fbpx

الجنرالات الضباع..

كمن يأتمن الضبع على غنماته، هو ذا حال المراهنين على الجيوش العربية في (تحرير فلسطين)، أو إشادة دولة أو إعاد اللاجئين. الأمر كذلك، ذلك أن الجيوش والعربية على وجه التحديد، ليست سوى ممتلكات حصرية لجنرالاتها الذين يمتلكون ببنادق جنودهم ثروات بلدانهم، ولا يشكلون عبر تاريخهم سوى الفساد والاستبداد، وأية جولة في تاريخ هذه الجيوش، من الجيش السوري، إلى الجيش المصري فالسوداني فالليبي فالأردني وصولاً للنسخة المضحكة المسماة جيش التحرير الفلسطيني، ستؤدي إلى ما يلي: ـ ليست جيوش ثكنات وخنادق بقدر ما هي جيوش شاليهات واستثمارات وفنادق. ـ ليست جيوش حماية الحدود الوطنية للدولة، بقدر ما هي جيوش قتل الناس وسلخ جلودهم والاستئثار بالسلطة. ـ ليست جيوش تعليم وثقافة ومعرفة، بقدر ماهي جيوش تيوس، رأسمالها التجهيل بدءًا بتجهيل جنودها وليس انتهاء بتجهيل مجتمعاتها. هي ذي الحقائق التي لا تستدعي براهين عنها، فيكفي سؤال أي سيّدة من زوجات الجنرالات لتقول لك عدد خدمها من الحنود الذين تبدأ مهامهم بشطف الدرج ولا تنتهي بإزالة شعر أبدانهن. هي ذي حقيقة الجيوش العربية التي ما أن يتحرك شارع عربي حتى تفتك به وبشبابه وبصوته، ومادام الأمر كذلك، وما دامت القضية الفسطينية مرهونة بهم، فلن تعود فلسطين بالتأكيد، لكن الأكيد أن العرب سيخسرون ما تبقى لهم من الدولة الوطنية. مادام الأمر كذلك، والتجربة والاختبار التاريخيين لم يقولا سوى ذلك بدءًا من جيش القاوقجي وصولاً إلى كتائب (النمر المسخ)، فما معنى الحديث عن ديمومة الاشتباك مع الاسرائيلي، إذا كان جوهر هذا الاشتباك هو تأبيد هذه الجيوش، وديمومة انتهاكها لحياة الناس في بلدانها؟ أية خطة سلام مع الإسرائيليين، سيواجهها جنرالات هذه الجيوش بلاءاتهم الشهيرة، وبالوقت ذاته، فإن أية معركة يمكن أن تطلق على حدودهم، فليس لديهم سوى خطاب واحد “سنرد في الوقت المناسب”، والوقت المناسب لم يأت ولو لمرة واحدة، ما يعني أن الرد المناسب سيكون على أهاليهم وناسهم ومواطنيهم وهذا على الأقل ما ثبت في سوريا، وفي غيرها من بلاد العرب التي يشكل فيها الجنرالات عصب الحكم والتحكم بمصائر الناس. الحوار مع الإسرائيليين خيانة؟! ولكن إلغاء صوت الناس وإرادة الناس حكمة. الحوار مع الإسرائيلي خيانة، ولكن نهب الموارد الوطنية حكمة. الحوار مع الإسرائيلي خيانة ولكن تعطيل سنوات من أعمار الشباب العرب تحت راية فلسطين حكمة. هي ذي الحكاية ما بين الحكمة والخيانة. حكمة أن تبني جيوشًا لتحرير فلسطين، ثم ما أن تلبث هذه الجيوش أن تحتل بلدانها بما يجعل كل الاستعمارات رحيمة بالقياس مع فجورها. ثمة حكايا آن وقت قراءتها.. أول هذه الحكايا هو سؤال: ـ ما جدوى جيوش ضباع تأكل غنمًا أؤتمنت على حراستها؟ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى