fbpx

تقارب أمريكي- تركي: هل تشكل المنطقة الآمنة خطر توسعي على سورية؟

تتواصل المفاوضات بين أنقرة والولايات المتحدة حول المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا، في أعقاب تعنت أمريكي طويل في بعض النقاط ما جعل الاتفاق محط مراوحة طيلة الاشهر السابقة، في حين يشير تكثيف الاجتماعات بين الأطراف المعنية الى الاقتراب من تفكيك عقدة الملف، وهو ما بزر في تصريحات وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، امس، الذي وصف المحادثات مع الولايات المتحدة التي تهدف الى تفادي تدخل عسكري تركي في شمال سوريا بالايجابية.

وقال الوزير التركي “شركاؤنا اقتربوا أكثر من موقفنا. الاجتماعات كانت إيجابية وبناءة”، ودخلت المحادثات التركية الأميركية التي تنعقد في أنقرة يومها الثالث”.

ووسط الغموض الذي يلف تفاصيل المنطقة الآمنة، المعروفة بموقعها، وأهمية ثرواتها، من كونها سلة سوريا الغنية ببترولها وغازها، لا يمكن التنبؤ بتفاصيل المشروع ومصير قوات سوريا الديمقراطية ;laquo;قسد;raquo; التي تدير بطبيعة الحال- المنطقة عبر أذرعها العسكرية والتي تشكل وحدات الحماية الكردية عمودها الفقري، في حين تحاول واشنطن جاهدة عرقلة أي اتفاق لا يراعي شروط حليفها المحلي، لادراك عجزها في تأمين مقاتلين محليين ملتزمين بأهدافها ومصالحها، وهو ما يرجح بحسب خبراء ومحللين لمرصد مينا “إعادة هيكلة هذه الميليشيات بصورة ما حتى يمكن السيطرة من خلالها على قرارها العسكري وتطويعها بما يضمن الحفاظ على حليف واشنطن الاستراتيجي” وذلك في حال نضوج المشروع التوسعي التركي.

ويقول خبير في العلاقات التركية – الأمريكية لمرصد “مينا” ان اهداف تركيا في إحداث مساحة عازلة في العمق السوري المتاخم لحدودها، يفوق الاهداف المعلنة رسميا، في قتال التنظيمات المصنفة على قائمة الارهاب التركي، الى مخططات توسيعة، تغيّر في خارطة النفوذ وتحّول المنطقة الخاضعة لنفوذ الميليشيات الكردية في الوقت الراهن، الى منطقة نفوذ تركية.

في حين يفسر معارضون أتراك الإصرار على إنشاء منطقة آمنة، بتعاظم أطماع حكومة بلادهم، التي لم تنته عند حدود مدينة عفرين، إذ تسعى القيادة العليا بحسب ما يقولون الى ابتلاع الشمال السوري تحت ذريعة “المنطقة الآمنة”، التي يهدف من خلالها إلى تمهيد الأرض للتوسع على حساب البلد العربي.

كما تخطط الحكومة التركية في التوسع في شمال سورية على طول الشريط الحدودي، بطول 460 كيلو مترًا وعمق يصل إلى 40 كلم، ومن المقرر أن تتمركز القوات التركية في مدن منبج، وتل أبيض، ورأس العين، بالتزامن مع سياستها الرامية الى قطع الاتصال الجغرافي بين الميليشيات الكردية في سورية واتباعهم في الأراضي التركية.

وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان “جدد تهديده، أمس الثلاثاء 6 آب ، بإطلاق عملية “للقضاء” على التهديد الذي تمثله وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، في الشمال السوري.

ومن جانبها، حذرت واشنطن من أن أي خطوة تركية اتجاه الأكراد في شمال سورية، معتبرة ان التحرك العسكري ضد حلفائها الأكرد خطوة بـ “غير مقبولة”.

وأشار وزير الدفاع الأميركي “مارك إسبر”، إلى أن الولايات المتحدة تعتزم منع أي غزو تركي أحادي الجانب في شمال سوريا، وكان الطرفان الأميركي والتركي قد صعدا من مواقفهما إزاء المنطقة العازلة بالتزامن مع اجتماع وفديهما في العاصمة التركية أنقرة.

وقال وزير الدفاع الأميركي مارك أسبر إنه سيكون “من غير المقبول” أن تشن تركيا هجوماً على المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا، محذراً بأن واشنطن ستمنع “أي توغل أحادي الجانب” في سوريا.

والهدف التركي من المفاوضات بين واشنطن وأنقرة بشأن إقامة البقعة آمنة، في المناطق التي ينتشر فيها الجنود الأميركيون شمال شرقي سوريا، هو فصل الحدود التركية عن بعض المواقع الكردية السورية.

وقالت تركيا مراراً في الأيام الأخيرة إنه إذا لم تكن المواقف الأميركية “مرضية” فإنها ستشن عملية عسكرية في سوريا لإقامة هذه “المنطقة الآمنة” بشكل أحادي”.

وقال وزير الدفاع الأميركي “مارك إسبر” خلال جولة دولية له: “نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم سيكون غير مقبول ما نحاول فعله هو التوصل معهم إلى تسوية تبدد قلقهم”.

وجددت تركيا الاثنين دعوتها الولايات المتحدة إلى الكف عن دعم قوات سوريا الديمقراطية التي قاتلت إلى جانب التحالف الدولي ضد المسلحين المتطرفين في سوريا.

وفي سياق أجندتها التوسعية، تسعى تركيا إلى إنشاء منطقة عازلة في الشريط الحدودي الشمالي من سوريا، تقطع من خلالها الطريق على الأكراد وأحزابهم الانفصالية من إحداث بلبلة في المناطق الكردية جنوب تركيا.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى