fbpx
أخر الأخبار

مسلمو فرنسا.. نختار ما بين سيئين

التقديرات تشير إلى أن عدد المسلمين في فرنسا يقارب ستة ملايين مسلمًا، معظمهم من الدول المغاربية، ولهذا معناه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وهو المعنى الذي استثمر في اتجاهين:

ـ اتجاه تعبيره في اليمين ومارين لوبان، وهي التي لم تعد الفرنسيين بالتدفئة في أي شتاء ولكنها وعدت بمنع الحجاب.

وثانيهما تيار ايمانويل ماكرون، وفي السنوات الأخيرة في عهده أصبحت الحكومة أكثر حزماً في تعاملها مع المسلمين، وانقسم المجلس الإسلامي للديانة الفرنسية، وأُسس منتدى الإسلام في فرنسا في خطوة اختلفت آراء المسلمين حولها.

وعلى المسلمين الفرنسيين الاختيار ما بين سيئين، وفق تعبيرات مسلمين فرنسيين.

الأمين العام لاتحاد الجمعيات الإسلامية في منطقة سين سان دوني محمد حنيش،  ووفق تصريحات للبي بي سي،  يرى أن المجتمع الفرنسي ليس لديه مشكلة مع الحجاب أو المساجد، بل إن المشكلة الأولى في فرنسا هي ضعف القدرة الشرائية والتخوف من التضخم وارتفاع الأسعار: “رجال السياسية ليس لديهم حلول، فوجدوا الحل في استغلال الإسلام والمسلمين والتخويف بهم لتفادي الحديث عن المشكلة الحقيقية وهي المشكلة الاقتصادية”.

الأسباب وراء التركيز على الإسلام والمسلمين في فترة الانتخابات مختلفة بحسب اليمين واليمين المتطرف. جان مسيحة عضو حملة مارين لوبان قال للبي بي سي أيضًا إن سبب التركيز هو أن “الإسلام الموجود في فرنسا ليس إسلام روحاني فقط، بل إسلام سياسي، لأن حركة الإخوان المسلمين والسلفيين يحتكرون الإسلام الفرنسي والقيادة السياسية الفرنسية لا تفهم الفرق بين جمعيات الإسلام السياسي والإسلام بصفة عامة”.

يستخلص، أن المشكلة مع الإسلام الفرنسي، ليست مع الإسلام الإيماني، بل هي مع الإسلام السياسي، وعبره استغل اليمين واليمين المتطرف وجود تيار إسلامي متطرف لتصعيد الخطاب ضد المسلمين.

رئيس منتدى أئمة فرنسا حسن الشلغومي قال  إنه عندما تحصل أي “فاجعة” في فرنسا فإن المسلم الفرنسي يقول: “يا ويلنا سندفع الثمن”. ويؤكد الشلغومي أن المسلمين يبذلون جهوداً لتأكيد أنهم أبرياء عند حصول أي هجمات: “نحن نكتوي بنارين، نار الإرهاب ونار العنصرية، ولا بد أن نبذل الجهد ثلاثة أضعاف حتى نبرر، ونخرج في مسيرات نقول نحن أبرياء وديننا متناف مع هؤلاء”.

في السنوات الفائتة أغلقت الحكومة عشرات المساجد والجمعيات الإسلامية، منها مسجد بلال في مدينة بوفيه شمال العاصمة الذي أغلق في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي لمدة ستة أشهر. سبب الإغلاق بحسب الحكومة هو خطب تحرض على الكراهية، لكن نائب رئيس المسجد زهير عبد الفتاح ينفي هذه التهمة ويقول إن الخطب أخرجت عن سياقها.

على الرغم من المخاوف من تصاعد خطاب اليمين المتطرف وما يحمله ذلك من تبعات على حياة المسلمين هنا، تؤمن شريحة واسعة من مسلمي فرنسا أن الشعب الفرنسي بغالبيته لا يتأثر بحملات اليمين المتطرف.

ذلك ما يؤكده عميد مجلس باريس الكبير شمس الدين حفيظ: “نلاحظ أن هناك لعبة مخيفة اليوم بين الإعلام واليمين المتطرف الذي أصبح لا يطاق، لكن نحن نرى في الحياة اليومية أن الفرنسيين متسامحون ولا يحملون هذه الصفات باستثناء أقلية طبعا ملتزمة بخطاب اليمين المتطرف”.

احتمال فوز اليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة وبات مستبعداً لابد يقلق مسلمي فرنسا، لكن خسارته وحدها لن تكون كافية لطمأنتهم.

فأزمة السيدات المحجبات بدأت قبل صعود حظوظ اليمين الانتخابية، ولن تنته قبل أن يتمكن من عيش حياة طبيعية من غير مضايقات بسبب حجابهن، هذا ما يطفح على السطح، غير أن ما يختفي خلف رأس جبل الجليد، فقد لايتصل لا بالحجاب، ولا بالدعوية الإسلامية، فالهوامش، لا تصنع سوى الاحتقانات، والجيتو، لايذهب نحو الاندماج في “الأمّة”، ومن يتعرف على وقائع الحياة اليومية للمسلمين الفرنسيين، لابد ويلحظ أنهم مازالوا في هواممش المدينة، وهوامش العمل، وهامش الحياة، والمظلومية لابد وتكون واحدة من أدوات الاستثمار في السياسة، وهكذا ينمو التطرف على الاتجاهين:

ـ يمين متطرف، ينظر إلى الأقليات باعتبارها فائضًا عن “الأمّة”، يقابله إسلام متطرف يدعو إلى “أمّة السيف” التي سـ “يجاهد من أجل إعلائها.

مابين اليمنين، يتوه مسلمو فرنسا، ومع المتاهة يرمون بأصواتهم في صناديق الانتخابات، ويقولون:

ـ سنختار مابين سيئين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى