مخططات الحوثيين في البحر الأحمر بمرمى نيران التحالف العربي

أفشل التحالف العربي أمس الاثنين محاولة حوثية كانت ترمي لاستهداف سفينة تجارية في مياه البحر الأحمر، وقال المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي أمس الاثنين: “تمكّنت القوات البحرية للتحالف من إحباط محاولة إرهابية من قبل ميليشيا الحوثي لاستهداف إحدى السفن التجارية جنوب البحر الأحمر بواسطة قارب مسير مفخخ بالمتفجرات من نوع (blue fish)” ولم يتحدد المتحدث جنسية السفينة ولاحمولتها. وبحسب المتحدث الرسمي فإن قوات التحالف رصدت تحركات القارب المسيّر واعترضته ثم دمرته، وأكد المالكي أن قوات التحالف “ماضية في تحييد كافة القدرات العدائية الإرهابية لهذه الميليشيا” معتبراً نشاطات الحوثيين المدعومين إيرانياً المهددة لحركة السفن التجارية والملاحة البحرية في البحر الأحمر “عملاً إرهابياً خطيراً” وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها الحوثيين الملاحة البحرية في البحر الأحمر، ويهاجمون سفناً أو حتى ناقلات نفط، حيث تعرضت ناقلة نفط سعودية الصيف الماضي لهجمات مليشيا الحوثي، مادفع الحكومة السعودية حينها إلى تعليق جميع شحنات النفط الخام عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام حينها. وتشترك اليمن وجيبوتي بمضيق باب المندب، الذي يعتبر أحد أهم خطوط النقل عالمياً لأنه الممر المائي الواصل بين البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب. ويمر بالمضيق نحو 25 ألف سفينة سنوياً، ويمتلك اليمن أفضلية التحكم فيه، وبفضله تصل الإمدادت الإيرانية لمليشيا الحوثي بسلاسة. وشهد المضيق عام 2016 تدفق نحو 4.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات البترولية، منها 2.8 مليون باتجاه أوروبا شمالا. وتعتبر محاولات الحوثيين المتكررة لتهديد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، رسالة إيرانية للعالم مفادها؛ أن إيران تسيطر على مضيق هرمز شرقاً وتشرف على مضيق باب المندب غرباً، وتستطيع التحكم بمسارات العالم البحرية الاستراتيجية كيف شاءت ومتى تشاء، ذلك أن مليشيا الحوثي هي في حقيقة الأمر فرقة عسكرية ضمن الحرس الثوري الإيراني. وتعمد إيران إلى تهديد المجتمع الدولي كلما اشتدت أزماتها الخارجية، بإغلاق مضيق هرمز الذي تشرف عليه، والذي يمر عبر مياهه ثلث نفط العالم. ووصلت سيطرة مليشيا الحوثي إلى مياه البحر الأحمر في آذار 2015.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي