fbpx

هل تدفع روسيا العالم نحو حرب باردة جديدة؟

في الثالث من شباط/ فبراير من العام الماضي، نشرت بي بي سي تحذيراً على لسان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قال فيه: (إن موسكو تستخدم التضليل سلاحاً في محاولة لتوسيع نفوذها، وزعزعة استقرار الحكومات الغربية، وإضعاف حلف شمال الأطلسي) وأكد فالون (أهمية أن يعزز أعضاء حلف الناتو من دفاعاتهم ضد الهجمات الإلكترونية). انتهى الاقتباس. خلال السنوات القليلة الماضية، انشغلت دوائر القرار في أمريكا وعدد من الدول الغربية، بمتابعة ظاهرة القرصنة والاختراق الإلكتروني التي قدمت نفسها أحد التحديات المقبلة في مجالات سرقة البيانات، وصدر عدد من الأحكام القضائية، طال أفراداً من الصين والجزائر وروسيا، كان المشترك بينهم يتمثل في عمليات سطو إلكتروني ظل الهدف منها جمع الأموال. الجديد في الأمر هو ازدياد مساحة الاتهامات الموجهة إلى القراصنة الروس، كان آخرها، بحسب ما نشره تلفزيون الآن نقلاً صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت تقريراً يتهم روسيا بمحاولة قرصنة بيانات مصنع بتروكيماويات سعودي، لكن مهمة القرصنة تلك فشلت، وبحسب الخبراء لو أن المهمة نجحت لوقع حادث صناعي كبير جداً. تساءل التقرير أيضاً عن دور محتمل لإيران، من خلال التعاون المشترك بين إيران وروسيا وخصوصاً تلك التي يقدمها لإيران (معهد البحوث العلمية المركزية للكيمياء والميكانيك) في موسكو. من المهم أن نعلم، أن الـ 30 سنة الماضية شهدت تحولات علمية كبيرة، عندما توقف العالم عن سباق الأسلحة النووية غير المجدي، وعندما بات الشعور بالأمان يتيح إمكان التعاون بين الدول في مجالات علمية عدة أوصلت التقدم العلمي الإنساني إلى مستواه الحالي. إن استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة لأداء مهمات خبيثة، تعمل على تهديد سلامة بنية المجتمعات الاقتصادية والبيئية، علاوة على عمليات القرصنة والابتزاز السياسي وغيرها، باتت تضع العالم أمام نوع جديد من الحرب الباردة، وهي تلك الحرب التي سيجري إنفاق المليارات لأجلها، وسيكون الهدف منها التحصين ضد الهجمات الإلكترونية، وهذا يعني بالضبط، أن قسماً كبيراً من الأبحاث في مجالات الطب والزراعة، ومختلف مسارات التقدم العلمي، قد تشهد تراجعاً خلال السنوات المقبلة، أمام الحيّز الأكبر من الوقت والجهد الذي سيذهب نحو درء مخاطر القرصنة تلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى