fbpx

لبنان المجهول / المعلوم

مرصد مينا

ـ من قتل مهدي عامل؟ مجهول.. من قتل كمال جنبلاط؟ مجهول.. من اغتال جورج حاوي؟ مجهول.. من فجّر موكب رفيق الحريري؟ مجهول.. من اودى بحياة رينيه معوّض؟ مجهول.. من غيّب شباب جبران تويني؟ مجهول.

ومن بعد:

ـ  من فجّر المرفأ..  مجهول.

ـ من نهب المصارف وأفقر الناس؟ مجهول.

وكل معلوم في لبنان مجهول، وصولاً إلى تحالف المال الفاسد، مع السياسي الفاسد، مع السلاح الفاسد، مع الخيارات الفاسدة، مع اللغة الفاسدة، كلها مجهولة / معلومة، والمجهول المعلوم هو الصيغة التي تحمل كل ما يعنيه الاستعصاء من معاني، بما يجعل من كل مشكلة، مشكلة مضاعفة، ومن ثم غير قابلة للحل، وهذا رياض سلامة يرحل عن المصرف المركزي اللبناني وهو يحمل معه كل المعلوم من كل المجهول، فلا يُحاسَب، ذلك أن من سيحاسبه إما شريكه، وإما تحت مجهره، ويا لمجهر رياض سلامة كم يُطِل على فظائع ارتكبت بحق اللبنانيين حتى بات اللبناني يعني حافة المجاعة، أو حافة التسوّل، أو مرمياً على بوابة مشفى بلا من يسأله:

ـ كيف الحال.

كل ما في البلد مجهول سوى التاريخ، فالتاريخ هو المعلوم الوحيد والمتَنَكَر له، فالبلد “وظيفة” و “دور” وهكذا رسمها العزيزان سايكس وبيكو، وهو وظيفة تعني فيما تعنيه قصقصة سوريا الكبرى لحساب نظام عسكري توليتاري بالشام، وعرش أردني ضابط لإيقاع العشيرة في عمّان، أمّا لبنان فهو “الكازينو”، وليته حافظ على الدور واكتفى بأن يكون مسرح دمى، وسيرك وكفى، وهكذا تجاوز البلد الدور / الوظيفة، فكان السلاح الفلسطيني منتصف السبعينات، ومعه تحوّلت الازقة إلى دشمة، وانتقل المحاربون من الكنيسة لقصف المسجد، والمسجد لقصف الحسينية، ولم تتوان الثانية عن اجتياح من تبقّى وانتهت المسألة إلى السلاح الذي لايعني سوى:

ـ ضد الدولة.

وبالنتيجة انتهك القضاء، وضاع الكازينو، ومعهما لم يتبق في البنك المركزي سوى ما تركه رياض سلامة وهو رصيد قد لا يكفي لتسديد متطلبات معجون الأسنان.

بلد :

ـ على حافة الحرب ولا يحارب.

ـ على حافة التعايش، ولا يتعايش.

ـ على حافة التدين ولا يتدين.

على حافة كل ما يخطر لعاقل، ومن على الحافة لا ينقصه سوى “زقة” ليتداعى إلى الهاوية، والناس صامدون.

مشروع على التضاد حتى التناحر مع مشروع، لا التضاد يمكن حلّه بالحوار، ولا التناحر وارد بفعل غياب التمويل، والكل بالانتظار.

ـ انتظار ماذا؟

انتظار التحوّل من المجهول / المعلوم، إلى المعلوم المعلوم، وهذا مرفأ بيروت وقد دُمر مازال دماره رؤيا العين، ومازال مدمِره مجهول، و:

ـ مازالت نيترات الامونيوم حائرة بين أن تكون مواد قابلة للانفجار أو مادة تصلح علفاً للحيوان، واللبنانيون على حافة المرفأ ينتظرون.

إجابة واحدة:

ـ من فجّر مرفأ بيروت؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى