fbpx
أخر الأخبار

في وصف بلد اسمه لبنان

بلد عالق، هو الأمر كذلك، فإذا ما أحال مشاكله لأحزاب وقوى الداخل، فالداخل على صراع لا تسويات فيه، ولا تفاهمات فيه، والأشد مضضًا أن لاغالب ولا مغلوب في برلمانه، بما يعني أن محصلة القوى “صفر”، وإذا ما أحال مشاكله للخارج تعلو أصوات من طراز “المس بالسيادة”، وهاهي مجموعة من القضاء الدولي تدخل البلد لتسأل زعاماته أين مال البلد، ومن هرّب ودائعه وأفقر ناسه وبيّض أموالاً  ليسوّد عيش الناس فيه، فينشق البلد كما عادته، ناس يطالبون بقضاء وطني، وآخرون يردون عليهم بأن  القضاء الوطني كما الوزارات االوطنية، قضاء مهيمن عليه لاينجيه قدر من تدخلات السياسيين، فلكل قاض من قضاته هراوة على رأسه، وقد أثبتت الايام  أنه مامن قضاء وطني قادر علىى تفكيك أحجية انفجار المرفأ، ولا من قضاء بوسعه القول لزعيم من زعماء الطوائف “يامحلا الكحل بعينيك”، ولأنه “عالق”، فمازال في فراغ رئاسي، وقد يبقى الفراغ الرئاسي، ويدوم الفراغ الرئاسي، وإذا ما امتلأ،  فلابد يمتلئ برئيس من طراز ميشال عون، وقد ارتهن لصهره بديلاً عن الارتهان “للكل” ليكون “بيّ  الكل”، والكل متشقق في فراغات بالغة الغرابة، فالصف المسيحي ممزق ما بين الرابية ومعرّاب، والصف السنّي مبعثر ما بين “الحريري” و “ريفي”، والدرزي يلعب على “بيضة القبّان”، اما الشيعي فوحدة متماسك تحت أسنان حركتي “أمل” و “حزب الله”،  ليستأثر بالبلد مرتين:

مرة بفساد صاحب المطرقة والمسمى نبيه بري، وثانية تحت جحافل “حزب الله” وقمصانه السوداء، والناس يموتون امام بوابات المشافي، ليتحوّل لبنان من بلد الاستشفاء والجامعة والموّال، إلى بلد أشد عتمة من “كهف” برعاية “حزب الله”، فإذا مالوّح أمينه العام بسبابته، فالكل تحت سبابة السيد الذي لم تعرف له  سيادة سوى ببصمة علي خامنئي وقد حلّ مكان الله.

بلد يتشظّى،  فلا هو منقسم ليعرف كل حصته من التراب،  ويعيش فيها أو يشتغل عليها، ولا هو موحّد ليكون وطنًا أسوة ببقية الأوطان.

هذا حال بلد اسمه لبنان.

حال بأيّة حال لن يكون بلدًا بل “أورطة ناس مجمموعين”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى