fbpx
أخر الأخبار

مسرحي تونسي يضرب عن الطعام ويهدد بالتضحية بجسده

مرصد مينا – تونس

“بعين دامعة وأخرى مستبشرة وبفرح يشبه الحزن كثيرا أتجه للتضحية بما أملك من جسد في سبيل الحلم. خيالي لم يعد يكفي لأكمل رحلتي. وإني اضع كل نفس مثقفة وكل من يدعي المدنية والدفاع عن الحريات وكل سياسي متملص أمام مأزق ومساءلة أخلاقية لن تنمحي . وأعلن الدخول في إضراب جوع يوم الإربعاء 7 اكتوبر ولن إتكلم بعدها فاما حياة وإما خلود.”.

هذا ما قاله خبيب العياري صاحب الفضاء الثقافي أسرطوفانيس بوادي الزرقاء من ولاية باجة تونس، حيث يدقّ بهذه الكلمات آخر مسمار في نعش البيروقراطية المقيتة والشعارات الفضفاضة التي يزيّن بها المسؤولون خطاباتهم، ويعلن دخوله في إضراب جوع بعد أن استبدت به لوعة تأمل حلمه وهو يحتضر.

حلمه في مركز ثقافي يقطع مع المركزية الثقافية ويقرّب الثقافة من المحرومين منها يقاوم واقعا طغى عليه القول دون فعل، يشارف على الموت وسط استرجاع صاحب المحل الذي يؤوي أنشطة الفضاء لعقاره.

الموجع في الأمر، أن اكسير الحياة الذي سيبعث الروح في الفضاء من جديد بعد بقائه عاريا بلا جدران وسقف متوفر، ويتمثل في مستوصف تخلّت وزارة الصحّة عن مقرّه منذ عشر سنوات وهو اليوم شاغر توشّحه الفضلات وبقايا الجلسات الخمرية.

رغم توفّر البديل، لا تحرّك السلطات المعنية ساكنا رغم ما يقدمه الفضاء من إنتاجات وعروض وأنشطة تشمل الأطفال والشباب والكهول والشيب وتمتد إلى القرى المجاورة لوادي الزرڨاء حيث لا ينفذ المواطنون هناك إلى الثقافة.

وربّما ذنب الفنان المسرحي خبيب العياري أنه آمن بحق هؤلاء المواطنين في الثقافة وباللامركزية الثقافية وبشعارات الثورة التي تنادي بالمساواة واختار أن يستثمر في الثقافة، خيار كلّفه تضحيات كثيرة لكنّه لم يتراجع وبعث فضاء أرسطوفانيس في مقر تسوّغه للكراء بعد أن صمت الولاية آذانها عن مدّ يد العون.

منذ انطلاقته احتضن الفضاء عديد المواطنين مجانا وعكف على تمويل نشاطاته من خلال انتاجاته دون أن تكون استمراريته رهينة دعم من أية جهة ولكنه اليوم يعجز عن استكمال المسار دون مقرّ.

ومرة أخرى يعاود خبيب العياري التواصل مع الولاية بتاريخ الرابع عشر من شهر أوت الماضي من أجل تمكينهم من النشاط في المستوصف الذي تخلّت عنه وزارة الصحة وظل شاغرا يرتع فيه المعربدون وهو المتاخم للمدرسة الابتدائية وادي الزرڨاء1.

خبيب العياري راسل الجهات المعنية وقدّم ملفا متكاملا إلا أنه لم يحظ إلى حد الآن بإجابة لا بالرفض ولا القبول الامر الذي جعل أمله في أن يتغيّر الوضع يهتز ويلجأ إلى قرار الإعلان عن خوضه إضراب وسكوته حينها عن الكلام المباح.

الملف يتضمّن، وفق حديث خبيب العياري في فيديو بثه على صفحته بالفايسبوك، شهادة في الصبغة الثقافية والأوراق القانونية لبعث الفضاء وبيانا في الطاقة التشغيلية وبيانا للتحسينات المقترحة في مقر المستوصف وكيفية تحويله إلى منارة ثقافية وصورا لنشاط الفضاء وتقريرا أدبيا عن عمله.

وفي الفيديو الذي توجّه به الى رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزير الشؤون الثقافية ووزيرة أملاك الدولة والشؤون العقارية ووزير الصحة، يستجير من البيروقراطية المقيتة وينقل لهم بعضا من إحساس الضيم والتهميش الذي يعتريه كلّما تواصل مع السلط المحلية أو الجهوية وليخبرهم أنه إلى آخر نفس مؤمن بالمواطنة ودور المثقفين في دفع الحياة الاجتماعية والثقافية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى