fbpx
أخر الأخبار

حزب الله.. يشوي الخاروف ويطلقه إلى المرعى

أن تعترف بحدود دولة عبر ترسيم حدودها، لا معنى للأمر سوى اعترافك بـ “الدولة” مع ما يترتب على الاعتراف والترسيم.

لبنان ذاهب الى ترسيم الحدود مع إسرائيل، وملف الترسيم رُسِم في الدائرة المغلقة لنبيه بري، الثاني في الثنائي الشيعي (المقاوم)، وليس من معنى لذلك سوى الاعتراف بإسرائيل.

إعلام حزب الله كما إعلام بري، يعتبران الترسيم مجرد مسألة تقنية، يقولون ذلك هربًا من حقيقة الاعتراف اياها، فالاعتراف يعني فيما يعنيه انتهاء الدور، الوظيفة التي استمد منها الحزبان وجودهما في لبنان، وسطوتهما على البلد، ومع خطابهما نسمع:

ـ لامفاوضات مباشرة وإنما عبر الوسط الأمريكي.

ـ لاصور تذكارية تجمع الوفدين المتفاوضين.

ولنتصور ما معنى أن تكون المفاوضات عبر ثالث، يتنقل عبر خيمتين، مع العوائق التي يفرضها هذا الانتقال وحملة الرسائل، وهو بالقطع ليس بصالح لبنان، ولا يلبي سوى العنجهية، والكذبة التي يرتكبها الحزبان (المقاومان) اللذين سيأكلان الخاروف في الوقت الذي يتركانه يسرح في المرعى.

بالنتيجة هو اعتراف بما كان يطلق عليه من قبل الحزبين (الكيان)، وللاعتراف والترسيم ما يتجاوز لعبة اللغة إلى حقائق على الأرض ستترتب على ترسيم الحدود بين البلدين، منها ودون شك، إطلاق يد كل من البلدين بالاستثمار في مواردهما، ولبنان هو الأحوج لاطلاق يده في موارده وتحديدًا موارده البحرية التي تتضمن احتمال النفط والغاز.

اللبنانيون بمجموع قواهم وأغلبيتهم، سيكونون حريصين على انهاء هذا الصراع ما بين لبنان وإسرائيل، إن لم يكن باتجاه التطبيع الكامل، فأقله باتجاه وضع حد لصراع لم ينتج تحريرًا بقوة السلاح كما وعد حزب الله، وإنما سينتج منطقة هادئة تلتفت الى تنمية مواردها ، والحيلولة دون حروب لم تنتج سوى الدمار من جهة، واستئثار قوى طبيعتها وبرامجها وسلوكها وقياداتها على النقيض من ثقافة اللبنانيين ومزاج اللبنانيين وكذا مصالح اللبنانيين وقد تحوّلت دولتهم إلى “دولة داخل الدولة”.

دولة مهددة بالسلاح الذي لم يوجه الى إسرائيل كما وجه الى اللبنانيين، وكانت تجربة السابع من أيار شاهدًا على القمصان السوداء وهم يحرقون بيروت في طريقهم الى حرق الجبل، وبالنتيجة يتساءل اللبنانيون اليوم:

ـ ما الذي يريده حزب الله.

مايريده واضح، وبالقطع ليس تحرير القدس والصلاة في مسجدها الأقصى، بل مقتضيات الدور.. عدّة الشغل، وعدّة الشغل هذه لابد وأن تكون محمية بشعار “العدو وراء الشريط الحدودي”، ليستمد هذا الحزب وجوده بدلالة العدو، لا بدلالة مشروع وطني محدد الملامح، وهو الحزب الذي لم يكن له أية أبعاد وطنية بدءًا من التأسيس برعاية الخميني، وصولاً الى اللحظة بسلاح الخمينية السياسية وسلاحها، ليكون فصيلاً من “الحرس الثوري” الذي دمر بلاده “إيران” وهو ذاهب لتدمير محيطه عبر تصدير ثورته، وهذا كان حاله في سوريا والعراق واليمن، وصولاً لمستودعات ذخائره في اوربا كما أفيونه ومخدراته.

ترسيم الحدود ما بين لبنان وإسرائيل انطلق، ونتائجه قد تطول أو تقصر، وفي الحالين سيكون الترسيم، ومعه تكون الخارطة الأكثر وضوحًا فما الذي سيتبقى لحزب الله.

لن يتبقى له سوى إحداث بلبلات في البلاد.. بلبلات في السلاح وفي السياسة، وحين تأتي الأوامر من طهران فلابد سيجمع سلاحه ويحيله الى االمستودعات.

ومن قال أن الخطوط مقطوعة ما بين اسرائيل وطهران؟

من يراهن على ذلك؟

ايران غيت مازالت في دفتر التاريخ وقد تستعاد، فالبراغماتية االايرانية أكثر أهمية عند الايرانيين من:

ـ ياحسين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى