fbpx

قُطعان باءت بالفشل..

هي ذي حكاية موائد مفاوضات أستانة، والظاهر من الصورة أنها ستبقى تحمل العنوان إياه: “باءت بالفشل”. مفاوضات أولوياتها في “لجنة صياغة الدستور”، وكأن دستور البلاد كان السبب في تدحرج البلاد إلى الهاوية، مع أنه (ونعني الدستور)، على ما فيه من كوارث، كان متقدّماً بما لا يقاس عن أداء السلطة السياسية، بل بالوسع القول أنه لو احتكمت هذه السلطة للدستور، لما ذهبت البلد إلى: “إلى الأبد”، ومن ثم إلى سطوة الأجهزة البوليسية، ومع تراكم اختراقاتها للدستور أوصلت البلاد إلى ماوصلت إليه. لجنة صياغة الدستور؟! نكتة أن تكون هذه هي الأولوية فيما آلاف السجناء السياسيين، مغيبين، مجهولي المصير. لجنة صياغة الدستور باتت هي الأولوية، وفي الأمر ما يتجاوز النكتة، ومع ذلك لنقل حقيقة السبب الذي يعيق اجتماع هذه اللجنة على أمر سواء بين أطرافها. هذه اللجنة هي مجموعة لجان، لكل منها تبعيته لدولة من الدول التي دخلت لعبة المحاصصة على  سوريا، ولكل منها أجندته، وكل منها يسعى للي ذراع الآخر عبر أذرعه من المفاوضين السوريين الذي لم يتبق من سوريتهم سوى اللفظ المجّاني. ما من جسم واحد لمعارضة سورية في لجنة صياغة الدستور ليحتكم اليه، أن يعطي، أو يؤخذ منه. ما من تفويض لأحد من هذه اللجان من الشعب السوري المنكوب. والأهم من هذا وذاك، أن كل من يروح ويؤوب إلى كازاخستان، يروح بمبالغ مالية ويعود بأضعافها، فالاجتماعات بالأجرة، وكلما طال أمد الاجتماعات كلما تحصّل المجتمعون على أجور، بما جعل هذه الاجتماعات “باب رزق”، لكلا الطرفين.. الطرف الممثل للحكومة، والأطراف الممثلة للمعارضة، والكل لايشبع، والناس في جحيم العوز، واللقمة، وفوق العوز واللقمة، في جحيم آلة الحرب التي وإن هدأت فلن تتوقف. دستور ماذا أيها السادة؟ لابد من عودة إلى محمد الماغوط للتأكيد أن الدستور أكله الحمار. لا .. ليس قطيعاً واحداً .. بل إنها قطعان “قطعان من حمير”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى