fbpx
أخر الأخبار

سوريا.. أية طغمة تتحكم بها؟

ـ ما الذي تبقّى للناس، كل الناس باستثناء الأوليغارشيا العسكرية في سوريا؟

سؤال تطرحة المجاميع الهائلة التي تصطف أمام فوهات أفران الخبز لتعود بلا خبز.. تطرحه مجاميع الناس، آلاف الناس، الذين يصطفون على كازيات البنزين ليعودوا بلا بنزين، كما تطرحه معضلة الأرز والسكّر، والجيوب الخاوية من العملات، من أي نوع من العملات، فيما غاباتهم تحترق، والمافيات تستأثر بكل منتجات البلد، بيعًا وشراء، ومقايضة، وسطوًا، حتى باتت ممتلكات الناس سائبة، محكومة بقرارات حكومية لاتعني سوى تشليح الناس بعد مرحلة التعفيش التي رافقت العمليات الحربية.

ـ نصف السكّان مهجرون، قسرًا أو طوعًا، ونصف البلاد خارج حكم الدولة بعد أن لم يتبق من الدولة دولة، أما المقابر، فمع كل يوم مكتشفات لمقابر جديدة، ليس بوسع اهاليها التعرف على أولادهم، فيما ضحايا السجون متكتّم عليها، فلا ميت لتدفنه، ولا حيّ لتنتظره، وبعد هذا وذاك، بلد موزع ما بين الروسي والايراني، حتى باتت السيادة نكتة لم يعد أحد يصغي اليها.

فوق كل ذلك ماهي الآفاق الممكنة؟ وما هي الثقوب في جدار اليأس القاتل التي تعيشه سوريا؟

بشار الأسد متمسك بالسلطة / وليتها سلطة / ومحاسيبه متمسكون بنهب ما لم ينهب، أما الجيش فمن لم يمت بالحرب، يموت بالجوع، باستثناء حفنة من ضباط يسطون على لقمة الجيش وأرواح الجيش، وأفراد الجيش، وديّة الشهيد عنزة، أو ساعة جدار معطّلة.

العالم يتفرج على سوريا، وسوريا خارج كل الحسابات، فلا تسويات في الأفق، ولا مصالحات ممكنة، ولا الدولة دولة، ولا العصابة تعترف بأنها عصابة، وفوق هذا وذاك، تغيرات ديمغرافية، لاتعني سوى احلال بشر مكان بشر، لتكون البلاد قطعًا، القطعة الايرانية فيها هي الأوسع سكّانيًا فيما القطعة الروسية هي االحصة الاقتصادية التي تعني البحر والمرفأ، حتى لم يتبق من البلد ما لم يقتطع، ولا أفق..

لاتسويات، ولا سقوط للطغمة، ولا معارضة يمكن الاحتكام لبرنامج لها، فهي معارضات يمكن وصفها بزباينة السفارات والمال الفاسد، ما جعل البلد لابلد، والزمن خارج الزمن، والناس يموتون على بوابات المشافي، كما يموتون من الوحشة وربما المجاعة، وهذه بلاد اسمها سوريا.

أيّة سوريا؟

سوريا التي صدرت البروكار للعالم، وسوريا المخزن، وسوريا قمر الدين، وسوريا التي امتدت أنابيب مياهها من تدمر حتى قرطاجة يوم كانت زنوبيا ملكة تدمر.

الناس جياع، والبد يستقطع.. قطعة لتركيا، وثانية للايراني، وكل سفالة الأرض حطّت بها.

سوريا المجاعة.. هكذا صار عنوانها.

الناس فيها يأكلون من لحمهم، والطغمة تولع الحرائق بثيابهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى