fbpx
أخر الأخبار

احتفظ بهدوئك واصرخ

هل تذهب إسرائيل إلى حرب أهلية؟ ما الذي يمنع ذلك، أقلّه أسوة بجاراتها كما الحال في سوريا ولبنان؟

هذا السؤال بدأ يقلق الإسرائيليين، فالمظلة الحديدية لاتحمي من السكاكين، والنووي لايمكن استخدامه في الشوارع الفرعية، أما السؤال فقد بات ضاغطًا على الإسرائيليين ما بعد أحداث الأيام الأخيرة في الخضيرة والنقب، ويبدو أن أضواء التحذير من انتفاضة فلسطينية باتت تضيء، وللإسرائيليين كما للبريطانيين قاعدة تقول “اختفظ بالهدوء واصرخ”فما يحتاجه الإسرائيليون وفق تعليق لهاآرتس  هو “الحفاظ على برود الأعصاب”.

ولكن، لابد للإسرائيليين من مجموعة “يجب”، وهاهي ها آرتس تقول للإسرائيليين مايجب، فما هي الـ “يجب تلك”؟

ـ يجب محاربة الإرهاب والعثور على مشاركين آخرين والبحث عمن كان مشاركاً في تخطيط العمليات.. هذا اول يجب وفق ما تدعو اليه ها آرتس.

ـ ويجب ألا نهمل جوانب حياتنا والعمل بشكل تلقائي في اللحظة التي توجد فيها عمليات فظيعة. وهذه ثاني يجب والكلام لـ “ها آرتس”.

ولكن ألا يجب هدم البيوت على رؤوس أصحابها؟

 يسمع الاسرائيليون مثل هذا الاقتراح، الذي يعني هدم البيوت وحتى سحب المواطنة. ولكن لهذه الـ “يجب” مخاطرها فالذين يدعون لها ينسون بأنه عندما يهدمون بيوتاً لأبناء عائلة غير مشاركين، وهم غير يهود “سيقولون حينئذ بأن هناك قانوناً لليهود وقانوناً آخر للعرب، وأننا سنمس بأشخاص حتى لو كانوا غير مشاركين” وما بين ظفرين لـ “هاآرتس”.

لو حدث مثل هذا فبلا أدنى شك ستنتقل إسرائيل إلى وضع حرب، وليست هناك طريقة تفكير أخطر من ذلك لأنها تعني الانجرار إلى حرب أهلية.

عندما يتحدث نتنياهو عن “العدو الإسلامي” فإنه يقصد كما يبدو رؤية الجيران، الذين من بينهم صيادلة وأطباء ورجال شرطة عرضوا حياتهم للخطر، وضحوا بحياتهم في الصراع مع الإسرائيليين، وحسب قوله، نحن في حرب أبدية.

نتنياهو كان يدعو إلى هذه الحرب، ولكن ثمة في إسرائيل من يخالفه، اكثر من ذلك ثمة من يعتبره “الشيطان القديم في السياسة” فقد كانت وظيفته التقسيم وتحريض الإسرائيليين على بعضهم، وفي الوقت نفسه، وهذا يشمل فلسطينيي 48 الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية ويعتبرون مواطنون اسرائيليون، ليحيل الصراع إإلى صراع بين يهود وعرب، بل نزاع بين أناس يعترفون بضرورة التعايش، وأناس يعتقدون أنه يمكن مواصلة العيش على حد السيف والدماء.

ها آرتس ستعود التذكير بـ “يجب”، ومما تذكر به تذكّر بالقول:”نعم، في الدقائق الأولى من العملية  العسكرية يعمي الخوف والغضب الإنسان، ولكن علينا التنفس عميقاً ونذكر أنفسنا بأننا دمى ترقص على نغمات ناي الكراهية. وأنه يجب العودة إلى ضبط النفس ومواصلة حياتنا. لا طريق أخرى. ليست الحياة المشتركة أحد الخيارات بين خيارات كثيرة، وهي أسلوب الحياة الوحيد الممكن هنا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى