fbpx
أخر الأخبار

(37)  شخصية أمريكية على قائمة الاغتيال الايراني

إعلانًا أمريكيًا صريحًا: “عبور الغواصة النووية يو إس إس عباب مياه الخليج”، هي أكثر من رسالة توجه للقيادة الإيرانية، والسفينة لاشك مرفقة بسفن حربية  أخرى فمن قناة السويس عبرت غواصة إسرائيلية نحو الخليج، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية  نقلًا عن مصادر استخباراتية عربية.

أما على الجانب المقابل فيشدد سكرتيرُ مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن طهران عازمة على الانتقام الصعب من الآمرين والمنفذين لجريمة اغتيال قاسم سليماني، مؤكدًا أن واشنطن كثفت إجراءاتها المزعزعة للاستقرار في منطقة غربي آسيا.

ـ فمااهي رسائلُ التحركاتِ العسكرية الأمريكية الإسرائيلية في الخليج، وما صداها في إيران؟

– وكيف يمكن لواشنطن منعَ طهران من أي عمل انتقامي؟ وبأي شكل يمكن لطهران أن تنفذ وعودها الانتقامية؟

كالعادة يخرج الناطقون باسم الحكومة الايرانية، بخطابهم المتكرر منذ أربعين سنة، والخطاب بالإضافة لشعار “الموت لأمريكا” يؤكد على:

ـ سنرد في الوقت والمكان المناسب.

هذه المرة ارتفعت حدة الخطاب الاعلامي الايراني الى الدرجة التي ذهب فيها  أمير  الموسوي، وهو رئيس مركز الابحاث الايراني والدولي، إلى حدود أن ثمة قائمة من أسماء أمريكية تشمل 37 اسمًا من بينهم دونالد ترامب، سيكمونون أهدافًا إيرانية، بل اكثر من ذلك “على هؤلاء الاستعداد لقبول حتفهم”.

هذا ماقاله الرجل وبالحرف، ما يعني التهديد بالاغتيالات، وليست الاغتيالات بعيدة عن السياسات الايرنية، وآخرها كان خطف الصحفي “روح الله زم” وإعدامه في إيران فأذرع الارهاب الايراني تضرب في كل مكان، في الولايات المتحدة، وفي أوروبا وبطبيعة الحال في الشرق الأوسط، وإذا ماذهبت إيران اليوم للثأر من مقتل قاسم سليماني، ومحسن فخري زادة، فذلك لن يعني سوى واحد من احتمالين:

ـ إما أن تصمت الادارة الأمريكية عن مثل ارتكاب ايران لأية عملية اغتيال، وهذا بلاشك سيسقط هيبة الولايات المتحدة، ويورث هزيمة لاسرائيل.

وإما أن يكون الرد، ومن العماء الاعتقاد أن الرد الأمريكي سيكون بإطلاق صاروخ يصيب زقاقًا من أزقة طهران، فالحرب هذه المرة لن تكون سوى حرب خاطفة، مدمرة، سريعة، تجتث النظام الايراني بما يحمل، ولابد أن يكون من النووي أو اشتقاقات النووي، ما يعني أنها لن تكون حرب استنزاف وانما ستكون حرب استئصال،فالاراضي الإيرانية وخاصة المطلة على سواحل الخليج العربي كلها أهداف مهمة للغاية واستراتيجية من الناحية العسكرية والاقتصادية وبالتالي فإنها إذا تم استهدافها من قبل أمريكا وهي لها قدرة على ذلك فكيف سيكون حال ايران؟ هذا أولا.

ثانيًا،  تعد المنشآت النووية الإيرانية أحد الأهداف الاستراتيجية المتوقع أن تضربها واشنطن عسكريا فيما لو وقعت الحرب، وفي حال تم ذلك فكيف سيكون الرد الإيراني؟ هل ستقوم بضرب المنشآت النفطية في الخليج العربي؟

إيران لا تملك سوى الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وهي فقط قادرة على استهداف الأهداف الأمريكية في المنطقة.

وبالمقابل فإن كل إيران تحت مرمى الأسلحة الأمريكية حتى التي يمكن أن تنطلق من واشنطن، والمغامرة في الحرب لو نشبت هي ليست بالنسبة لأمريكا بل لإيران، فمثلا رأينا أن إسرائيل دمرت المفاعل العراقي ولم يحدث شيء، وبالتالي فإن القوة المتاحة لطهران لضرب المصالح الأمريكية فيما إذا ضُرب المفاعل النووي الإيراني ليست لديها القدرة على إنهاء الأمر أو المعركة.

ـ ما الذي يبقى أمام طهران.

استهداف طهران للمنشآت النفطية في الخليج؟

لا يشكل هذا الأمر مشكلة لأمريكا فيما لو قررت الحرب، فمثلا العراق تم استهدافه في تسعينيات القرن الماضي وأيضا عام 2003، ولكن لم يؤثر ذلك على سوق النفط العالمي بشكل خطير، نعم ارتفعت الأسعار وسترتفع أيضا في الحالة الحالية ولكن سوق النفط لن يتأثر.

ـ السؤال الأهم في حال فعلت إيران ذلك: هل سينتهي سوق النفط؟ نعم 30 في المئة من النفط العالمي موجود في منطقة الخليج ويمر عبر مضيق هرمز، ونعم إيران تستطيع من الناحية الجغرافية والتكتيكية إغلاق مضيق هرمز، ولكن أمريكا قد تُنهي الموانئ الإيرانية الخاصة بتصدير النفط، وقد يؤثر ذلك على السعر العالمي ولكن فقط لمدة شهر أو شهرين.

يحدث ذلك، إذا لم تكن إيران قد انتهت من الضربة الاولى، وغالبًا هذا ما سيحدث.

الحرب ليست نزهة، ولا رغبة، ولكن ما يستعضي بالسياسة، يفتح الطريق الى الحرب، والخطاب الاعلامي الايراني يغلق الطريق أمام السياسة، ما يعني نه يفتح أوتوسترادات أمام الحرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى