fbpx
أخر الأخبار

شرق أوسط جديد؟ لم لا.. أخبرونا

يحوّلون مصطلح شرق أوسط جديد إلى (لعنة) أو (مؤامرة) أو (تشظي للدولة القومية)، وكأن الشرق الأوسط بصيغته الراهنة هو:

ـ وحدة اقتصادية كيرى تتبادل التنمية والتكنولوجيا والمنافسة على الأسواق.

ـ وكأنه قطار واحد تتنقل فيه من بلد إلى بلد بجواز سفر واحد، وضمان صحي واحد، ويد عاملة ترتحل من بلد الى بلد لـ (تدعه يعمل وتدعه يعيش).

وكأنه لم يبن وفق صيغة استعمارية مثالها سايكس بيكو، وقد خلقت دولة قزمة هنا، وثانية هناك، ليأكل الأقزام الأقزام، ويتنافسون على المفخخات والاغتيالات والأحزمة االناسفة.

نعم، لانعلم ماهية الشرق الأوسط الجديد وكيف سيكون عليه الحال، ولكننا باليقين نعلم ماهية الشرق الأوسط الراهن، الذي سيغدو قديمًا فيما لو انطلق قطار الشرق الأوسط الجديد، والمأمول منه أن يكون حوضًا استراتيجًيا واسعًا، غني بموارده، ومنافس للأحوض الجغرافية الكبرى كما النمور الصفراء أو سواها.

المفارقة أن أجهزة سلطات دول هذا الشرق الأوسط القديم، ستتلاقى مع من يدّعون الثورة على هذه الأنظمة في تخوين أي كلام عن شرق أوسط جديد.

 بالوسع منح ما يكفي من المبررات لسلطات دول هذا الشرق في رفضها لتفكيك الصيغة الراهنة لجغرافيات هذا الشرق، فهذه الأنظمة تحتكر السلطات في بلدانها، ولابد لها أن تدافع بالظفر والناب عن ماتحتكره، أقله لأن الجديد، وأي جديد يهزّها بسلطاتها وفسادها ونموذجها، كما بسطوتها وسلاحها، أما القوى الأخرى، وهي القوى المهروسة تحت وطأة الأنظمة فما هي مصلحتها بالدفاع عن صيغة وطّدت مايلي:

ـ دول قزمة، مرسومة وفق مقتضيات الوظيفة الاستعمارية لاوفق حقائق ومتطلبات الجغراافية.

ـ دول منهوبة، قاصرة عن دخول العصر بالتوازن الذي يسمح لسكانها بالحد الأدنى من حياة كريمة، دول لم تصغ بإرادات ناسها، ولا بعقد اجتماعي يضبط الحياة فيها، وفوق هذا وذاك دول (الطغم) و (المافيات)، و (اتحاد الفساد مع السلاح).

السؤال:

ـ ماهي مصلحة المقتول أن يخوض حرب قاتله وبصف قاتله؟

والسؤال الثاني متى كانت الخرائط مقدّسة وقد شهد العالم، ومع كل فترة زمنية غالبًا لاتزيد عن المئة عام متغيرات في الخرائط، تصيغ دولاً جديدة، وتمحو دولاً قديمة، ومع كل ازالة وولادة، بشر جدد بهويات جديدة، أقل ما تطمح اليه الاستجابة لمقتضيات الزمن؟

شرق أوسط جديد!!

وكأنما بات مصطلحًا لايعني سوى المؤامرة، أما هذا الشرق الأوسط بصيغته الراهنة، فهو من صناعة الآلهة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى