fbpx

من جديد: نظام الأسد يلوح للسويداء بداعش

خاص – مينا تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا استنفاراً في صفوف الفصائل والتشكيلات المسلحة بعد معلومات يتم تداولها إعلامياً وتناقلها داخلياً تفيد بإعادة انتشار عناصر من تنظيم “داعش” إلى الشرق والشمال الشرقي من المحافظة، بالقرب من المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم قبل انسحابه منها قبل نحو أربعة أشهر، وادعاء نظام الأسد بأن قواته بالتعاون مع الروس أبعدوه عن المنطقة وهو ما نفته حينئذٍ معلومات أكدت أن انسحاب عناصر التنظيم إلى عمق البادية في ريف محافظة حمص، وأيضاً نحو محافظة دير الزور شرقاً، تم بالتنسيق مع قوات النظام على إثر التوتر الذي حصل في السويداء في أعقاب المجزرة التي ارتكبها التنظيم في 25 تموز/ يوليو عام 2018. وقد أفاد سكان محليون أن بعض المواقع التابعة لفصائل محلية أطلقت في 6 آذار/ مارس نيران رشاشاتها على مجموعة مسلحة شوهدت تتحرك بالقرب من الريف الشرقي للمحافظة، ولكن لم يسفر ذلك عن إصابات ولم يتطور إلى اشتباك، إلا أن نظام الأسد ومن خلال عناصر تتبع له يعيد بث معلومات يقول إنها مؤكدة على أن التنظيم يتحرك في بادية حمص والسويداء من خلال مجموعات صغيرة وأنه يجهز لعملية إرهابية تستهدف السويداء، وهذا ما عزاه البعض إلى أن النظام يعد سيناريو جديد للضغط على أبناء المحافظة. رؤية النظام للأمن يقول نظام الأسد عبر أتباعه بأنه لا يستطيع تقديم الأمان للمحافظة وإن الحواجز التي يقوم بتوزيعها ترفضها الناس وهذا سيتيح لداعش أن يخترق المحافظة لتنفيذ عمليات جديدة، كما يعلن النظام بأنه يحتاج لعناصر تلتحق بجيشه ليستطيع توفير الأمن للمحافظة كونها ستمنحه القدرة على زيادة إمكانياته وتعداد قواته، وإن تقصير الشباب من أبناء المحافظة عن الالتحاق بالجيش حسب زعمه، هو الثغرة التي تتسبب بعدم إحكام الأمن في المحافظة لحماية الناس من التنظيم. مقابل ذلك ترى نسبة جيدة من السكان أن النظام هو سبب الفوضى وانعدام الأمن، فيما أعلنت حركة رجال الكرامة إثر نجاح مساعيها خلال الأيام الماضية لإطلاق سراح “عبد الله م” الذي كان مخطوفاً لدى جهة مجهولة داخل المحافظة لأجل الحصول على فدية مالية، وهو من بلدة العتيبة في ريف دمشق وقد تم خطفه في محافظة السويداء، أعلنت الحركة بحسب تصريح إعلامي نقله موقع “السويداء 24” المعني بالأخبار المحلية، أن أقارب المخطوف كانوا قد طلبوا من فصيل “المجد” التابع للحركة المساعدة بالبحث عنه لأجل إطلاق سراحه، فاستطاع الفصيل المذكور الوصول لمعلومات أدت إلى تدخلهم وإطلاق سبيله من الخاطفين _وهم من أبناء المحافظة_ دون فدية، أوضحت الحركة عقب ذلك أنها تتعامل بهذه المواضيع “وفقاً للأعراف العشائرية السائدة في المحافظة مع هذه الممارسات عند تفويضها من أهل المخطوف، في ظل غياب دور الجهات الأمنية والقانونية التي من واجبها حفظ الأمن”، وهذا يشير بشكل عام إلى عدم الثقة بالنظام. إيران وداعش تقاسم أدوار إلى ذلك كان الصحفي مالك أبو خير وهو من أبناء المحافظة، قد حذر عبر صفحته على فيسبوك، من تمركز تنظيم “داعش” من جديد، وأشار إلى أن داعش “بدأ يستعيد مواقعه في منطقة تلول الصفا التي انطلق منها هجومه الغادر على السويداء سابقاً”، وأوضح إلى أن ذلك يأتي بعد “هزائمه وخسارته لمواقعه في دير الزور، وتسهيل إيراني لعناصر التنظيم للانتقال إلى بادية السويداء”، وأضاف أنه بالجهة الأخرى من المحافظة أي من الغرب حيث محافظة درعا، وتحديداً في منطقة اللجاة، “أقامت إيران قواعد عسكرية ومعسكرات تدريب فيها كذلك نشرت مقرات لها في كل من بصر الحرير وتحديداً في كتيبة النقل والتسليح في مدينة إزرع وفي قرى نصيب والجيزة وصيدا وغيرها، وهي مناطق قريبة من حدود محافظة السويداء”، هذه المعلومات تتقاطع مع رؤية الأهالي إلى أن تنظيم داعش ينسق مع الميليشيات الإيرانية لإكمال الحصار على محافظة السويداء. شعب التجنيد تضغط على الطلاب ترافقت تلك التحركات مع الأزمة الاقتصادية التي عمت سوريا مؤخراً ومنها محافظة السويداء، حيث مشكلة فقدان المحروقات وانقطاع الكهرباء بشكل كبير، وارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، ما سبب زيادة في الضغط المعيشي على الأسر، كما بدأت شعب التجنيد في المحافظة بخلق ذرائع لعدم قبول المصدقات الدراسية للطلاب الجامعيين لأجل التأجيل عن الخدمة العسكرية، متذرعة بأسباب مختلفة لإضاعة الوقت على المراجعين من الطلاب كي تنتهي المهلة المحددة سنوياً لقبول مصدقات التأجيل المعتادة، ويعتبر بعض المتابعين أن هذه العملية تهدف لحرمان الطلاب من تلك الوثائق كي لا يستطيعوا التنقل نحو العاصمة لمتابعة دراستهم. العلم للنظام والعناصر لحزب الله على الرغم من ذلك لا يترك النظام فرصة إلا ويستغلها لبث الدعاية لقواته وانتصاراته المزعومة على السوريين، فعلى سبيل المثال أجبر طلاب الجامعة والمدارس في المحافظة على التجمع في الساحة المركزية بوسط المحافظة للاحتفال بذكرى 8 آذار، وذلك بالطريقة الأمنية الدعائية المبتذلة التي فرضها على السوريين منذ عقود، فيما لاحظ المتابعون من أبناء المحافظة أن الحواجز التي توزعت في بعض الأماكن المحيطة بالمدينة، هي ظاهرياً ترفع علم النظام أما العناصر المتواجدة عليها فتتبع لميليشيا حزب الله اللبناني، وقد تضاعفت أعداد العناصر المتواجدة على تلك الحواجز، وكان إشكال أمني قد وقع بين عناصر حاجز والشاب “وجدي ش” من المدينة على طريق ظهر الجبل شرق المحافظة أدى إلى جرح الشاب، تسبب الحادث بهجوم بالأسلحة من قبل عدة فصائل محلية على الحاجز حيث تم إخلاؤه على الفور من قبل النظام، وبعد نحو خمسة أيام من الحادثة فقد الشاب الجريح حياته متأثراً بجروحه، فتجدد الهجوم على حاجز للنظام على طريق ظهر الجبل، ترافق مع توتر كبير بالمحافظة، الأمر الذي دفع بعض رجال الدين للتدخل والحصول على وعود من النظام بتعويض أسرة الشاب واعتباره “شهيداً” لتخفيف الاحتقان. هذا الحادث الأخير أظهر مدى هشاشة الوضع الأمني بالمحافظة، وحجم الاستنفار الذي جعل الناس بحالة توتر وترقب وقلق من المجهول، وهو أيضاً يشير إلى جهوزية الفصائل لأي تحرك استفزازي يقوم به النظام أو الميليشيات الإيرانية بما فيها ميليشيا حزب الله، ويرجح أبناء المحافظة أن المرحلة القادمة قد تكون مليئة بمفاجآت أمنية كبيرة ومؤلمة وغادرة يعمل النظام والميليشيات الإيرانية وداعش على التخطيط لتنفيذها في المحافظة. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” هذه المادة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد. حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى