fbpx
أخر الأخبار

بعد أن غيّبوا الدولة، يصرخون خوفًا من تقسيم الدولة

على الدوام، ومنذ استلام حافظ الأسد لسوريا، وكانت سوريا دولة، تتردد مقولة:

ـ انهيار النظام يقود إلى تقسيم الدولة.

يقولون ذلك مرفقًا بنسيان أن الدولة، هي مجموع توافق إرادات الناس، على شكل الحكم، ودستور البلاد وإدارة البلادـ وحدود البلاد واستقلال البلاد أيضًا

ـ ما الذي صاغه او أبقى عليه نظام حافظ الأسد ومن بعده ابنه؟

انتقلت الدولة إلى الطائفة، ومن بعدها ضاقت الطائفة إلى مستوى العشيرة، ومن العشيرة إلى العائلة وحدها.. عائلة الاسد بالاولاد والاعمام والأخوال، وما ان انطلقت الحركة الشعبية المنادية بإصلاح حال البلاد، حتى انكشف عجز النظام حتى عن إدارة ما انتج ونعني الطائفة والعائلة، ما ادى إلى انتقال البلاد إلى الميليشيا، والعصابة، وهاهي سوريا اليوم تعيش فراغ السلطة، وامتلاء الفوضى، حتى باتت حياة الناس رهن الاختطاف والسلب والنهب وقطاع الطرق، وكلها من منتجات نظام انتهك مفهوم الدولة، ثم صرخ مناديًا بالخوف من تقسيمها، بما يعني أعطى كل أسباب إضرام الحرائق ومن ثم بات يصرخ طالبًا الإطفائي.

واليوم..  سوريا على طريق التقسيم.. أي تقسيم نقصد؟

فيدراليات؟ كونفدراليات؟ دول بخرائط جديدة؟

سوريا اليوم مقسّمة لما دون هذا وتلك وذاك، مقسّمة بين الميليشيات والعصابات وقطاع الطرق، أبرزها عصابة آل الأسد، وتتفرع منها ما تبقّى من عصابات تشتغل على هامشها أو بإدارتها أو بالتوافق معها، وفي لحظة ما بالاشتباك معها تبعًا لاختلاف الغنيمة وحجم الغرم.

تخاف من التقسيم كما لو كانت دولة وستتداعى إلى مادونها؟

كيف لدولة أن تكون دولة وقد حملت منذ خمسين سنة اسمين.. الاول بالنشوء، والثاني بالمآل:

ـ الاول : سوريا الأسد.. هل هذا اسم دولة؟ وبالنتيجة هل هي دولة لتقسم؟ لك أن تتخيل أنك في مطار من مطارات هذا العالم الشاسع وتُسأل:

ـ أنت من أي بلد؟ فتجيب: أنا من سوريا الأسد.

أظنه موقف مربِك لك ولسائلك.

ـ وثانيها: الأسد او نحرق البلد.. هل من بلد تكون بشخص، إن بقي بقيت وإن رحل احترقت؟ وإذا ما أصيب بالزكام فعلى البلد أن لاتتوقف عن السعال.

من حقك أن تخاف من عضّة البعوضة، ولكنك بين فكي الضبع.

ثمة خوف مؤجل اسمه “التقسيم القانوني” أو “الدستوري” إن شئت، ولكن الخوف كل الخوف من راهن هو “التقسيم العبثي”:

ـ راهن الضباع الذين نشأوا بـ:

سوريا الأسد.

وآلت معهم إلى :

ـ أو نحرق البلد.

أنت تحكي عن لابلد ومن ثم تخاف من تقسيم اللاموجود أصلاً.

أنت في اللابلد، في مستوطنة يمكن تسميتها “مستوطنة الأفواه والارانب”.. شعوب تؤكل، وعصابات نهمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى