fbpx
أخر الأخبار

تاريخ وجغرافيا واقتصاد وسلاح.. لماذا يتصارعون على أوكرانيا؟

مرصد مينا

تتصدر اوكرانيا منذ أسابيع نشرات الأخبار وباتت الشغل الشاغل لعواصم القرار العالمي مع ازدياد التهديدات الروسية بغزوها الأمر الذي قد يفجر مواجهة غربية روسية غير مسبوقة، الأمر الذي دفع بايدن لوصف ما قد يحصل بأنه “حرب عالمية”.

الجغرافيا:

تقع أوكرانيا في أوروبا الشرقية وتتشارك مع روسيا في حدودها الشرقية، حيث تحدها من الغرب بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا ومولدوفا ومن الشمال بيلاروس. ويمتد البحر الأسود على طول الساحل الجنوبي لأوكرانيا التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي وأعلنت استقلالها عام 1991 في أعقاب انهيار الاتحاد الاشتراكي بعد الحرب الباردة التي بدأت عام 1945 وانتهت في 1991.

أهمية أوكرانيا بالنسبة لروسيا

أدى تفكك الاتحاد السوفيتي إلى ترك روسيا تواجه تعدادا سكانيا وأراضي واقتصاد متقلصين إلى حد كبير. كما قلل انهيار الاتحاد من مكانة روسيا كقوة عظمى على الساحة الدولية، فيما يمتلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الآن طموحات حثيثة إلى استعادة بعض أمجاد الحقبة السوفيتية الذي خسرته روسيا بعد الحرب الباردة، إذ سبق ووصف بوتين تفكك الاتحاد السوفيتي بأنه كارثة سلبت روسيا مكانتها التي تستحقها بين القوى العظمى في العالم ووضعتها تحت رحمة الغرب.

وفي هذا السياق تقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن بوتين عازم على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لأكثر من 30 عاما، وإنشاء منطقة أمنية واسعة تهيمن عليها روسيا تشبه القوة التي كانت موسكو تمارسها في أيام الاتحاد السوفيتي.

الناتو وأوكرانيا

تقول صحيفة “وول ستريت جورنال” بحسب “الحرة” إن الولايات المتحدة حريصة على رؤية أوكرانيا تزدهر كديمقراطية في مواجهة ما تصفه وزارة الخارجية الأميركية بـ “العدوان الروسي المستمر”. وأوكرانيا ليست جزءا من منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لكنها “دولة شريكة” في هذا التحالف العسكري الذي تأسس في المقام الأول لمواجهة الدولة السوفيتية.

أما الاتفاقيات القائمة بين كييف والناتو، فتعني أنها يمكن أن تصبح عضوا في الحلف مستقبلا، على الرغم من أن بايدن سبق وأن قال إن عضوية أوكرانيا في الناتو غير مرجحة على المدى القريب، وأشار بايدن إلى أن هذا القرار يعود في النهاية للحلف الذي تأسس عام 1949.

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، توسع الناتو باتجاه الشرق، وضم في عضويته في النهاية معظم الدول الأوروبية التي كانت في المجال الشيوعي مثل جمهوريات البلطيق كليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا وغيرها من دول أوروبا الشرقية التي ضمها الناتو.

بالمقابل، يصف الرئيس الروسي توسع الناتو بأنه تهديد، وأن احتمال انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي يمثل تهديدا وجوديا لبلاده.

ونظرا لأن روسيا أصبحت أكثر حزما وأقوى عسكريا، فقد تزايدت تصريحات بوتين بشأن الناتو. لقد تذرع مرارا وتكرارا بشبح الصواريخ الباليستية الأميركية والقوات القتالية في أوكرانيا، على الرغم من إصرار المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين وحلف شمال الأطلسي على عدم وجود أي منها، كما أصر بوتين على أن أوكرانيا وبيلاروس هما في الأساس جزءان من روسيا، ثقافيا وتاريخيا. ويتمتع بوتين بالفعل بنفوذ كبير على مينسك التي تواصل الحديث عن شكل من أشكال إعادة التوحيد مع روسيا منذ سنوات، وفق “نيويورك تايمز”.

ويهدف بوتين من حشد القوات بالقرب من أوكرانيا بانتزاع تنازلات من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وإجباره على إعطاء رأي مؤيد لروسيا، وفق “وول ستريت جورنال” التي تقول إن هذا من شأنه أن يبعث برسالة إلى دول الاتحاد السوفيتي السابق الأخرى مفادها أن الغرب لا يستطيع ضمان أمنها.

ولتصعيد الضغط، لدى بوتين مجموعة من الخيارات العسكرية التي لا ترقى إلى الاحتلال الكامل، من التوغلات الصغيرة إلى صراع محدود في منطقة دونباس الشرقية، حيث أعلن الانفصاليون المدعومون من روسيا أنهم مستقلون عن أوكرانيا.

كيف سيرد الناتو على الحشد الروسي؟

يعزز حلفاء الناتو الجناح الشرقي للحلف، الذي يقع على حدود أوكرانيا، وينشرون طائرات مقاتلة وسفنا في المنطقة ردا على ذلك. ووضع الاتحاد الأوروبي خططا لتقديم قروض ومنح لأوكرانيا تبلغ قيمتها أكثر من 1.3 مليار دولار. وأمر البنتاغون آلاف الجنود بالاستعداد لانتشار محتمل.

كما أقام حلفاء الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي جسرا جويا ينقل المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا في محاولة لمساندة كييف في مواجهة غزو روسي محتمل.

تجربة العام 2014

في العام 2014، اجتاحت روسيا أوكرانيا وضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية الوقعة على البحر الأسود، مما أثار حربا استمرت ثماني سنوات في شرق البلاد بين الانفصاليين وكييف.

وتتصل شبه جزيرة القرم بالبر من خلال شريط ضيق لجهة الشمال، ومن جهتها الشرقية شريط أرضي يكاد يتصل بالأراضي الروسية، فيما تصرّ موسكو على أن تتفاوض كييف بشكل مباشر مع الانفصاليين المدعومين من روسيا الذين يقاتلون الجيش الأوكراني منذ العام 2014 شرق البلاد، في صراع أودى حتى الآن بأكثر من 14 ألف شخص.

أوكرانيا من جهتها ترفض ذلك بشكل قاطع قائلة إن موسكو هي المحاور الوحيد الذي لديه صلة وثيقة بالانفصاليين.

ماذا لو حدث الغزو؟

قال بايدن إنه إذا تحركت جميع القوات على الحدود الأوكرانية، فسيكون ذلك بمثابة أكبر غزو منذ الحرب العالمية الثانية. وحشدت روسيا قوة قتالية كافية للاستيلاء على مدن ومساحات كبيرة من الأراضي في أوكرانيا، وفقا للبنتاغون.

وإذا استمرت روسيا في زيادة قواتها ثم شن هجوم شامل لمحاولة السيطرة على الدولة بأكملها، فسيقتل أو يُجرح ما بين 25000 إلى 50000 مدني، وفقا لتقييمات المخابرات الأميكرية. ويعتمد حجم الخسائر على حجم القتال في المناطق السكانية، بينما يواجه ما بين 3000 و10 آلاف جندي روسي وما بين 5000 و25 ألف جندي أوكراني القتل والإصابات، وفقا للتقديرات، التي أضافت أنه سيتم تشريد ما بين مليون وخمسة ملايين أوكراني.

في حالة غزو أوكرانيا، قالت الولايات المتحدة إنها ستطلق سيلا من العقوبات الاقتصادية الجديدة ضد روسيا، مما يلحق الضرر بالبنوك الكبرى والشركات الحكومية والواردات الرئيسية. وقال بايدن أيضا إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي سينظران في تعزيز وجودهما في أوروبا الشرقية.

يقول الخبراء إنه على الرغم من الجهود التي تبذلها موسكو لفرض عقوبات على اقتصادها منذ فرض العقوبات بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم، فإن الإجراءات الأكثر قسوة قد تتسبب في معاناة اقتصادية كبيرة للبلاد.

ورقة الغاز..

نورد ستريم 2 هو خط أنابيب للغاز الطبيعي يمتد من روسيا إلى ألمانيا، العضو البارز في حلف الناتو، لكن الخط لا يزال بانتظار موافقة المنظمين الألمان.

يشعر المشرعون الأميركيون وبعض المسؤولين بالقلق من أن خط الأنابيب البالغ طوله 764 ميلا سيعزز قبضة روسيا على سوق الطاقة الأوروبية ويضعف أوكرانيا في الوقت الذي تحاول فيه مقاومة العدوان الروسي.

ألمانيا هي أكبر مشترٍ للغاز الروسي في العالم، حيث تستمد أكثر من نصف إمداداتها من روسيا وسوف يضاعف نورد ستريم 2 قدرة صادرات الغاز الروسي إلى البلاد التي يتم توجيهها حاليا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 الموازي.

الرئيس بايدن قال في 7 فبراير إن خط الأنابيب الذي بنته روسيا سيتوقف إذا غزت روسيا أوكرانيا، وقدم المستشار الألماني، أولاف شولتز، الدعم لهذا الاتجاه لكن دون أن يقول صراحة إن المشروع سيتوقف.

وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى الولايات المتحدة بحثت مع قطر سبل تزويد أوروبا بالغاز عضوا عن الغاز الروسي الذي قد يتوقف في حال تطورت الأوضاع العسكرية في روسيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى