fbpx
أخر الأخبار

ماذا بعد المناورات الايرانية في الخليج؟

ما الذي تبحث عنه إيران من وراء مناوراتها الحربية في الخليج العربي؟

سؤال مقلق، فلم تستثن البحرية الإيرانية شيئًا من أسلحتها في مناورة تمتد إلى أراض شاسعة وكأنما تقوم باستعراض قوّة في منطقة على شفى الحرب في كل لحظة، وليس ما يحول دون الحرب فيها سوى “الوقت”.. وقت ربما يكون فيه الايرانيون محاصرين من كل الاتجاهات، ما يعيد إلى الأذهان حرب الخليج الأولى وقد أغرت القوّة الواهمة صدام حسين باحتلال العراق، لتؤول العراق لاحقًا الى القوات الأمريكية وينتهي صدام حسين إلى الأنشوطة، بعد ذاك الصبر الأمريكي الطويل.

في القراءات المتصلة بالعقل الإيراني، ونعني هنا عقل الملالي، ثمة مايشير إلى اعتقادهم بفائض القوة، وهو فائض قوة يتجول ما بين العراق ولبنان واليمن والخليج العربي، ويهدد المنطقة بأمنها ومواردها، وقد يتفجر فائض القوة هذا ما بين لحظة وأخرى، خاصة ما بعد الاتفاقات الاماراتية ـ الإسرائيلية، وهي اتفاقات تتضمن إضافة لبعدها الأمني، أبعادًا اقتصادية تتصل بالتنمية والموانئ والاستثمارات بدءًا من عقول المستقبل وصولاً إلى السياحة والاصطياف.

الايرانيون اليوم يلعبون على الغرائز، ويحشدون في الخليج العربي، وشعارهم “القوة من أجل فلسطين”، وفي واقع الحال لم يسبق للإيرانيين أن قدّموا لفلسطين سوى “إيران غيت” ومن بعدها بعثرة العمل الوطني الفلسطيني عبر تبنيهم لمنظومة “الجهاد وحماس”، وكلتهاهما بالمقابل لم تقدما لفلسطين سوى كمّ الأفواه، وفصل غزة عن الضفة، والحيلولة دون ولادة جنين دولة فلسطين مدنية، قادرة على مواجهة أسئلة العصر واستحقاقاته، هذا بالإضافة بطبيعة الحال، للتخريب االذي مارسته سلطة الملالي في المنطقة برمتها، بما أغرق العراق، وأتى على ماتبقى من اليمن، وليست انفجارات المرافئ في بيروت بعيدة عن الارادة الايرانية، وكل ذلك يرتسم تحت استراتيجيا الهلال االشيعي، الذي يعني الوصول إلى حروب أهلية مفتوحة في المنطقة برمتها وصولاً لضفاف العالم الاسلامي كما حال افغانستان وباكستان ومن الصعب معرفة حدود تداعياته.

المناورات البحرية الايرانية اليوم تأتي في الوقت الضائع، أي في مرحلة ستكون فيها الادارة الأمريكية على بوابة الانتخابات الرئاسية، وبالتالي في حالة من السكون دون خطوة باتجاه أي من الحسم فيما يتصل بالوضع الدولي، غير ان هذا اللعب في الوقت المستقطع له مخاطره، فالاستفزازات الايرانية لمنظومة دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، ربما لايغدو وقتًا مستقطعًا إذا ماحدث أي خلل عسكري في المنقظة كأن تنتقل البحرية الايرانية من المناورة الى الاشتباك، وهذا ليس بعيدًا عن العقلية الانتحارية الايرانية، ما يجعل المنطقة منطقة محترقة بالكامل، وبما يقود الى نتائج لن تكون ايران رابحة فيها بالقطع، بل سيلحق بها الدمار، دون نسيان أنه حتى ولو حدث ذلك فلابد وأن يلحق الدمار بالمنطقة كلها، فالأذرع الإيرانية ممتدة هنا وهناك، ما يعني أننا أمام قيامة جديدة، ليست أقل كارثية من حرب الخليج ولا من أحداث 11 سبتمبر.

الأمريكان في عطلة اليوم.. في المنطقة الساكتة عن اتخاذ القرار، ولكن هل سيكون البيت الأبيض مكتوف الأيدي فيما لو استمرت البحرية الايرانية باستفزازها لدول الخليج.

ـ سقوط أمريكا سيكون بديمومة الصمت عما ترتكبه ايران.

لانظن أن الأمريكان سيقبلون بالسقوط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى