fbpx

كي لايكون الحل بيد من هو المشكلة

النظام رهينة، هو رهينة للروسي، الإيراني، حزب الله، ورهينة أيضاً في أيدي شبكة من مافيات المصالح وفاسدي البلاد، والمعارضة رهينة، ربما لكل من هبّ ودبّ، بدءاً من الأمريكاني، وحتماً ليس انتهاء بالتركي، وكل الفارق، وهو فارق لايستهان به، أن للنظام جسمه، فيما المعارضة أشلاء من قطع لايجمعها جامع، ولا تشكل جسداً. هي ذي الحقيقة التي يعرفها ناس البلد، الممزقين ما بين معارضة ونظام، وهم ناس يحتكمون مرة إلى أقدارهم، وثانية يسعون إلى تغيير أقدارهم بدمائهم، وفي كل الحالات البلاد ضائعة إلى أجل ربما سيطول ويطول، حتى يكلّ الزمن عن الانتظار. اليوم، تدور نقاشات حول الدستور السوري المأمول، والنقاشات مازالت منحصرة ما بين نظام /معارضات، بما يعني أن الكلام في الدستور الذي يعني خطة طريق للبلاد، مازال في أيدي من دمّر البلاد. الطرف الثالث، الذي هو الناس، أي البشر الذين هم خارج الاصطفافات واللعبة الدولية، هم وحدهم الغائبون عن قراءة مصائرهم، أو رسم الطريق للخروج من تراجيديا الدم، باتجاه بلاد، هي وطن، منزل، بيت، مدرسة، سرير تنام فيه اليوم وأنت على ثقة أنه لن يدمّر غداً. الدستور؟!! ـ حسناً. ببساطة، أي كلام عن دستور للبلاد، سيكون دستوراً حين يمثل ارادات الناس وحقهم في الحياة، غير أنه، ونعني الدستور، وعلى كل ما شهدته سوريا من دساتير سابقة، لم يكن سوى خرقة، ورقة بالوسع اعتبارها فائضة عن الحاجة، ولقد قمنا في يوم ما، باستطلاع رأي كان السؤال الرئيس فيه: ـ ما هي المادة الاولى من الدستور السوري؟ وعنينا بالدستور، الدستور الراهن. ببساطة وقد شمل استطلاع الرأي العشرات، ومن العشرات كانت الاجابة : ـ لا نعلم. نعم لا نعلم، ولا نعلم هذه، ستقول بالفم الملآن، أن لاقيمة لدستور حين يكون كرّاساً صغيراً، ممتلك مسبقاً لمن ينتهكه. مع كل ذلك سوريا اليوم، أمام مجزرة أفكار، رؤى، كما حالها بوصفها مجزرة بشر. ما بين المجزرة والمجزرة، سيكون من الطيب، أخذ استراحة، استراحة ما بين شوطين، وهي استراحة بوسع الحوارات العابثة، أن تتحول معها إلى حوارات جادة، لتقدم أسئلة عن مستقبلها، وهي أسئلة مستقبلية، لن تكون مضيعة للوقت. من الأسئلة الرئيسة التي لابد من طرحها كخريطة طريق: ـ هل سوريا بلد برلماني؟ ـ هل تحتكم إلى نظام رئاسي؟ ـ ما هي صلاحيات رئيسها؟ وما مدة بقائه في الحكم. ـ هل سورية (العربية السورية) أم هي الجمهورية السورية؟ ـ هل نظامها علماني / مدني / إسلامي؟ ما هي البلد التي يريدها السوريون؟ هي أسئلة قد لاتبدو جوهرية في مطحنة الضجيج التي تعيشها البلد، غير أن ما من ضجيج إلاَ وسيهدأ، وهاهو العالم شهد حروباً وويلات، وما يزيد من الضجيج، ومن ثم، توقف الضجيج وتحوّل إلى تامل في المصير، فنهضت اليابان من هيروشيما وناغازاكي، وأعادت برلين إعمار نفسها، وتخلّت ستالينغراد وإن بعد سنين عن القبضة الحديدية لجوزيف ستالين. سوريا أحوج ما تكون إلى طاولة مفتوحة، تطرخ السؤال المؤجل، وتجيب عنه، خارج ثنايئة، نظام /معارضة، الشبيهان اللذان يقتتلان على من سيربح لحم ودماء السوريين.   مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى