fbpx

18 مليار دولار وراء توغل أردوغان في ليبيا.. ما قصتهم؟

تسعى تركيا للحصول على العديد من الامتيازات من خلال تدخلاتها في ليبيا، وذلك من خلال الاستفادة من مشاريع إعادة الاعمار والتي قدر بحوالي 18 مليار دولار، بحسب ما كشفت عنه وكالة “بلومبرغ”. وأضاف المصدر ذاته أن حكومة أنقره تهدف من خلال التدخل في ليبيا ودعم قوات الوفاق الليبية الحصول على امتيازات في النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط، واصفاً أن طمع تركيا في خيرات ليببا بدأ ينكشف. وبينت الوكالة الأمريكية أن دعم حكومة أنقرة لقوات طرابلس “قوات الوفاق” من أجل الحصول على مشاريع إعادة الاعمار، وضمان نصيبها من الثروات الباطنية في بلد يكنز أحد اكبر احتياطات النفط القارة الافريقية. من جهة أخرى وصل يوم الثلاثاء ستة بحارة أتراك كانوا محتجزين في ليبيا، وصلوا إلى مطار اسطنبول الدولي على متن طائرة انطلقت من العاصمة الليبية طرابلس. قيادة الجيش الليبي كانت قد ألقت القبض على البحارة أتراك الستة، في نهاية شهر يونيو/ حزيران الماضي، واحتجزتهم شرقي ليبيا، ليتم إطلاق سراهم بعد يوم واحد فقط. وكانت قيادة الجيش الليبي أصدرت قرارا يقضي بإلقاء القبض على أي تركي متواجد في ليبيا، وقصف أي سفينة تركية في المياه الاقليمية، إضافة إلى حظر جميع رحلات الطيران المتجهة إلى تركيا. من جهة أخرى طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إثر اجتماع له مع رئيس حكومة الوفاق قبل أيام، دعا قوات الجيش الوطني إلى “إنهاء الهجمات الغير شرعية، لقوات حفتر” بحسب وصفه، مجددا دعمه لحكومة السراج، وتابع أردوغان أن حكومة الوفاق “تحظى بدعم أنقرة في محاولتها لضمان السلام والاستقرار في ليبيا”، وكان هذا الاجتماع بعد يومين من تدمير مركز تحكم رئيسي للطائرات التركية “درون” المسيرة الواقعة في الجزء العسكري لمطار معيتيقة في العاصمة الليبية “طرابلس”. وقد يفهم البعض دوافع تركيا للتدخل في سوريا أو العراق، فهناك حدود تجمعها مع البلدين، وأزمات طاحنة تدور فيهما، قد تشكل ذريعة للتدخل العسكري، ولكن ماذا بشأن ليبيا؟، البعيدة آلاف الكيلومترات عن الأراضي التركية، والتي تعاني أصلا من مشكلات تمزقها. وقال المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن الجيش يخوض “معركة حقيقية مع تركيا على الأرض”، مؤكدا أنها “تقاتل منذ عام 2014 مع الجماعات الإرهابية في بنغازي ودرنة وغيرها من المدن”. وعلى مدار الأشهر الماضية، انكشفت التدخلات التركية في لبيبا شيئا فشيئا، إذ تم ضبط شحنات أسلحة تركية محملة على متن سفن، كان آخرها السفينة التي تحمل اسم “أمازون”، والتي خرجت من ميناء سامسون في التاسع من مايو الماضي، محملة بآليات عسكرية وأسلحة متنوعة، قبل أن تصل إلى ميناء طرابلس. وجاءت هذه الشحنة من السلاح، بعد أيام من موقف مثير للجدل أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب بدء عمليات الجيش الوطني الليبي العسكرية لتحرير طرابلس من قبضة الجماعات الإرهابية، ليعلن الرجل صراحة دعم بلاده لحكومة فايز السراج، وتدخله لصالح الأخير. ووجدت تركيا لنفسها ;laquo;مساحة نفوذ;raquo; على الجانب الغربي من الأراضي الليبية. ومن ثم، دعمت هذه ;laquoالمساحة;raquo; مبكراً بفتح خط ساخن مع تنظيم الإخوان المسلمين، وعناصر الجماعة الليبية المقاتلة، فآوت وفق تقرير لـ “الشرق الأوسط”، أمراء الحرب الفارين من المعارك، وعالجتهم في مشافيها، وجعلت من أراضيها نقطة انطلاق لفضائيات ;laquoالتكفير والتحريض;raquo ومع دوران عجلة الاقتتال في الضاحية الجنوبية للعاصمة طرابلس قبل ثلاثة أشهر، زادت من تحديها فدعمت بالسلاح الميليشيات المؤدلجة، سراً وجهراً، في خرق واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي، لكن مجلس النواب في شرق ليبيا اعترض على ما وصفه بـ;laquoالتدخل السافر;raquo;، وطالب بعقد جلسة طارئة لجامعة الدول العربية. التحرّك التركي باتجاه ليبيا جاء سريعاً…على أنقاض انهيار نظام معمر القذافي. جاء قبل ثماني سنوات، بحثاً عن ;laquo;مؤيدين جدد;raquo;، والمساهمة في إعادة رسم خريطة تشكيل ليبيا على النحو الذي يتوافق مع رغبة الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي يتمتع اليوم بصلاحيات واسعة وطموح أوسع. وكانت الحصيلة إشراع أبواب تركيا للجماعات المتشددة، بالتوازي مع تقوية شوكة تنظيم الإخوان المسلمين، والسماح لمتطرفين – بل وإرهابيين معروفين – ليبيين باستخدام الأرضي التركية في حربهم الهادفة للهيمنة على بلادهم. تدخلات أنقرة في ليبيا، وفقاً لنواب برلمانيين واختصاصيين تحدثوا إلى ;laquoالشرق الأوسط;raquo;، بدأت منذ اندلاع ;laquoانتفاضة;raquo; 17 فبراير (شباط) عام 2011، منذ ذلك التاريخ قيادات يتهمها القضاء الليبي بـ;laquoالتورّط في جرائم عنف وإرهاب والإضرار بالأمن القومي;raquo;، مثل عبد الحكيم بلحاج، المتهم من قبل ;laquoالجيش الوطني الليبي;raquo; بأنه ;laquoاستولى خلال عام 2011 على أموال طائلة;raquo;، بالإضافة إلى علي الصلابي، الذي تربطه علاقة قوية بـ;laquoالجماعة الليبية المقاتلة;raquo; والمُدرج اسمه في ;laquo;قوائم الإرهاب;raquo كذلك تستضيف أنقرة قيادات ينتمون لما يسمّى ;laquo;مجلس شورى بنغازي;raquo; المصنّف ;laquo;تنظيماً إرهابياً;raquo;، ومنهم أحمد المجبري، وطارق بلعم.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى