fbpx

ما بين يوسي بيلين والقرضاوي بيلين

مع إضرامه النار في جسده، انزاح سد الطغيان العربي، ليكون البوعزيزي موقد شرارة الثورات الأولى. ـ انزاحت الديكتاتوريات التقليدية، الخبيرة والمختبرة، المجرِبة، والمجرَبة، ولكن: ـ ما الذي حلّ مكانها؟ حلّت ديكتاتوريات: ـ الاديولوجيا الإسلامية المتطرفة. ـ قوى السلاح وخيارات الدم. ـ سمساسرة المجتمع المدني. ـ الفلتان بتنويعاته. وبالنتيجة، سقطت الديكتاتوريات الخبيرة لتحل محلها ديكتاتوريات (الهواة)، فكانت أشدّ وطأة من سابقاتها، واتضح ذلك جلياً أقله في ثلاثة بلدان عربية : ليبيا، اليمن، وربما التجربة السورية هي الأكثر وضوحاً وإيضاحاً. من المسؤول عما آلت إليه الأحوال العربية؟ يقولها الشيخ حمد بن جاسم:”تهاوشنا على الصيدة”. وبلا أدنى شك، فإن اول (المتهاوشين) كانت إمارة قطر، تلك الإمارة/الشركة، التي فعّلت إعلامها ومالها السياسي لإفساد كل من لم يفسد، فلم يستحل عليها اقتناء جيوش من الفاسدين، ما أدّى باختصار إلى تشويه ضمائر الناس ودوافع الناس وأهداف ثوراتهم، ليحل محل الناس، أكثر التنظيمات السياسية فساداً في تاريخ المنطقة، ونعني جماعة الاخوان المسلمين بمشروعهم العابر للوطنية والمتنقل من كتف إلى كتف، وولاّدة أعتى الحركات الارهابية في التاريخ مثل جبهة النصرة، ومنوعات القوى العسكرية الإسلامية الأخرى، ليحتل هؤلاء الساحات، ويتربع يوسف القرضاوي في ساحاتها، ويغرقون في لعبة الدم، وهو ما تجلّى أول ما تجلّى في سوريا، ليمنحون النظام (شرعية القتل)، بعد أن سقطت مشروعيته الأخلاقية والسياسية، فانتكست الثورات، واستعاد الطغيان أسبابه وقوته، ومن بعده: ـ غسل امير قطر يديه من الدماء التي غرقت بها عير النقد الذاتي الذي مارسه على نفسه وإمارته، وهو النقد، الذي لايحيي ميتاً، ولا يعيد إعمار بيت تهدّم. التجربة أكثر قسوة من كل سابقاتها من التجارب التي عرفتها الشعوب، والآن، ثمة تحوّلات باتجاه خراب جديد، والخراب سيكون بالدفع نحو حرب عربية ـ إسرائيلية، في ميزان قوى غير متعادل، وهو الدفع القطري/ الإيراني، وقد بات خصوم الأمس حلفاء اليوم، وها هي “الجزيرة” تعيد شعارات “كل شيء للمعركة”، ولا بد أن ليس لديها للمعركة سوى ما يولد هزيمة جديدة على جبهة قتال مع إسرائيل، جناحها الأول “حماس”، وجناحها الثاني القوات الإيرانية المتواجدة على الأرض السورية، وهي المعركة الممكنة، والمتوقعة، والتي لن تحصد نصراً باليقين، وستولد هزيمة باليقين، ليستكمل الخراب شروطه في وطن بات خرباً. سننتظر حرباً.. سننتظر هزيمة جديدة.. سننتظر القرضاوي وهو يدعو امة المسلمين لاستعادة القدس، ولن يكون بوسعه ولا وسع الإمارة نكران أنهم مهندسي هزيمة جديدة، لخسارة القدس وما بعد القدس باليقين.. ـ هزيمة لن يكون بطلها يوسي بيلين.. لا سيكون بطلها القرضاوي بيلين. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى