fbpx

ماذا وإلا

مرصد مينا

ماذا وإلاّ، وهو مطلع كلام سمير جعجع، الذي طالما بدأ كلامه به، فكانت “ماذا وإلاّ” هي مطلع كلامه في احتفال واسع، لم يخل من استعراض شبه عسكري حشد له جمهور واسع مناصر للقوات، أو منتظم بها.

أما ماذا وإلاً، فقد أعاد جعجع الكشف عن مجموع جرائم حزب الله، وقد تضمنت قافلة من الاغتيالات ربما بالوسع تذكّر أبرز ضحاياها من رفيق الحريري، إلى جورج حاوي، فجبران تويني، ومن ثم سمير القصير الخ من قافلة أولئك الذي اشتغلت بهم بنادق حزب الله ومفخخاته.

المهرجان، رفع السقف عالياً في المواجهة، فـ :

ـ لادويلة داخل الدولة.

ولا سلاح شرعي سوى سلاح الجيش والدولة.

ولا تصالح مع حزب يختطف الدولة.

وبمجمل لاءاته لابد ويتقاطع جعجع مع التقدمي الاشتراكي والكتائب والأحرار، وكذلك مع غالبية المسيحيين اللبنانيين، كما مع حركة مُضمَرة ومؤجلة ربما تتشكل في البيئة الشيعية التي اختطفها حزب الله لتكون وقود لمحرقته، فيما تبدو البيئة الشيعية مسكونة بمخاوف، قد تتبخر حين يُجمِع اللبنانيون، كل اللبنانيين على “لعنة حزب الله”، وبالطريق يُرفع الغطاء المسيحي عن الحزب عبر استعادة التيار العوني ما بعد إحالة عون وجبران باسيل إلى متحف العاديات.

كلام سمير جعجع وبهذا السقف المرتفع، سيؤكد أن :

ـ لا رئيس للبنان يعطّل ست سنوات من عمر البلد لتغطية سلاح حزب الله ومعه تغطية الفساد وتهديم أسس الجمهورية.

ـ لا تصالح مع حزب الله، ولا “نبيه بري” يُغطي عبر الدعوة إلى  “الحوار”  عما سيحمله الحوار من اشتراطات البندقية التي ستوجه إلى جماجم المتحاورين.

وكذلك كل اللاءات التي تختصر مواجهة حزب الله متضمنة :

ـ حتى ولو.

حتى ولو تعطّل القصر الجمهوري، وحتى لو تعطّل البرلمان، وحتى لو تعطّلت الوزارات، ورزمة من “حتى لو”، ليتبقى ما هو خارج الـ “حتى لو هذه”، بما يتضمن :

ـ استعادة حراك الشارع، والصمود في مواجهة حزب الله، ودون أيّ ذكر للسلاح، وكان جعجع حريصاً أن لا يشهر بندقية “القوات” بمواجهة بندقية حزب الله، مع العلم بأن للقوات قوّاتها وسلاحها، وفوق السلاح لديها كل ما يمتلكه العسكر من خبرات وتدريبات، وكلها لابد وستقود إلى حرب أهلية لن يرغب بها لا قواتي ولا اشتراكي ولا كتائبي، حتى حزب الله لن يذهب نحوها، لا عفة عنها، ولكنها إن اندلعت فستعني أول ما تعنيه الإجهاز على هذا الحزب وقد تحوّل إلى كارثة على مناصريه قبل أن يتحوّل إلى كارثة على خصومه.

مختصر كلام سمير جعجع كان الاحتكام إلى الثلاجة في مكان، وتشغيل الموقد في مكان آخر، أما عن الثلاجة فتعني تعطيل “رئاسة الجمهورية، ومعها الوزارة”، فيما الموقد لابد ويشتغل على حركة الشارع والناس.

لبنان معطّل، هو الحال كذلك، غير أن الرياح السورية لابد وتتجه غرباً، فإذا ما انتصر السوريون على بشار الأسد فلابد وينتصر على حامله، وحامله اليوم هو بالضبط والتحديد “حسن نصر الله”، وواضح بأن اللبنانيين، ينظرون بفائض الامل لليوم الذي يدوّي فيه سقوط بشار الأسد، ليستعيدوا جمهوريتهم.

ـ ماذا وإلاّ.

ماذا؟ ستبقى لسؤال.

وإلاّ، لابد واضحة في خطاب جعجع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى