fbpx

مع قرب انتهاء مهلة الـ 6 أشهر.. ماذا يحدث في درعا؟

الكاتب: مؤيد أبازيد بعد مضي أربعة أشهر على اتفاق درعا جنوب سوريا، الذي تم بين فصائل المعارضة السورية المسلحة ‏بالمحافظة وروسيا والذي تم في 6 من يوليو/ تموز الماضي، ونص على عدة بنود، أهمها عودة مؤسسات الدولة ‏ورفع علم النظام على المؤسسات الحكومية وتسليم السلاح الثقيل وجزء كبير من السلاح المتوسط التي بحوزة ‏الفصائل، على أن تبقى قوات النظام بعيدة عن المناطق التي لم تقتحمها حين تم توقيع الاتفاق وقبلت بالتسوية ‏الروسية، واجراء تسويات في المرحلة الأولى والتي تنتهي مع نهاية العام الجاري، على أن تكون المرحلة الثانية ‏تسليم بقية السلاح ودخول النظام فعلياً لجميع المناطق والتحاق المطلوبين والمؤجلين عن الخدمة الإلزامية بجيش ‏النظام‎ .‎ في هذه الأيام يتبادر لدى الكثير من ابناء المناطق التي لا تزال بيد فصائل المعارضة والتي اصبحت مشتتة ضمن ‏مناطقها لا تملك إلا السلاح الخفيف والقليل من السلاح المتوسط، حول مصير هذه المناطق وأبنائها بعد انقضاء ‏المهلة، لاسيما الاشخاص الذين كانوا ضمن فصائل المعارضة المسلحة واضطروا لقبول العرض الروسي، الذي ‏تزامن مع تحليق أكثر من 40 طائرة كانت تقصف مدن وقرى المحافظة، وانتشار النازحين على حدود الاردن ‏والجولان المحتل مع إسرائيل والذي قدر عددهم آنذاك بنحو 350 ألف‎ .‎ قوات النظام لاتزال خارج مهد الانتفاضة السورية من بين هذه المناطق مدينة درعا البلد (الشق الجنوبي لمدينة درعا) مهد الانتفاضة السورية والتي انطلقت شعلتها ‏فيها من أمام المسجد العمري بالمدينة ربيع 2011‏‎.‎ مرصد “مينا” تحدث مع عددا من هؤلاء والذين أكدوا بأنهم ليسوا الآن في وارد الندم على اتفاق تم لايقاف ‏جريان انهار الدماء من أطفال ونساء المحافظة، وفي وقت كان فيه عشرات الآلاف من ابناء درعا ينتشرون ‏على طول الحدود، والأردن وإسرائيل أغلقت في وجههم أي منفذ للهرب من الموت، والأمريكي رفع يده وترك ‏للروسي الميدان ليقصف ويقتل كيفما يشاء‎ .‎ يقول “وليد محاميد” والذي لم يمانع بذكر اسمه وهو عنصر سابق في المعارضة المسلحة في حديث لمرصد ‏‏”مينا”:” اتفاق درعا حافظ على أرواح الآف المدنيين وبقينا في أرضنا في الوقت الذي تخلى عنا الجار القريب ‏قبل الأمريكي البعيد‎”.‎ وأضاف “الاتفاق جاء بعد أن شاهدنا ماذا جرى بحلب والغوطة وحمص وما جرى بدرعا هو حلقة ضمن سلسلة ‏حلقات كان الخارج هو صاحب السيناريو فيها، والسوريون هم من ينفذون الأدوار سواء على ضفة المعارضة أم ‏على الضفة الأخرى والنتيجة واحدة وهي أن الضحية سوري‎”.‎ وأشار إلى أنه قام بعمل تسوية مع النظام لكن لم يخفِ تخوفه من الاعتقال رغم هذه التسوية، واصفا الوضع ‏بالقول: “قوات النظام مشابهة لما كانت عليه العديد من فصائل الجيش الحر بحيث يكون كل حاجز له قوانينه التي ‏يتخذها من قائد فصيله والتي تعطيه الحق باعتقال من يشاء دون حسيب او رقيب”، حسب قوله‎.‎ هناك رسائل من النظام وهناك أجوبة من المعارضة ؟ أما ( ع، م) وهو قيادي سابق لإحدى آلوية الفصائل المسلحة بدرعا البلد فيقول لـ “مينا”: ” كغيري قمت بعمل ‏تسوية مع النظام لكن لم أذهب حتى اليوم للمناطق التي تخضع لسيطرته، ولن أذهب في المرحلة المقبلة، لانه ‏نظام غادر لا عهد ولا ميثاق له”، مضيفا “هي تسوية يفترض أنها تعطيني الحق أن أبقى في أرضي وفي مدينتي ‏وهي تسوية يمكن تسميتها بالاجبارية التي لا خيار أخر لنا،  لكن في نفس الوقت فأن هذه التسوية لا تعني أن ‏أعود تابعا لنظام قتل أهلي وهجر شعبي‎”.‎ وبخصوص من انضموا لقوات النظام من عناصر سابقين في الفصائل المسلحة بدرعا، وصف( ع، م) هؤلاء ‏‏”بالمرتزقة الذين اتخذوا من الثورة مصدر رزق”، مشيرة إلى “أنهم قلة مقارنة مع نحو 35 الف مقاتل كانوا ‏ضمن عداد الفصائل قبيل إعلان الاتفاق، لكن إعلام النظام وحتى بعض إعلام المعارضة يحاول أن يظهرهم ‏بأنهم الأكثرية وهو أمر غير واقعي ومنافي للحقيقة”، كما قال‎.‎ وتابع القيادي السابق في الفصائل المسلحة” هناك رسائل من النظام وهناك أجوبة من المعارضة، فاذا كانت خطة ‏النظام هي مزيد الاعتقالات والتصفيات لابناء المحافظة، فان الرد قد وصل للنظام عبر المقاومة الشعبية والتي ‏قتلت خلال الشهر الماضي أكثر من  20 عنصراً للنظام، وإذا كان النظام يعتقد أنه انتصر فعليه أن يدرك جيداً ‏بأن ابناء المحافظة تمكنوا من طرد قواته من عشرات القرى والمدن، من خلال الاسلحة الخفيفة وعبر حرب ‏عصابات التي اوجعته كثيراً خاصة ما بين صيف 2012 حتى ربيع 2013‏‎”.‎ بدوره يقول  (ط، س) وهو قيادي سابق لكتيبة في الفصائل المسلحة بمدينة درعا في حديث مع “مينا”: “النظام لم ‏يُدخل أي عنصر له لدرعا البلد خلال الثلاثة الاشهر الاولى من الاتفاق وبقي النظام موجوداً عبر راية وحيدة له ‏مرفوعة على استحياء فوق مؤسسة البريد، وتم انزالها مرات عديدة وكانت الشرطة الروسية تطالب بإعادتها ‏لأنه يندرج ضمن شروط الاتفاق‎”.‎ وأشار إلى أن “النظام وعبر الشرطة الروسية افتتح مخفرا صغيرا بـ20 عنصرا في حي العباسية بدرعا البلد قبل ‏نحو شهر”، مؤكدا” رفض الأهالي والعناصر السابقن في فصائل الجيش الحر رفع صورة بشار الأسد (رئيس ‏النظام السوري) على بوابة المفخر، وقلنا لهم سندوسها تحت اقدامنا إن وضعت صورة لبشار، وهذا الكلام قيل ‏بوجود الشرطة الروسية وتفهمت هذا الامر، بالنهاية هو مخفر رمزي لا قيمة له والعناصر هم في حمايتنا وليس ‏العكس ونحن في عهد وميثاق لهذا لن نغدر بهم‎”.‎ واضاف (ط،س):” بعد انتهاء المهلة قد يفكر النظام باقتحام درعا البلد وجميع المناطق التي لم يدخلها جيشه وهي ‏مناطق عديدة وتقدر بنحو ثلث مناطق المحافظة، عندها لا خيار لنا سوا المقاومة لأن اسلوب المعركة سيكون ‏مختلف عما كانت عليه سابقا، فالعنصر الجوي والمدفعي سيكون خارج لعبة المعارك القادمة والتي كانت تعطي ‏للنظام التفوق، وكل هذا الكلام اقوله إن تعنت النظام وقرر اقتحام هذه المناطق بالقوة بعد أن يعطيه الروسي ‏الضوء الاخصر لهذا‎”.‎ وأشارإلى أن “خيار المقاومة لا زال موجودا ضمن اولوياتنا كمقاتلين لا اقول سابقين بل مجمدين الى أن نرى ‏الى اين تسير الأمور هل لحل سياسي يرضي الجميع او نعود لما كنا عليه في بدايات الثورة، لأن المرحلة المقبلة ‏لن تكون إلا مشابهة لبدايات الثورة المسلحة، إن عاد النظام لاسلوبه السابق بالاقتحامات، ويدرك الروسي هذا ‏جيداً ويدرك خطورته‎”.‎ وانهى (ط،س) كلامه بالقول:” لست متفائلا ببقاء الامور على ماهي عليه بدرعا، لاسيما أن النظام بدأ مؤخراً ‏ومن خلال الايرانيين وحزب الله اللبناني بالتغلغل في بعض مناطق المحافظة التي تسيطر عليها قواته، ومحاولة ‏نشر افكار شيعية في محافظة ذات غالبية عظمى من السنّة وهو يتعارض مع لب الاتفاق الموقع، إضافة لتزايد ‏حملات الاعتقال التي طالت العشرات خلال الاسابيع الماضية في مناطق انتشار قواته، كل هذه الامور تؤكد بان ‏النظام  يسير الى طريق أخر وهو الانتقام من كل من رفع صوته ضده‎ “.‎ يشار إلى أن المناطق التي بقيت تدار من قبل فصائل المعارضة المسلحة سابقا، تسير فيها بشكل يومي دوريات ‏من الشرطة الروسية على طول خطوط الاشتباك السابقة، وهي مناطق تتركز في الريف الغربي بالإضافة لدرعا ‏البلد، ذلك أن الاتفاق وقع بعد أن كان النظام وبمساعدة الطيران الروسي قد سيطر على غالبية الريف الشرقي ‏للمحافظة‎. خاص – مينا هذه المادة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد. حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى