fbpx

“شراب الملوك”.. أسعار زيت الزيتون تسجل أرقاما قياسية جنوبي سوريا

مرصد مينا – سوريا
تزامنا مع بدء موسم قطف الزيتون، شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا ارتفاعا حادا بسعر صفيحة الزيت، حيث وصل سعر الصفيحة الواحدة الى 115 ألف ليرة سورية، مسجلة أعلى قيمة وصلت لها خلال هذا العام والأعوام السابقة.
مواطنون في المحافظة اشتكوا من ارتفاع سعر صفيحة الزيت هذا العام، خشيةَ عدم القدرة على تأمينها خاصة في ظل الارتفاع الفاحش لأسعار المنتجات الغذائية والانهيار المستمر لليرة السورية، وتراجع قيمتها الشرائية، حيث بلغ سعر صرف الدولار الواحد 2800 ليرة سورية.
ارتفاع تكلفة عصر الزيتون
يعلل أحمد الشعبان وهو صاحب إحدى معاصر الزيتون في ريف محافظة درعا الشرقي، الارتفاع الحاد في سعر صفيحة الزيت بارتفاع تكلفة عصر الزيتون في المعاصر، إذ يؤكد لمرصد “مينا” أن أغلب المنشآت الصناعية لعصر الزيتون اضطرت لرفع أسعارها نتيجة غياب اليد العاملة وارتفاع أجور العمال، بالإضافة الى انقطاع الكهرباء لفترات طويلة واعتماد المنشآت على المازوت لتشغيل مولدات الكهرباء، ما زاد من تكاليف تشغيل “ماكينات” عصر الزيتون.
وبحسب “الشعبان” فقد بلغ سعر عصر الكيلو الواحد من زيتون لهذا العام 63 ليرة سورية، شرط إبقاء مخلفات الزيتون لصاحب المعصرة، و80 ليرة سورية في حال رغبة مالك الزيتون بالاحتفاظ بالمخلفات، التي تستعمل لأمور أخرى كالتدفئة و سماد للمزروعات.
خلال العام الماضي بلغ سعر عصر الكيلو الواحد من الزيتون 20 ليرة سورية مع احتفاظ صاحب المعصرة بمخلفات الزيتون.
بالإضافة الى ذلك، يرى الشعبان أن غلاء أسعار صهاريج المياه التي يروى بها المزارعون اراضيهم بشكل دوري، وارتفاع أجور النقل والعمال ساهمت أيضا في ارتفاع أسعار زيت الزيتون.
تفاوت نسبة استخلاص الزيت
اعتبر “أحمد الفرحان” وهو صاحب إحدى مزارع الزيتون أن تفاوت نسب الزيت الناتج عن عصر الزيتون في المعاصر، السبب الأهم لارتفاعه، ويؤكد لمرصد “مينا” أن تعبئة “تنكة” من الزيت سعة 16 ليتراً استهلكت أكثر من 125 كغ من ثمار الزيتون، ما يُشير بحسب رأيه إلى عدم استخلاص الزيت بالمعصرة بالشكل المطلوب.
وكان المزارعون طالبوا بمراقبة معاصر الزيتون من قبل مختصين للتأكد التزامها بالتعليمات، بحيث تأخذ كل “عجنة” الوقت المطلوب ليتم الاستفادة من كامل المحصول وعدم هدر أي كمية من الزيت.
على إثر ذلك أطلقت مديرية الزراعة بالتعاون مع مديريات البيئة والصناعة في المحافظة حملة لمراقبة عمل معاصر الزيتون، وقال عبد الفتاح الرحال مدير زراعة أن نسب العصر لهذا العام تراوحت بين 85 و 140 كيلو، موضحا أن ذلك يعتمد على نوعية الزيتون وجودته، وكمية ارتواءه والاعتناء به خلال فترة تكّونه.
يذكر أن محافظة درعا تنتج سنويا قرابة 25 ألف طن من الثمار، ونحو 3 آلاف طن من الزيت.
ويعد زيت الزيتون من المستَهلكات الضرورية التي لا تخلو منها منازل المواطنين، ويدخل بشكل كبير في الأطباق التي يتناولونها يوميًا نظرًا للفوائد الكبيرة، وتعد مواسم الزيتون أيضًا من أهم مصادر الدخل السنوي لنسبة كبيرة من الفلاحين في محافظة درعا.
ارتفاع أسعاره وانقطاعه عن منازل معظم السكان هناك دفع الأهالي لإطلاق لقب “شراب الملوك” على زيت الزيتون حيث أصبح تواجده في منازلهم حلمًا يرافق أحلامهم في الحصول على رغيف الخبز، ومازوت التدفئة، وجرة الغاز، وسلسلة المستلزمات الأساسية التي يعانون من فقدانها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى