fbpx

كيلو التفاح بـ 750 دينار للمواطنين و1500 للبيشمركة "قوّات البيشمركة" للمواطنين أم لكهنة الأحزاب؟

مينا بالتعاون مع نقاش البيشمركة.. سيترافق الاسم مع مرحلتين، أولهما، هاجس البحث عن هوية لأكراد المنطقة، خصوصاً العراق، وثانيهما الانتقال إلى مرحلة السلطة بما جعل مفردة “بيشمركا” تساوي “السلطة”، ولكن ومنذ تأسيس قوات “البيشمركة” في أربعينيات القرن الماضي، الا أنها كانت منذ ذلك الحين وحتى اليوم تابعة للأحزاب السياسية بتجاذباتها، وبشكل خاص للحزبين الكبيرين في كردستان ونعني “الاتحاد الوطني” و”الديموقراطي الكردستاني”، وفشلت كل المحاولات في توحيد “البيشمركة” ضمن مؤسسة وطنية واحدة بعيدا عن الاجندات والمصالح الحزبية الضيقة بحيث يكون ولاءها للأرض وليس للاحزاب. تعبيرات “البيشمركة” بوصفها “السلطة”، سنعثر عليها في ما يبدو تفصيلة صغيرة، فها نحن نقرأ:” كيلو التفاح ب 750 دينار للمواطنين و1500 للبيشمركة”، ما يعني أن لقوات البيشمركة سلطتها “على البقالة”، تماماً كما لها سلطة على مصائر الناس. وعلى الرغم من انتقاد الكثيرين للسلطات ونظام الحكم في اإقليم “كردستان العراق” ، إلا أنهم كانو يعدون البيشمركة في جبهتهم وليس في جبهة الحكومة المركزية، غير تدخل قوات البيشمركة في قمع الاحتجاجات التي حدثت مطلع العام الحالي نتيجة سوء الأوضاع، وتردي الخدمات، والحالة المعيشية، أثار حالة من الاستياء وموجة من الانتقادات خصوصا بعد مقتل 3 متظاهرين وجرح 100 واعتقال مايقارب 500 شخص خلال التظاهرات الاحتجاجية مطلع العام، وهي تظاهرات سلمية – مطلبية، لم تتجاوز المطلبي إلى السياسي.

  • حين تتحول “البيشمركة” إلى البطش بالمتظاهرين.

لأول مرة تنتشر لافتات لبعض الباعة مكتوب عليها كيلو التفاح ب 750 دينار للمواطنين و1500 للبيشمركة، كما أوردنا سابقاً، لتقود ردّات الفعل الاحتجاجية، الى انتشار عبارات وفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تمارس روحاً احتجاجية، ما قبل قمع التظاهرات، ومن ثم حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعبر عن حالة الغضب من استخدام القوة في فض الاحتجاجات وتعيد المخاوف من زج البيشمركة في الصراعات الحزبية التي ادت في ما مضى الى حرب اهلية دموية ما بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، ما زالت آثارها موجودة حتى اليوم . لقد ظهرت اصوات كثيرة من داخل البيشمركة آنذاك، رافضة استخدام العنف ضد المتظاهرين وداعية لبقاء المواطن والبيشمركة في صف واحد رغم كل شيء، حيث رفض النقيب دلشاد شكور من قوات الدفاع والإسناد خلال التظاهرات استخدام سلاحه ضد المتظاهرين، ولم يقف عند هذا الحد فحسب، بل طالب زملاءه البيشمركة بعدم تصويب أسلحتهم نحو المتظاهرين. وقال دلشاد ان :”السبب الذي أدى الى ان يضع الناس صورًا او يكتبوا عبارات تسيء للبيشمركة، هم قادة الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، فالحزبان زجّا “البيشمركة” في مواجهة مع السكّان المدنيين، وهما الحزبان اللذان يعظما “البيشمركة” متى شاءا، وهما من يجعلا “البيشمركة” عرضة للانتقادات، والمواجهات مع السكان المدنيين” “دلشاد”، شدد على أن “جندي البيشمركة هو شخص مقاتل وصلب وطيب، إلا أن الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي لم يتمكنا من جعل البيشمركة قوة وطنية وجعلاها قوة حزبية يستخدمانها لمصالحهم السياسية”.

  • الهيمنة الحزبية تسيطر على قوات “البيشمركة”

يرى “دلشاد” أن “المواطنين الذين يتحدثون الان عن البيشمركة بسوء، هم الذين كانوا يدعمون البيشمركة خلال الحرب ضد داعش، ويلتقطون معهم الصور.. لقد تغيّر الوضع اليوم.. والتغير حصل مرتين، مرة في موقف الناس من قوات “البيشمركة”، وفي المرة الثانية حين لم يعد الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي بحاجة الى البيشمركة، وقد تخليا عنها جزئياً، وتعبيرات ذلك تبدّت في استحقاقاتهم ورواتبهم، فقد كانت قوات “البيشمركة” هي الفئة التي تتقاضى رواتبها، بصفتها أولوية حين كانت هذه القوات تقود الحرب ضد داعش، اما الآن فيؤخرون رواتبهم ويقللونها”. “قادر رزكائي”، وهو عضو لجنة البيشمركة في برلمان كردستان، أحال استغلال قوات البيشمركة، الى انعدام وجود المؤسسة العسكرية في كردستان. وقال رزكائي: “لدينا قوات البيشمركة ومن الواضح أنها لم تنظم ضمن مؤسسة حكومية وان الحزب هو من يوجه البيشمركة حتى الآن، ولا نملك قوة وجيشًا موحدًا ومنظمًا يكون مجردًا من الأجندات والشعارات الحزبية ولا يوجهه الحزب، ان الهيمنة الحزبية تسيطر على قوات البيشمركة”. لقد الحزبان، خلال الفترة الماضية (14) لواءًا مشتركًا من البيشمركة بلغ عددها (45) ألفًا حسب اتفاق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، فان تولى الاتحاد الوطني قيادة أحد الألوية فلابد ان يكون نائبه من الحزب الديمقراطي والعكس صحيح. ولدى الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي بالإضافة الى هذه الألوية المشتركة، قوات خاصة بهما، فالاتحاد الوطني يملك وحدات (70) والحزب الديمقراطي يملك وحدات (80) ويبلغ عددها نحو (150) ألفا من البيشمركة.

  • قوّات من أجل “السلطة”

تدرك الأحزاب في كردستان أهمية وجود هذه القوات بشكلها الحالي للبقاء في السلطة والحكم ، وأن حل هذه القوات وجمعها في اطار وطني واحد يفقدها القدرة على البقاء في السلطة اذا ما خسرت هذه الأحزاب في الانتخابات، أو اذا اندلعت احتجاجات ضدها، ولكن ورغم كل هذا لم تفقد القوات علاقتها بالمدنيين نهائيًا، ويأتي هذا في وقت يرفض بعض البيشمركة تصويب أسلحتهم نحو المواطنين، فيما كان بعضهم يلعبون كرة القدم مع المواطنين في الأزقة خلال التظاهرات ويتابعون مباراة الكلاسيكو بين فريقي برشلونة وريال مدريد. وكرد فعل على الحملة الموجهة ضد البيشمركة، قام العديد من اصحاب المحال والمهن الأخرى على عكس ذلك بتخفيضات كبيرة للبيشمركة حتى ان العديد من أصحاب سيارات الأجرة كتبوا على سياراتهم “تنقل البيشمركة مجاني “.

  • البيشمركة؟ سيكون سؤال المستقبل في كردستنا العراق.. سؤال يتراوح ما بين:
  • لمن البيشمركة؟ للناس، أم للحكّام.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى