكون هناك خطابات سياسية، لكننا فوجئنا بكلمة وليد جنبلاط، التي نرى فيها أنها تعبِّر عن رأي سياسي غير سليم، أي الكلام عن النظام في سوريا وعن الروس”. ورأى وهاب في ما قاله جنبلاط أنه “دفع للانقسام السياسي الذي لا نريده، لأن ما حصل يستدعي الوحدة بين الدروز لا الشرذمة. إذ يجب التفكير بوضع الطائفة وليس إطلاق مواقف سياسية عبثية لها مفاعيل ظرفية”.
بدوره، لن يخرج رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، في مجلس العزاء الذي سيقيمه الأحد في دارته في خلدة، عن مضمون موقفه الأول: ;laquo;توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل، في التوقيت والأدوات والنتائج… وحتى في الاستثمار;raquo;، كما يقول أحد المقربين من أرسلان، آخذاً على جنبلاط أنه لا يقيس مصالح الطائفة الدرزية إلا بذهنية فئوية ضيقة جداً “وإلا فما معنى هذا الخطاب في مواجهة حمام الدم الذي حصل في السويداء والذي يمكن أن يتكرر إذا بدأت معركة إدلب غداً؟”.

وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى