fbpx

جبل شحشبو والطار الغربي تحت نيران التفاهم الروسي التركي

  • بوابة الساحل وخطر على حميميم.
  • نهاية مشروع المصالحات، وروسيا تقوض الانتشار الإيراني في سهل الغاب.
  • آستانة 12 والتصعيد في تزايد.
  • تحركات تركية في تل رفعت وصمت في إدلب.
  • نتائج كارثية للأسبوع الأول من القصف.
  • معوقات التقدم الروسي.
  • خلاصة.

شهدت مناطق واسعة من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة التي تعرف محلياً بـ(جبل شحشبو والطار الغربي) تصعيداً غير مسبوق من النظام السوري وروسيا، حيث رُكز القصف في المدّة الأخيرة على القرى والبلدات الواقعة في المنطقة مسبباً عشرات القتلى والمصابين، فضلاً عن الدمار الذي طال المنازل والبنى التحتية، وقد استخدمت كل من روسيا والنظام السوري قذائف المدفعية وصواريخ الطيران، فضلاً عن إعادة النظام السوري استخدام البراميل المتفجرة التي لم يسبق له أن استخدمها منذ عام ونصف كما يتداول الناشطون من أبناء المنطقة. الناشط الميداني محمد أبو عمر من أبناء المنطقة حدثنا عن الموقع الجغرافي العام للمنطقة قائلاً: “يطلق مسمى جبل شحشبو والطار الغربي على المناطق الواقعة إلى الجنوب الغربي من محافظة إدلب، وتخضع المنطقة لسيطرة قوات المعارضة منذ بداية الانتفاضة السورية، وتتميز المنطقة بأنها متاخمة تماماً لمناطق الساحل السوري وريف حماة الغربي التي يسيطر عليها النظام السوري وتعدّ حاضنة شعبية قوية له”.

بوابة الساحل وخطر على حميميم

“إنها بوابة للساحل السوري عموماً ومنها فقط تستطيع فصائل المعارضة استهداف قاعدة حميميم وثكنات النظام في الساحل السوري لذلك هي مهمة جداً بالنسبة إلى روسيا، وتضعها روسيا على محور أولوياتها في أي عمل عسكري قد تفكر به داخل إدلب “هكذا وصفها محمد طه الضابط المنشق من الجيش السوري والقيادي في أحد التشكيلات العسكرية للجيش السوري الحر”. واضاف الرائد محمد: “تكمن الـهمية البالغة للمنطقة بالنسبة إلى الروس من مجاورتها للساحل السوري وقد ظهرت رغبة روسيا في السيطرة عليها منذ أن تكرر استهداف قاعدتها من طائرات مسيرة مجهولة “. أحمد الحسين أحد العمال الإغاثيين من أبناء المنطقة أضاف أيضاً سبباً آخر لأهمية المنطقة بالنسبة إلى روسيا “إن محأولة النظام وروسيا للسيطرة على هذه المنطقة تنبع من رغبتهم في خلق حزام أمان للحاضنة الشعبية الموالية في الساحل وشمال غرب حماة، يريدون إبعاد أي خطر حقيقي عن مؤيديهم قبل الخوض في أي عملية وذلك لتجنب الضغط من حاضنتهم التي قد تشكل ضغطاً عليهم في حال حدث استهدافها، وقد استهدفت مواقع للنظام في الساحل انطلاقا من هذه المنطقة وهذا شكل ضغطاً كبيراً من الحاضنة الشعبية وخصوصاً أن تلك الحاضنة قد ضاقت ذرعاً بالنظام من جراء الأزمة الاقتصادية التي يمر بها”. أبو عبيد الحموي راصد عسكري مقيم في المنطقة ويعمل بشكل دؤوب في هذه الأيام ليرصد حركة الطيران وتتبع تحركات المشاة والارتال قال ايضا ” تمتلك روسيا شمال حماة العديد من المعسكرات ومنها معسكر صلبا وبريديج وحيالين وغيرها، وتقع هذه المعسكرات بالقرب من منطقة شحشبو لذلك ترى روسيا من الاهمية السيطرة على تلك المنطقة من أجل إبعاد خطر المعارضة عن معسكراتها التي عملت على تطويرها”.

نهاية مشروع المصالحات وروسيا تقوض الانتشار الإيراني في سهل الغاب

يضيف أبو عبيد الله “روسيا تنبهت مبكراً لخطر تلك المنطقة على مواقعها في الساحل وحماة لذلك عملت على تفعيل نظام للمصالحات في المنطقة منذ 2016”. ويؤكد محمد أبو عمر وجود مشروع المصالحة الروسي في المنطقة حيث شكلت لجنة ممثلة عن المنطقة من أشخاص عدة مقيمين في مناطق النظام بهدف إتمام مشروع المصالحات في شحشبو. وبحسب محمد أبي عمر فإن روسيا -بفضل مساعي لجنة المصالحة- تمكنت من تجنيد شخصيات من داخل المنطقة ووضع اتفاق مع تلك الشخصيات التي اجتمعت مرات عدة في مركز المصالحة في حميميم، وينص الاتفاق بحسب ما شاع في المنطقة في العام الماضي أن توقف روسيا قصف المنطقة وتزودها بالكهرباء مجاناً مقابل منع أي فصيل من استخدام المنطقة عسكرياً ضدها، إضافة إلى التخابر مع الروس بشكل مستمر لتمرير دخول قوات النظام وروسيا تحت مسمى المصالحة الوطنية. ويؤكد الرائد محمد أن نوعاً من المهادنة حصل في المنطقة التي أوشكت روسيا فيها على النجاح في تطبيق نظام المصالحة في المنطقة، إلا أن المعارضة أدركت خطورة ما يجري وقامت بعمليات عدة لضرب خلايا المصالحة في المنطقة. ويضيف الرائد محمد أن تلك العمليات التي قام بها كل من تحرير الشام والجبهة الوطنية استهدفت شخصيات عدة في المنطقة كانت ضالعة في تشكيل لجنة تجتمع دورياً في مركز المصالحة في حميميم. أحمد الحسين قال أيضاً إن هيئة تحرير الشام لطالما سعت جاهدة للسيطرة على هذه المنطقة المهمة وذلك من أجل زيادة أوراقها في أي مفاوضات قد تجري لاحقاً مع أي طرف من الأطراف. وقد تمكنت هيئة تحرير الشام بالفعل من دخول المنطقة بعد معارك مع (أحرار الشام) وبعد دخول تحرير الشام إلى المنطقة وقعت اتفاقا مع أحرار الشام ومن ثم توجهت إلى التخلص من كل الشخصيات التي تتواصل مع روسيا وبذلك أصبحت أي مفاوضات في هذه المنطقة بيد تحرير الشام فقط. ويضيف الراصد العسكري أبو عبيد أن روسيا خاضت حربا على الطرف الآخر وبتوقيت متزامن مع سيطرة تحرير الشام على منطقة شحشبو والطار الغربي فطردت روسيا المليشيات الإيرانية من منطقة الغاب وبريديج وغيرها، حيث فرضت روسيا عبر الفيلق الخامس التابع لها سيطرة مطلقة على المنطقة بعد معارك مع ميليشيات محلية والفرقة الرابعة المدارة من إيران. ويضيف الراصد أبو عبيد أنه رصد شخصياً تلك المعارك التي استخدمت فيها أسلحة رشاشة وحتى مدفعية هاون، ويؤكد أبو عبيد الله أن روسيا فرضت سيطرتها على المنطقة حتى تكون ورقة في يدها في أي مفاوضات لاحقة، إضافة إلى أهمية المنطقة كونها مفتاحاً للساحل ومناطق نفوذها في حميميم. وبذلك تكون المنطقتان المتقابلتان في الغاب وشحشبو تحت سيطرة كل من روسيا وهيئة تحرير الشام مباشرة.

آستانة 12 والتصعيد في تزايد

قال محمد أبو عمر: “بعد اتضاح الصورة وفشل روسيا في إتمام المصالحات التي كانت تسود المنطقة وسيطرتها على تخوم المنطقة بعد إخراج الإيرانيين منها اتضح للروس أن لا خيار لحماية نفوذهم في الساحل وخصوصاً قاعدتهم الجوية في حميميم إلا بالسيطرة على منطقة شحشبو بالقوة وهذا ما جرى التفاوض عليه وطرحه في آستانة 12 على ما يبدو”. ويضيف الرائد محمد ما إن انتهت محادثات آستانة 12 التي عقدت في العاصمة الكازاخستانية (نور سلطان) في 27 أبريل/ نيسان الماضي حتى بدأت روسيا والنظام السوري في تصعيد قصفها لقرى المنطقة وبشكل هستيري ومتصاعد”. يتابع الرائد محمد: “تصاعد القصف كان مفاجئاً للغاية وقد استخدمت فيه قوات النظام السوري البراميل المتفجرة في سابقة لم تحدث منذ عام ونصف تقريباً”. ربط محمد أبو عمر بين تصاعد القصف وما جرى في آستانة قائلاً: “إن تزامن اجتماع تركيا وروسيا في آستانة مع تصعيد القصف لم يكن مصادفة في كل مرة يجتمع الطرفان ينال المدنيون كماً هائلاً من القصف والقتل، لقد أضحت دماء المدنيين ألعوبة في أيدي الأتراك والروس معاً”. أما أحمد الحسين فيؤكد أن ما جرى في آستانة 12 هو سبب ذلك التصعيد وأضاف: “لقد سربت من آستانة معلومات على لسان المعارضة المدعومة من تركيا أن الاطراف اتفقوا على تسيير دوريات روسية في أراضي إدلب وهذا ما يرفضه الأهالي هنا وبشكل قاطع، لذلك لجأت روسيا وبصمت تركي إلى هذا الأسلوب الهمجي في القصف والقتل بغية تركيع الناس بقوة السلاح والنار من أجل السيطرة على قرارهم”. ربط أبو عبيد أيضاً بين اجتماع آستانة وتزايد التصعيد فقال: “في كل مرة يجتمع الروس بالأتراك نخسر منطقة ويقتل مئات، لقد سبق ودمرت الغوطة وهجر سكانها وغيرها أيضاً، لا بد أن رفض الناس بشكل عام لدخول الدوريات الروسية هو سبب كل ذلك الجحيم من القصف الذي يطال الناس هنا في جنوب إدلب وشمال حماة”.

تحركات تركية في تل رفعت وصمت في إدلب

ويضيف أبو عبيد: “لم لا يكون الأتراك متواطئين في كل ما يجري، ففي الوقت الذي تقصف فيه عشرات القرى هنا، نسمع عن تجهيزات لتركيا وأتباعها شمالاً نحو تل رفعت، ذلك كله يجري بتفاهمات روسية تركية وعلى حساب دماء الأبرياء”. وعن التحركات التركية قرب تل رفعت أكدت مصادر عدة لنا من ريف حلب الشمالي أن تركيا باتت قريبة من بدء عمل عسكري محدود على مناطق تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال حلب في منطقة تل رفعت”. وقد أكد لنا الرائد محمد أن كل ما يجري بترتيبات ومقايضات سياسية عسكرية بين كل من روسيا وتركيا، إذ حصل أبو جعفر على معلومات خاصة من ريف حلب الشمالي تفيد بأن العمل التركي على منطقة تل رفعت بات قريباً، خصوصاً بعد الاشتباكات التي جرت مؤخراً في المنطقة التي أدت إلى تدمير عربة للجيش التركي ومقتل جنديين بنيران قوات قسد. أحمد الحسين لا يملك معلومات حول عمل تل رفعت الذي تحضر له تركيا، لكنه يؤكد أن الصمت التركي في ريف إدلب بات مقيتاً ويشير إلى وجود تفاهمات بين الأتراك والروس حول تسليم المنطقة أو تسيير الدوريات الروسية فيها. أحمد: “لقد بلغ الحد بالأتراك أن نقطتهم في شير مغار قصفت وقتل مدنيون على بوابتها بنيران النظام من دون أن يحركوا أي ساكن بالعكس تماماً لقد أطلقوا النار على مخيم للنازحين بالقرب من شير مغار من أجل تفريق من احتمى بساتر النقطة من المدنيين”.

نتائج كارثية للأسبوع الأول من القصف

ويؤكد أحمد أن الخيبة التي وقع فيها المدنيون من جراء الموقف التركي من قتلهم وقصف قراهم وشعورهم بعدم جدية الأتراك في ادعاءاتهم دفعتهم إلى ترك المنطقة بعد أن نالها دمار هائل واشتد القصف الهمجي فيها. ويضيف محمد أبو عمر أن إحصائية محلية في بلدتي الهبيط وكفر نبودة فقط تؤكد أن أكثر من مئة منزل إضافي قد دُمر بالكامل من جراء استهداف البلدتين بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران الروسي وقذائف المدفعية. وقد أكد أبو عبيد أن القصف الجوي والمدفعي المستمر لا يتوقف حتى لمدة عشر دقائق، إذ يطال القصف المركزي المناطق الواقعة في القسم الجنوبي من جبل الزاوية، إضافة إلى كامل قرى جبل شحشبو وقرى الطار الغربي المحررة ويبلغ إجمالي عدد تلك القرى 25 قرية وبلدة يسكنها حوالى نصف مليون نسمة، وفيها مراكز مدن هي قلعة المضيق وكفر نبودة والهبيط وكفر نبل واحسم التي تعدّ كبرى قرى المنطقة وأكثرها تضرراً. وبحسب إحصائية قام بها منسقو الاستجابة فإن حوالى 300 ألف نسمة من إجمالي سكان المنطقة، أي أكثر من نصفهم نزحوا من قراهم إلى مناطق أكثر أمنا. وقد حذر أحمد الحسين من أن غاية روسيا بالفعل هي تهجير السكان بهدف تسهيل السيطرة على قراهم والانتشار العسكري فيها وأكد أيضاً أن عدد القتلى بحسب ما أحصته المنصات الإعلامية والحقوقية خلال الأيام الست الماضية، تجاوز 130 قتيلاً فضلاً عن المصابين الذين يسقطون يومياً وهذه أرقام كارثية تجبر السكان على الفرار بأرواحهم خوفاً من القصف. وتوقع أحمد أيضاً أن جميع من في المنطقة قد يغادرها في حال تقدم النظام السوري وروسيا برياً وهذا بطبيعة الحال سيخلق موجة نازحين إلى تركيا ولا بد لتلك الموجة أن تصل أوروبا أيضاً. وأضاف أيضاً أن عشرات من عائلات النازحين يفترشون الأرض قرب الحدود التركية السورية من دون أي مأوى في انتظار تلقيهم لمساعدات عاجلة.

معوقات التقدم الروسي

البدء بتقدم بري تجاه المنطقة من روسيا والنظام السوري، إذاً ليس أمراً غريباً بعد كل كمية القصف التي طالت المنطقة. وعن إمكانية التقدم الروسي في المنطقة قال الرائد محمد: “هنالك معوقات كثيرة قد تواجه الروس في حال تقدموا في هذه المنطقة، الأولى هي الطبيعة الجغرافية المعقدة جداً من تلال وجبال، المنطقة هنا ليست كمناطق شرق السكة الصحراوية المفتوحة يمكن لقوات المعارضة أن تفكر بالصمود واستغلال هذه الطبيعة، أيضاً المنطقة ذات كثافة عالية جداً بالسكان ويتوزع فيها عدد من القرى والبلدات وهذا سيشكل إعاقة كبيرة أيضا للقوات في حال فكرت بالتقدم”. يرى محمد أبو عمر أن الأسباب نفسها التي تعد معوقات للتقدم الروسي تدفع روسيا إلى البدء في هذا المحور، إذ يعدّ هذا المحور صعباً للغاية إذا ما قورن بمحاور أخرى محيط إدلب لذلك قد ترى روسيا ضرورة التخلص منه سريعاً في بداية المعركة قبل أن تنهك قواتها. أما أحمد الحسين فيتساءل إذا ما كانت النقطة التركية الواقعة في شير مغار تعدّ عائقاً أمام التقدم الروسي والنظام السوري في المنطقة، أم أن النقطة وجدت أساساً لمهمة المساهمة في دخول القوات الروسية، وقد شدد أحمد على أن طبيعة سكان هذه المنطقة ثوريون ولن يستغنوا عن قراهم ومدنهم بسهولة وبغض النظر عن موضوع الفصائل فإن روسيا والنظام السوري سيجدون في وجههم من يدافع عن تلك الأرض، لا سيما أن معركة إدلب ستكون معركة وجود حقيقية فالأهالي هنالك لم يعد لديهم خيار الباص الأخضر لينقلهم إلى مكان آخر، فمن يستغني عن إدلب لن يصمد في عفرين أو اعزاز مشيراً إلى تركيا بذلك. أبو عبيد ذكرنا بمحاولة اقتحام روسيا سابقاً وفي خريف 2015 حيث مهد الطيران بشكل عنيف جداً على المنطقة ومن ثم استقدم تعزيزات قوية جداً وباشر باقتحام المنطقة بدءا من بلدة كفرنبودة، إلا أن روسيا تلقت ضربة فادحة إذ دمرت ثمانية دبابات دفعة واحدة وخلال نصف ساعة من بدء المعركة كما سقط عشرات القتلى للنظام السوري، وتوقع أبو عبيد ألّا يكون حال قوات النظام أو روسيا أفضل مما كانوا عليه سابقاً، إذ يعاني النظام السوري من ضائقة اقتصادية كبيرة كما أنه يعتمد على مرتزقة ومجندين جدد من “جماعة المصالحات” وهم ليسوا ذوي كفاءة عالية في القتال ولن يصمدوا طويلاً في الحرب على إدلب. ميدانياً صرح الرائد محمد طه أن قوات النظام قد نفذت المحاولة الأولى يوم أمس الجمعة للتقدم تجاه قلعة المضيق ومن ثلاثة محاور وهي محور السبعة وتل برهان والآثار، وكانت تلك المحاولة مترافقة بتحريك آليات ثقيلة وجنود قد استقدموا في الأيام الأخيرة إلى المنطقة. وأضاف الرائد محمد أن المعارضة تمكنت من صد هذ الهجوم ودمرت سيارتين بيك آب إضافة إلى سيارة نقل عسكري ودبابتين وأوقعت عدداً من عناصر النظام بين قتيل وجريح. أكد محمد طه أن قوات النظام ما زالت تستقدم تعزيزات إضافية إلى المنطقة وجل تلك التعزيزات هي قطع عسكرية مدعومة من روسيا كالفيلق الخامس وقوات النمر وغيرها. الراصد العسكري أبو عبيد توقع أن تلك المحاولة التي قامت بها قوات النظام لن تكون الأخيرة، إذ تتعمد قوات النظام في اقتحامها على محاولات عدة لجس النبض واختبار نقاط الضعف ومن ثم شن هجوم واسع مستفيدة من المحاولات السابقة.

خلاصة

تعد منطقة جبل شحشبو والطار الغربي منطقة استراتيجية مهمة جداً بالنسبة إلى روسيا، إذ تعد مفتاحاً لمناطق الساحل بشكل عام، وقريبة جداً من معسكرات روسيا شمال غرب حماة، وتعدّ المنطقة الأكثر قرباً من قاعدة حميميم العسكرية وهي المنطقة الوحيدة التي تستخدمها المعارضة في استهدافها للقاعدة العسكرية الروسية الكبرى في سوريا، وقد سعت روسيا جاهدة إلى إتمام مشروع مصالحات في المنطقة بهدف التخلص من خطر سيطرة المعارضة على تلك المنطقة، إلا أن مشروعها فشل بسيطرة تحرير الشام على المنطقة وشنها لحملات مع الجبهة الوطنية للتحرير ضد خلايا المصالحات في المنطقة واعتقال شخصيات عدة فيها. وبعد إفشال مشروع المصالحات الروسي عملت روسيا على استثمار المفاوضات السياسية للحصول على مكتسبات في منطقة شحشبو، فبعد انتهاء آستانة 12 بدء قوات النظام السوري وروسيا بشن غارات مكثفة مستهدفة بلدات وقرى المنطقة بشكل خاص. ويعدّ هذا التصعيد العسكري ذو أسباب متعددة تبتدئ بمحاولة تمرير اتفاق تسيير الدوريات الروسية في إدلب الذي يلقى رفضاً شعبياً تحت ضغط القصف والنار ولا تنتهي تلك الأسباب بمحاولة التقدم وفرض السيطرة العسكرية على المنطقة. إن الصمت التركي المخجل في نظر الأهالي في إدلب عن كل تلك المجازر التي يرتكبها طيران روسيا والنظام لهو أكبر دليل على أن التصعيد الأخير جرى ضمن تفاهم روسي تركي يحقق مصالحة الطرفين يغض النظر عن أمن السكان وحماية أرواحهم , ويؤكد تلك التفاهمات التحرك التركي المتزامن مع تصعيد إدلب في تل رفعت شمال حلب. ووسط كل ذلك النزوح والقتل المتفاهم عليه روسيا وتركيا ما يزال السكان يأملون في أن بإمكانهم استثمار طبيعة الارض وبعض القوة المتبقية لديهم لمواجهة التقدم الروسي الذي بدأت تلوح علاماته في الأفق بمحاولات لجس النبض على بعض المحاور هنا أو هناك.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي ;مينا;

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى