fbpx

نصب تمثال "حافظ الأسد" بمدينة درعا يشعل غضب أهلها .. ومظاهرة تتحدى النظام بشعارات مناهضة

تقرير: مؤيد أبازيد.

رغم مرور أكثر من 8 أشهر على سيطرة النظام السوري بمساعدة حليفه الروسي، على محافظة درعا جنوب سوريا، إلا أن الحراك الشعبي في بعض مناطق المحافظة، لازال يُنذر بأن الوضع قد لا يستمر كما يريده النظام.

فتعاطي النظام مع حالة الاحتقان الشعبي والاعتقالات بحق المدنيين وعناصر سابقة في “الجيش الحر” كان باتجاه التصعيد أكثر واستفزاز أهل المحافظة -كما يقول ناشطون- حين ذهب بعيداً وأعلن قبل أيام نيته نصب تمثال لرئيس النظام السوري السابق “حافظ الأسد” وسط مدينة درعا، وفي ذات المكان الذي حطم فيه أهالي المحافظة قبل 8 سنوات، تمثال “حافظ الأسد” وقتل 20 متظاهراً ممن قاموا بتحطيمه برصاص قوات الأمن.

وأعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام، أن إعادة نصب التمثال سيكون صباح اليوم الأحد، “وسط تجمع جماهيري عفوي” بمدينة درعا، فجاء الرد من اهالي المدينة ( مهد الانتفاضة السورية) بخروج المئات من ابنائها، رفضاً لنصب التمثال والمطالبة باسقاط النظام والتهديد باسقاط التمثال مجدداً.

وكانت المظاهرة الاحتجاجية والتي بدأت بالقرب من المسجد العمري ( مسجد يرمز للانتفاضة السورية حيث خرجت أول مظاهرة من أمامه ضد النظام) كنوع من التحدي للنظام بأن الوضع لن يستمر، وأن الأهالي الذين خرجوا بمظاهرات عارمة قبل 8 سنوات، اليوم باستطاعتهم العودة من جديد.

يقول أحد منظمي المظاهرة في مدينة (درعا البلد) لمرصد مينا _ طلب عدم الكشف عن اسمه_ :” يعتقد النظام بأنه سيطرته على درعا بمساعدة الروسي، تعطيه الحق أن يتصرف كما كان سابقاً بقبضته الأمنية والقمع وهذا لن يحصل، نحنا قبلنا بالتسوية تحت ضغط القصف الروسي والمجازر، واليوم نعيدها كما كانت سابقاً مظاهرات سلمية ضد النظام والذي اصبح أضعف من أن يواجهنا”.

وأضاف” النظام يتعمد استفزاز الأهالي حين يعلن نصب تمثال الديكتاتور الأول حافظ الأسد، ويقوم بإجبار الموظفين وطلاب المدارس على المشاركة في مسيرات العبودية، لكن على النظام أن يعي جيداً أن عقارب الساعة لن تعود للوراء، وأن من ذاق طعم الحرية والكرامة لن يتنازل عنها”.

وتابع” من يريد أن يضع صور وتماثيل رموزه فلتكن في مكتبه أوفي منزله، وهو حر في هذا، لكن لن نسمح بفرض وضع أي صورة أو تمثال لتكون مفروضه على أهالي المحافظة.. الأمر اصبح من الماضي بالنسبة لنا “.

وسبق أن خرجت قبل فترة مظاهرة في (درعا البلد) رفضاً لسياسة النظام بحق ابناء المدينة ورفعت فيها راية المعارضة. ويقول ناشطون لمرصد مينا، إن هناك تجهيزات لقيام مظاهرات في (درعا البلد) وبعض مناطق المحافظة في ذكرى الانتفاضة الثامنة والذي يصادف في الـ18 من آذار الجاري.

تدشين التمثال.. رصاصات خاطئة تُفزع الحضور

على الطرف الأخر من المدينة (درعا المحطة) والذي يفرض النظام سيطرة مطلقة على هذا الجزء من المدينة، وتتواجد فيه جميع أفرعه الأمنية ومؤسساته، خرجت مسيرة لتدشين تمثال “حافظ الأسد” ظهر فيها تواجد عدد كبير من طلاب المدارس، فضلاً عن اعداد كبيرة من الموظفين، كما ذكر شهود عيان لمرصد مينا.

وقال شاهد عيان لمينا، إن عنصراً من قوات النظام اطلق الرصاص عن طريق الخطأ وسط المسيرة، ما سبب حالة من الهلع والخوف في نفوس قادة الأفرع الأمنية ومحافظة المدينة الذين كانوا في مقدمة الحشد، مشيراً إلى تدافع شديد حصل بين الحشود، أدى لإصابات طفيفة .

وبحسب شاهد العيان فأن العنصر كان ثملاً حين خرجت عدة طلقات من بندقيته لم تصب أحد، لكنها اجبرت القائمين على المسيرة بأن طلبوا الإسراع بانتهاء مراسم المسيرة وتم إلغاء عدة كلمات للحضور بعد هذه الحادثة.

ويضيف شاهد العيان، أن استنفاراً أمنياً سبق تدشين التمثال، وتم ونصب حواجز جديدة على مداخل المدينة منذ عدة أيام، مع انتشار لعناصر قوات النظام بشكل مكثف في هذا الجزء من المدينة.

درعا بعد “التسوية”

تعيش محافظة درعا منذ 8 من تموز/ يوليو 2018 حالة “تسوية” مع النظام، بعد الهجمة الجوية التي شنتها القوات الروسية ضد مختلف مناطق المحافظة منتصف حزيران / يونيو 2018، وتسببت بمقتل المئات ونزوح أكثر من نصف مليون من سكان المحافظة لحدود الأردن والجولان المحتل واغلاق الحدود في وجههم، الأمر الذي أجبر قادة فصائل المعارضة بقبول الشروط الروسية.

ويقول اعضاء لجنة التفاوض مع الروس الممثلة للمحافظة، إن النظام لم يطبق الشروط ويتعامل مع ابناء المحافظة بكيدية وحقد، من خلال اعتقالات طالت العديد من ابناء المحافظة، وهي تناقض شروط الاتفاق.

وكان من بين الشروط كذلك تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والمرحلة اللاحقة السلاح الخفيف، لكن لازال السلاح المتوسطة متواجد بكثرة في مناطق عدة بالمحافظة.

كما أن النظام يُمنع عليه وفق الاتفاق، دخول بعض المناطق، كما هو الحال في (درعا البلد)، وغيرها من المناطق.

لكن في مناطق سيطرته شن عدة اقتحامات عدة استهدفت عناصر وقادة سابقين في ” الجيش الحر” وقام باعتقالهم، في وقت لازال يعتقل شبان المحافظة للزج بهم في “الخدمة الاجبارية” في قواته، من خلال اعتقالهم من على الحواجز المنتشرة له بالمحافظة، وفق ما يؤكده ناشطون لمينا.

لكن على الجهة الآخرى، فأن قوات النظام وفي مختلف مناطق المحافظة تتعرض ومنذ عدة اشهر لهجمات مسلحة، نُسبت لمجهولين، في حين اعلنت مراراً ما تسمى” المقاومة الشعبية” مسؤوليتها عن معظم الهجمات.

وتسببت الهجمات بمقتل العشرات من قوات النظام، وتطورت في بعضها باستخدام السلاح المتوسط من قذائف “آر بي جي” والرشاشات الثقيلة، كما حصل قبل فترة في هجوم استهدف حاجز مهم للنظام شرقي محافظة درعا، وأدى لمقتل وجرح العديد من عناصر الحاجز.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى