fbpx

لاعب البلاي ستيشن على منصة الألعاب الآسيوية

مرصد مينا

استولى والده الراحل على السلطة، ولابد أنه كان مسكوناً بالتطلع إلى موقع “الامبراطور”، أقلّه بتوسيع “دولة المستبد” وهكذا استولى على لبنان، واشتغل على دمجها بشخصه، فقتل من قتل واغتال من اغتال، وما زالت آثاره في أزقة بيروت ومرتفعات الجبل حتى اللحظة، فكان قد أشاد دولة المستبد وقد ادخلها في صراعات ربما فاز بالكثير منها، فواجه صدّام بالخميني، واستثمر في كليهما.

عطّل الحداثة، غير أنه حوّل الدولة إلى رب عمل لسكانها، فلم تفن الطبقة الوسطى، ولم تنل المجاعة من البلد.. أعاق التطور، ولكنه حافظ على معطيات اللحظة فأجّل انهيار البلاد إلى أن أورث ابنه.

وصل الوارث، فأطلق شعارات التحديث، فكان تحديثه “بلاي ستيشن”، ليطلق ليبرالية الاقتصاد واستبداد السياسة، فكانت النتائج استيلاء لعيّبة البلاي ستيشن على الاقتصاد الوطني.. أفقر الزراعة ولم تنهض الصناعة، ونقل البلاد من “فساد الدولة” إلى “الدولة الفاسدة” واستكمل الفساد بالزواج، فاقتنى زوجة أو ربما اقتنه، وباتا رأسين للفساد يجمعهما سرير واحد ووسادة واحدة، ولا نعلم إن كان ثمة وسائد احتياطيه لهذا وتلك.. اطلقا لغة السياحة فباتا سائحين في بلد أغرق سكّانها بالعوز والفاقة ليستولي قهرمانات السوق على الاقتصاد، كل الاقتصاد بدءاً من الهاتف الخليوي وصولاً للمطعم الروسي الذي لايدخله سوى أمير فساد ولا يسدد فاتورته سوى جهاز استخبارات وعنف، فكانت الثورة.

ثار حوارنة درعا يوم باتت محاصيل رب البندورة أعلى تكلفة من مردودها، وثار ريف الشام يوم تحوّلت غوطتهم إلى سمساسرة العقار وقد استولى دهاقنة الجيش على مشمشهم، وثارت حلب يوم استولى سليمان معروف على حديقتهم المركزية متنفس عاصمة الصناعة وملتقى عشاقها، وثار أهل الدير يوم رفع كل العصي بمواجهتهم فبات من ليس معتقلاً، هو احتياطي للمعتقل، ووضع العلوي بمواجهة العلوي، فبات العلوي علويان، الأول سيد الثكنة، والثاني في خدمة المنازل، ومن بعدها وقود احتراق لآلة لا ترحم وقودها، وانطفأت ثورة السوريين:

ـ مرة بحلفاء النظام وقد وهبهم البلد.

وثانية بالمعارضات التي باعت دماء ثوار البلد.

وذهب الكل للاعتقاد بأن الثورة انطفأت، دون استذكار التاريخ الذي يعرف يالتمام والكمال أن أسباب تجددها مازال قائماً وتضاعف.

وجاءت هبّة السويداء لتعلن درس التاريخ، وبات لاعب “البلاي ستيشن” أكثر ضيقاً بقامته فاختار فيما اختار:

ـ الإنكار أولاً، ومن بعد الإنكار التجاهل، ومن بعدهما اللعب بالغياب عن البلد في مشهد استعراضي افتضحته الألعاب الآسيوية التي التحق بمنصتها، لتتحول شريكته إلى التقاط الصور التذكارية، فيما تحولت نشرات أخباره إلى ثرثرات لن تنتج سوى مضاعفة الفضيحة.

واليوم:

ـ مالذي تبقّى له من سوريا؟

لا الشمال الشرقي بيده، ولا حلب من حصته، وهذا هو الجنوب يكنسه، ولابد أن سيكون الحسم لدرعا ما بعد هبّة السويداء شريكة درعا في الأنشودة والذاكرة والأرض وبتاريخ الرايات والحراب معاً.

ما الذي تبقّى له؟

كل ما يمتلكه اليوم، طريق السويداء الشام، او طريق درعا الشام، مع حواجزهما.

مبروك عليه “الحاجز”.

الحاجز الذي يسكنه عسكري جائع، لابد ويعرف الطريق إلى سلاحه.

سلاح الرهينة اليوم، وقد يأتي الغد ليحرّر سلاحه من لاعب البلاي ستيشن، ومن:

ـ سيدة الياسمين الحطبة.

تلك المرأة اليابسة سوى من “النَهم”.

نهم السلطة.. نهم الثروة، ونهم استعراض مفاتن لا تفتن سوى ضباع السلطة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى