fbpx

حزب الله.. تلك اللعنة

اللبنانيون يزدادون تخوّفًا، واليوم ربما يصل الخوف إلى ذروته، فالبلد الذي ينزف في اقتصادياته وفي بيئته وفي صيغة الحكم الهشة، لايحتمل المزيد من النزيف، وهاهي ملامح الحرب ترتفع، ومع كل شرارة تنطلق هنا أو هناك، تكون الهجرة وسحب الودائع المصرية، ويزداد الشرخ ما بين اللبناني واللبناني.

هي الحرب.. فمن المتحاربين؟

اللبنانيون، يدركون بالتمام والكمال أن أي حرب مفتوحة مع إسرائيل تعني تدمير لبنان، وأنها / ونقصد الحرب / لن تعود بأية نتائج على البلد، فحتى اللحظة ليس للبنان أراض محتلة من قبل الإسرائيليين، هذا إذا ما ارتضينا أن مزارع شبعا أراض سورية، وهي بعهدة السوريين لتحريرها أو إبقائها تحت الاحتلال، أما فيما لم نتوافق على هذا، فالحرب هي أطول الطرق لاستعادة الاراضي المحتلة، فيما التسويات هي الأقرب لاستعادتها، فمزارع شبعا ليست أكثر قيمة بالنسبة للإسرائيلي من سيناء.

بكل الحالات، الحرب لن تكون سوى إغراق لبنان، والأهم من هذا وذاك أن الحرب لن تكون مابين لبنان وإسرائيل، بل ستكون وبكل اللغات، حربًا إيرانية ـ إسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية، وليس حزب الله سوى الوسيلة والأداة، بل لنقل الجسر الإيراني الذي يوصل طهران بتل ابيب، خصوصًا إذا ماعلمنا أن العراق بات مداه الحيوي إلى سوريا وقد تواجد فيه الحشد الشعبي البالغ قواته 120 الف مقاتل، مرورًا بسوريا التي فتحت لطهران أوسع الطرق نحو المتوسط ونحو الجولان بآن.

والحال كذلك، ما هي مصلحة اللبنانيين في الحرب، ولبنان هو البلد الذي مثل وعلى مر تاريخه دور الفندق والمطبعة، وهو دور رشحها ذات يوم لأن تكون هونغ كونغ الأسواق العربية، وكتابها، وهو دور كاف ليعيش سكانه ببحبوحة ورفاهية، ويقدمون للمنطقة صيغة مدنية هي الصيغة التي لابد وأن شعوب المنطقة تطمح اليها.

طائرتان مسيرتان فوق سماء لبنان كانتا كفيلتين بإقلاق راحة االسكان، وتعظيم مخاوفهم، وهم السكّان المحكومين فعلياً لحزب الله، حتى بات يطلق على ميشيل عون حضرة الجنرال ليستأثر حسن نصر الله بلقب فخامة الرئيس، ومجموع القوى والأحزاب اللبنانية محكومة لهذه الصيغة، فيما الخروج منها سيعني فيما يعنيه اندلاع حرب اهلية تعيد اللبنانيين الى ما ظنوا أنهم تجاوزوه، حيث أعادهم حزب الله الى واحد من خيارين:

ـ فتح جبهة خاسرة مع اسرائيل / حتى لو ربحها حزب الله/.
ـ ممانعة الحرب، واعتراض سياسة حزب الله، وبالتالي الاندفاع نحو حرب أهلية لبنانية، ووحده حزب الله الفصيل المسلح من بين جميع القوى اللبنانية، هذا عداك عن الداعمين الأساسيين لهذا الحزب ونقصد بهما حكم الملالي وحكم آل الأسد.

بكل الحالات، لبنان في مصيبة، والمصيبة تتمثل في هذه اللعنة التي استمدت اسمها من الله، فيما كل الإشارات والدلائل تقول أنها ممتدة في الشيطان.

اللبنانيون مغلوبون على أمرهم، هو الحال كذلك، وهاهي اسرائيل وبالسياسة الرعناء لنتنياهو تمنح حزب الله مبررات التمدد والاسترسال في شدّ عصب مؤيديه، فشعار محاربة إسرائيل، ما يزال الشعار الجاذب لمساحات كبيرة من الغوغاء العرب.

بنادق حزب الله في صدور اللبنانيين..

اللبنانيون فقط.

إسرائيل، هي منصة إطلاقه على صدور وقلوب اللبنانيين.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى