fbpx
أخر الأخبار

الرئيس (قديس) ومجموعته (عكاريت)

قائل البيت المشهور ( لكِ الوَيْلُ لا تَزْنِي ولا تَتَصَدَّقي )، نقله أبو الفرج الأصفهاني في ” الأغاني” عن الشاعر إسماعيل بن عمّار الأسدي، قاله يهجو رجلاً كان يتولى شيئاً من الوقوف للقاضي بالكوفة :

بَنَى مسجداً بُنْيَانُه من خِيانةٍ …… لَعَمْرِي لَقِدْماً كنتَ غيرَ مُوَفَّقِ

كصاحبةِ الرُّمّان لمَّا تَصَدّقتْ …… جَرَتْ مَثَلاً للخائن المتصدِّق

يقولُ لها أهلُ الصَّلاح نصيحةً …… لكِ الوَيْلُ لا تَزْنِي ولا تَتَصَدَّقي

واليوم المطلوب ممن خرّب البلد أن يبنيه، ولا بد أن الكلام يطال الجنرال ميشال عون، رئيس الغفلة في لبنان، وقد تسجّى بين يدي غسّاله الصهر، جبران باسيل الذي طالته الفضائح من خلفه وأمامه ومن كل الجنبات، وبات يتصدّق على البلد بالقول :

ـ مطاردة الناهبين.

هاهو يزني ثم يتصدّق، وفضائحه المالية باتت على السطح، ليكون من وجه سحارة الناهبين،  أما عن “الزنى” فالزنى طال بلدًا، يستحق الحياة، وبات اليوم في عداد المقبرة.

“جان عزيز”، الصحفي  والمستشار السابق لدى الرئاسة في لبنان، سيكون الأقرب إلى الصندوق الأسود للجنرال والصهر، وكان قد ظهر على قناة الجديد ليُدلي بمعلوماتٍ وتحليلاتٍ على جانبٍ كبير من الخطورة، إذ يرُدّ عزيز تعثُّر العهد العوني البائس وخيباته ( ودمار لبنان جرّاء ذلك) للحاشية المُحيطة بالرئيس عون، والمُمسكة بمقاليد الحكم والنفوذ في موقع رئاسة الجمهورية، وموقع التيار الوطني الحر، ويتزعم هذه الحاشية في نظر عزيز ( كما في نظر الجميع) الصهر المُدلّل والمحظوظ جبران باسيل، وإذ يبقى الجنرال عون في منطق عزيز وتصوُّره وخياله، هو القديس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنّ العناية الإلهية هي التي بعثته لنُصرة لبنان وخلاص شعبه منذ أكثر من ربع قرن من الزمن، حتى جاء المُبطِلون المُتسلقون، الذين يُحسنون الإستثمار في القضايا “المُقدّسة”، فأفسدوا المسيرة “المُظفّرة” للقائد الأسطوري الذي لا يُخطئ، ولا يُصيبه وهنٌ ولا زلل، إلاّ أنّ أغرب ما جاء به عزيز في مقابلته هذه، إصراره ورؤيته “الثاقبة” بأنّ الرئيس عون هو الوحيد الذي يستطيع أن يُنقذ لبنان من أزماته المُستعصية، فهو الوحيد القادر أن  يقف موقف النّد إزاء حسن نصرالله أمين عام حزب الله، وسلاحه غير الشرعي، وهو الوحيد الذي يمكن أن يقف بوجه الرئيس السوري بشار الاسد، ليُحدّد ولمرّة واحدة وأخيرة الحدود اللبنانية السورية، وهو الوحيد الذي يمكن له أن يُصحّح علاقات لبنان الدولية والعربية، أمّا التسويات والمحاصصات ونهب المال العام والاثراء غير المشروع وصرف النفوذ وتكديس الثروات والفساد، فهذه كلها لا يد للرئيس عون فيها، وكل ما يمكن أن يُقال اليوم بأن آن الأوان لوضع حدٍّ نهائي لسطوة الوزير السابق جبران باسيل وغطرساته، وهو الساعي بكل ما يملك من جهدٍ ومالٍ ونفوذ، لإعادة تسوية العام ٢٠١٦ الرئاسية مع الرئيس سعد الحريري إلى سابق عهدها، وتجديد نشاطها وإعادة تفعيلها، والدليل على ذلك تعثّر ولادة الحكومة الجديدة التي لن تُبصر النور قبل الإتفاق الباسيلي- الحريري.

وبالمجمل فكلام عزيز يوصلنا إلى :

ـ الرئيس قديس ولكنه محاط بالعكاريت.

وهو التبرير الذي طالما راق رؤوساء عرب، بدءًا من حافظ الأسد مرورًا بالرئيس جمال عبد الناصر، وليس مستبعدًا أن نسمع ذلك عن صدام حسين والعقيد القذافي.

للأسف الشديد، حتى عند العونيّين “المُتنوّرين” كالسيد جان عزيز، لا بارقة أمل في إعادة قراءة موضوعيّة لسيرة الجنرال عون منذ ثلاثة عقودٍ حتى الآن، والإعتراف بأنّه عبارة عن شخصية مزاجية مُتقلّبة ومُتسلّطة، لا تختلف كثيراً عن سائر الطُّغاة الديكتاتوريّين على مدى التاريخ، ينشطون في تأليب جماعات غرائزية وعنصرية مُتخلّفة وفاشيّة حول شخصهم الفرداني،، ومن ثمّ ينغمسون في حروبٍ دامية وعبثيّة، مشفوعة بشعارات شعبويّة مُضلّلة، لا تصل في نهاياتها ومآلاتها إلاّ إلى الدمار وسقوط الضحايا، وخراب الأوطان.

 ـ ماذا بقي من البلد في عهد الرئيس الخرف والصهر المسخ؟

ذلك هو السؤال، أما عن عون فلم يكن حاله أفضل ما قبل مرحلة الشيخوخة والخرف.. رجل تسكنه السلطة ولا يسكنه البلد.

هل من مخرج أمام لبنان بعد الاستعصاء الهائل الذي يواجهه؟

الحكم للشارع، لناس الشارع.. لجوعى الشارع.. للذين يركبون البحر إلى الغرق او الفوز بالغرق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى