fbpx

إيران تحشد ميليشياتها في حرب الجنوب.. قوّات إيرانية مموهة بـ رقع الحرس الجمهوري

وفقًا لمصادر ميدانية في الجنوب السوري، تقوم إيران منذ نيسان/أبريل بإعادة نشر ميليشياتها الشيعية الوكيلة في جنوب سوريا، وخاصة في السويداء ودرعا والقنيطرة.
وسابقاً، كانت الأردن قد أصدرت تحذيرات ضد وجود قوات حليفة إيرانية بالقرب من حدودها، ولكن بدلاً من انسحاب هذه القوات، عمد العديد من مقاتليها إلى الاندماج مع قوات نظام الأسد.
وتفيد هذه المصادر، أنه دُمجت وحدات حزب الله مع “الفرقة الرابعة” من الجيش السوري و”الحرس الجمهوري”، في حين تم رصد مقاتلين من ميليشيات مثل “لواء الفاطميون” داخل “قوات النمر” تحت قيادة العميد السوري سهيل الحسن، وهم يرتدون زيهم وشاراتهم”.، وتفيد هذه المصادر أنهم ” كانوا يختبئون داخل وحدات النظام أو ينتشرون بشكل منفصل، ما يؤكد أن وكلاء إيران وشركائها متورطون بشدة في الهجوم الأخير على درعا، كما ينتشرون أيضاً حول منطقة دير العدس في القنيطرة، التي تقع على بعد ما يقرب من 15 كيلومتراً من هضبة الجولان، وعلى سبيل المثال، قامت عناصر “لواء القدس” – الميليشيا الفلسطينية الموالية للأسد التي تحارب إلى جانب القوات الخاضعة لإيران منذ عام 2013، بالتبجح بتواجدها الواسع النطاق قرب القنيطرة في أيار/مايو، وقد تكون الفصائل السورية لـ ;laquo;حزب الله;raquo; مثل “لواء الإمام المهدي”- الخاضعة إلى حد كبير لمنظمتها الأم اللبنانية – ناشطة في المنطقة أيضاً بسبب دورها القتالي هناك في عام 2016، وحتى الجماعات الدرزية المدربة على يد ;laquo;حزب الله;raquo; قد تكون مشاركة في حملة الجنوب، مما يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى التخلص من النفوذ الإيراني”، وفي غضون ذلك، كان المسؤولون الروس مشغولين في اجتماعاتهم مع السلطات الأردنية والإسرائيلية، حيث عرضوا صفقات وقطعوا وعوداً بشأن انسحاب إيران، ومن المتوقع أن يركز الرئيسان فلاديمير بوتين و ترامب على القضية نفسها خلال اجتماع القمة المقرر عقده بينهما في منتصف تموز/يوليو في باريس.
بحسب متابعون، ومع تطور المعركة على درعا، يجب مراقبة قضيتين عن كثب:
أولاً، هل تستطيع روسيا فعلياً ضمان رحيل القوات الإيرانية ووكلائها من جنوب سوريا، وهي إحدى أكثر المناطق أهمية من الناحية الاستراتيجية في سوريا كلها؟
ثانياً، على افتراض تمكُّن بشار الأسد من طرد المعارضة السورية من درعا، فهل تستطيع قواته منع وكلاء إيران من التسلل والسيطرة على الحدود؟”.
ما هو مخفي في عمليات التمويه قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت القوات الإيرانية الوكيلة تستبدل زيها للاندماج مع قوات الأسد، أو كيف تقوم بذلك، بسبب تنوع الزي الرسمي المستخدم في سوريا، ناهيك عن العديد من الأساليب المختلفة التي تتعاون بها الجماعات مع بعضها البعض، فقبل الحرب بوقت طويل، كان الجيش السوري يرتدي زياً شبيهاً جداً بالملابس المدنية الأساسية، وحتى الوحدات داخل الفرقة نفسها كانت ترتدي أحياناً زياً لا يتطابق، وبحلول عام 2011، أدى الاتجاه المتنامي للميليشيات بين القوات الموالية للأسد إلى قيام العديد من المقاتلين السوريين بارتداء الزي العسكري مع الأحذية الرياضية، وبنطلونات الجينز، والقمصان، على نحو منتظم، ومنذ أن دخل ;laquo;حزب الله;raquo; الحرب في عام 2012، تم تصوير مقاتليه بزي مختلط بشكل متكرر وعلى نحو منتظم، مما جعل من الصعب تمييزهم عن الوحدات السورية.
وبدءاً من عام 2013، شوهد بعض مقاتلي ;laquo;حزب الله;raquo; يرتدون زي تمويه رقمي حديث يصلح للغابات والصحاري، لكن معظمهم استخدم أنماطاً أخرى حتى وقت قريب.
إلى ذلك وتفيد المعلومات المتداولة أنه بالإضافة إلى ذلك، عندما حاولت الجماعة تسويق صورتها، شدّدت على عرض رقع قماشية متخصصة، رغم أن مقاتليها تجنبوا ارتداؤها في مناسبات عديدة.
وبحلول منتصف عام 2013، كانت بعض القوى الميدانية ترتدي أيضاً شرائط ملونة مختلفة للدلالة على أصلها، وفقاً لأشرطة الفيديو المنشورة على الإنترنت وتعليقات المقاتلين الشيعة العراقيين السابقين الذين انتشروا إلى جانب “حزب الله”.
ومع ذلك، كان بعض المقاتلين الشيعة العراقيين وأعضاء “حزب الله” يرتدون بانتظام أشرطة باللون نفسه الذي يرتديه نظراؤهم في الجيش السوري، وفي حالات أخرى، شوهد مقاتلون عراقيون فضلاً عن قوات “حزب الله” وهم يرتدون زي من التمويه يشبه نمط الغابات “M81” الذي كانت تعتمده الولايات المتحدة في حقبة الثمانينيات، وهو طراز تبناه أيضاً “الحرس الجمهوري” وبعض وحدات الجيش السوري، ويشمل ذلك “لواء الإمام الحسين”، وهي ميليشيا مقرها دمشق وتتبع [عسكرياً] لـ “الفرقة الرابعة” للجيش السوري، وتنتشر الآن في منطقة القنيطرة على نطاق واسع، وبحلول عام 2016، أصبح التمويه الرقمي إضافة أكثر اعتيادية إلى معدات ;laquo;حزب الله;raquo;، حيث روّجت الجماعة بشدة لهذا النمط على وسائل التواصل الاجتماعي لتتفاخر بزيها وترتيباتها الحديثة، ومع ذلك، لا يزال العديد من المقاتلين يرتدون الزي المختلط، وقد شوهدت أيضاً ميليشيا شيعية أخرى، هي “لواء أبو الفضل العباس” ومركزها دمشق، ترتدي الزي نفسه الذي يعتمده “حزب الله”، بما فيه التمويه الرقمي الحديث.
وفي السابق، كان أعضاء الجماعة يتعاونون مع علي جمال الجشّي (المعروف أيضاً باسم حمزة إبراهيم حيدر)، وهو قائد سابق في “حزب الله” (قُتل في اشتباكات مع ;laquoالجيش السوري الحر;raquo; في سوريا)، كان يتم تصويره بشكل منتظم مرتدياً الزي الرسمي والشارة نفسها التي كان يرتديها ضباط “الحرس الجمهوري” السوري ، ومنذ ذلك الحين أزيلت هذه الصور من المصادر المتاحة لمواقع التواصل الاجتماعي.
أما ميليشيا “لواء أبو الفضل العباس” فقد وصفت نفسها هي الأخرى كوحدة فرعية من “الحرس الجمهوري”.
بحسب ما ذكره مطلعون ميدانيون، فقد لوحظ تحول مماثل في الزي بين المقاتلين الشيعة العراقيين الذين ينتمون إلى مجموعة “لواء أسد الله الغالب”، وفي أوائل عام 2016، شوهدوا وهم ينتشرون إلى الشمال من قواعدهم في دمشق ويرتدون الرقع القماشية والملابس من الميليشيا السورية “لواء صقور الصحراء”.
وفعل العديد من مقاتلي “لواء أبو الفضل العباس” الشيء نفسه عند قتالهم في الشمال.

وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى