fbpx

أوراق قطر؛ فضائح باسم العمل الدعوي؟!

أوراق قطر، هو عنوان كتاب مثير للجدل، صدر مؤخراً عن دار ميشيل لافون الفرنسية، قام بإعداده الصحفيان البارزان، كريستيان شيسنوت، الذي يعمل مراسلاً ومحرراً في راديو فرنسا، بالإضافة إلى جورج مالبرونو، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والذي يعمل لدى مجلة لوفيغارو الفرنسية، ومع صدور هذا الكتاب شكل صدمة في وسائل الاعلام العالمية، خصوصاً وأن الكتاب يتناول فيه قيام إمارة قطر، وعبر مؤسسة قطر الخيرية  بتمويل ممنهج للمؤسسات الإسلامية في أوروبا وخاصة في فرنسا حيث كانت هذه المؤسسة مجرد واجهة وأداة القوة الناعمة الدينية للدوحة، بحسب وصف الكتاب. يضم الكتاب بين طياته 295 صفحة تشمل 14 فصلاً، وملحقاً، إضافة إلى المقدمة، حيث يشير الكاتبان فيها إلى أنهما نجحا في الدخول إلى مؤسسة قطر الخيرية، وقاما بزرع كاميرا بداخلها، كما قاما بزيارات ميدانية إلى كافة المراكز الإسلامية والمساجد التي تم ذكرها في الكتاب، وقاما بإجراء مقابلات وتحقيقات حول مصادر التمويل لهذه المساجد مع المسؤولين والقائمين عليها. في الجزء الأول من الكتاب يتناول إحصائية للمشاريع القطرية خاصة في أوروبا وكندا، منوهاً إلى أن عدد المراكز في فرنسا لوحدها بلغ 22 مركزاً تم افتتاح 5 منها فيما لا يزال البقية قيد الإنشاء أو لم يتم البدء بالعمل فيها بعد، كما يعرض الكتاب تفاصيل بعض المعاملات البنكية والتحويلات المالية التي أجرتها قطر، بالإضافة إلى قائمة بأسماء المتبرعين لـ قطر الخيرية، وعلى رأسهم الديوان (مكتب الأمير)، مشيراً في الوقت ذاته إلى مشاركة من دولة الكويت في بعض المشاريع تلك. في هذا الفصل يشير الكتاب إلى ما يسميه (علاقات مضطربة بين موظفي المساعدات الإنسانية التابعين لقطر الخيرية والجماعات الجهادية في مالي) ويعرض وثيقة مسربة من المخابرات الفرنسية تحذر من أنشطة قطر المرتبطة بالتطرف الإسلامي ومن (برنامج الغيث) الذي يشرف عليه الشيخ أحمد الحمادي، كما يلفت الانتباه إلى أن (قطر الخيرية) في مشاريعها الإسلامية تتبنى أفكار الإخوان المسلمين. في الجزء الثاني من الكتاب يشير إلى تقرير للمخابرات الفرنسية يُعبّر عن الاستياء من كرم قطر المفرط ورغبتها بإنشاء المساجد على الأراضي المسيحية، معتبراً أن شهر العسل بين ساركوزي والشيخ حمد في الماضي حال دون إيقاف تلك المشاريع. في الجزء الثالث من الكتاب يتناول أولاً الاستثمارات الغامضة في مجال العقارات وما تقوم به (قطر الخيرية) من تمويل مؤسسة الرابطة الفرنسية للمرأة المسلمة، كما يستعرض الكتاب تقريراً للمخابرات الفرنسية يكشف فيه تمويل قطر للإسلامي طارق رمضان المحسوب على الاخوان المسلمين، حيث تلقى تحويلات مالية، كانت الأولى بـ590000 يورو، والثانية بـ 35000 يورو. في الجزء الرابع يشير الكتاب الى محاولات قطر شراء معهد ابن رشد، وتأجيره للجمعية الإسلامية في المنطقة، واصفاً التوجه العام للمعهد هو معاداة السامية والتعاطف مع حركة حماس. في الجزء الخامس يشير الكتاب إلى زيارة بحثية للمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في سان ليجر دو فوجيريه، حيث تدير المعهد جماعة الاخوان المسلمين، مؤكداً العثور على اسم أحد الجهاديين الذين تعتقلهم القوات الكردية موجوداً ضمن قوائم الطلبة القدماء للمعهد. في الجزء السادس والسابع والثامن يشير الكتاب إلى تفاصيل مالية وحوالات قامت قطر بتقديمها لتمويل مشاريع عديدة في مدن فرنسية، وأما في الجزء التاسع، فالكتاب يتحدث عن سويسرا ويصفها أنها (خزنة الإخوان المسلمين) حيث تمتلك (قطر الخيرية) حسابات بنكية بإسم (ندى يوسف) ويشير الكتاب إلى أن هذه الحسابات تم تجميدها بالقرار رقم 1267 الصادر عم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وذلك بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001. في الجزء العاشر يشير الكتاب إلى تفكير الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يرى أن الإسلام سيعود الى أوروبا بالفتح السلمي، مشيراً إلى دعوة القرضاوي لبناء مسجد في ميلانو، ثم ينتقل الكتاب الى تمويل قطر الى 45 مشروعاً في إيطاليا. في الجزء الحادي عشر ينتقل الكتاب إلى ألمانيا، حيث ساهمت قطر الخيرية التي مقرها في إنجلترا بالتبرع بخمسة ملايين يورو إلى مؤتمر ميونخ للإسلام، وذلك من أجل انشاء مبنى إسلامي، إضافة إلى مشاريع عديدة، منها تحويل كنيسة لمسجد في برلين، مشيراً إلى أن السفارة القطرية لعبت دور الوسيط هناك، بين المؤسسات الإسلامية وبين قطر الخيرية. في الجزء الثاني عشر يتحدث الكتاب عن أرض البلقان، حيث قامت المنظمات الخيرية الخليجية وخاصة قطر الخيرية بتكثيف نشاطها وفتح مكاتب في ألبانيا وكوسوفو والبوسنة والهرسك وذلك لأجل لتمويل جمعيات في تيرانا وفي بريستينا. كما يشير الكتاب إلى أن الدعم لم يقتصر على بناء المراكز الإسلامية بل قامت المنظمات الخليجية (السعودية والقطرية) بتوزيع ً الخشب في الشتاء للتدفئة والطحين أيضا وقاموا بتقديم منح دراسية للطلاب وقاموا بناء المدارس هناك. ثم يشير الكتاب إلى أنه وبسبب الفقر وتدني مستوى التعليم في هذا البلد استطاعت الدعاية الجهادية الراديكالية تجنيد المجاهدين وإرسالهم للعراق وسوريا عبر تركيا التي أغمضت عينيها. ويضيف الكتاب أنه في صيف 2018 تسرب خبر إلى فرنسا بأن السلطات الكوسوفية أعلنت عن تشكيك واشتباه في أنشطة قطر الخيرية وبأنها تشكل خطراً على الأمن الوطني وتم إغلاق مكاتبها في إطار مكافحة الإرهاب والراديكالية. في الجزء الثالث عشر يشير الكتاب إلى أن مؤسسة (نيكتار تريست) الموجودة في لندن هي الواجهة المزيفة لقطر الخيرية، حيث تم استبدال هذا الاسم بالاسم الحقيقي وهو قطر الخيرية والسبب أن تغيير الاسم يسمح لقطر الخيرية بتجاوز الحظر المفروض عليها من قبل السعودية ومصر والإمارات والبحرين وذلك عشية اتهام قطر بدعم الحركات الإسلامية في سوريا. ولذلك مسحو اسم قطر الخيرية في لندن واستبدلوه ب نيكتار تريست، وهي بحسب الكتاب مؤسسة يديرها شخص اسمه أيوب أبو اليقين الذي يعتبر مفتاح التمويل القطري في أوروبا. في الجزء الرابع عشر يشير الكتاب إلى أن قطر تحاول عبر تمويلها للمشاريع الإسلامية في أوروبا نشر أفكارها الدينية الخاصة بالإخوان المسلمين وهي تنافس الجزائر والمغرب والسعودية وتركيا. حيث تعتمد قطر على الإخوان المسلمين المقيمين في أوروبا منذ زمن طويل والذين يعملون في التعليم ولديهم علاقات ممتازة مع البلديات والنواب في أوروبا عامة وفي فرنسا وألمانيا خاصة. مضيفاً أن قطر تعتمد على التحالف مع تركيا التي تملك نفوذاً في أوروبا عبر جاليتها التركية وخاصة في ألمانيا وقد حصل هناك تقارب كبير وتعاون في تنفيذ المشاريع رغم اختلاف الأهداف بين الجانبين. في الخاتمة يقول المؤلفان أن كتابهما هذا ليس نصيحة من أجل وقف تمويل الإرهاب بل نصيحة لأخذ الحذر من نشر الأيدولوجيات الإسلامية في أوروبا. هذا ويضم الكتاب عدة ملاحق، استعرض فيها الكاتبان العديد من الوثائق التي تدعم هذا الكتاب. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” هذه المادة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد. حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى