fbpx

الأسد.. من قاتل إلى تاجر دماء

اعترف رأس النظام السوري أن معظم اللاجئين الذين غادروا سوريا باتجاه دول الجوار وأوروبا، هربوا من عمليات القصف والإرهاب التي شهدتها البلاد في مختلف مناطقها خلال سنوات الحرب، على حد قوله، لافتاً إلى أن النسبة الكبرى من اللاجئين هم أناس فروا بحياتهم نتيج الظروف السائدة.

وفي حوار تلفزيوني أجراه “الأسد” مع قناة روسيا اليوم، جدد اتهاماته للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بالمسؤولية عن انتشار الإرهاب في سوريا، مشيراً إلى أن أوروبا وتركيا عملا على تصنيع وإرسال من وصفهم بـ”الإرهابيين” الذين تسببوا بمقتل آلاف السوريين، دون التطرق إلى ما ذكرته المنظمات الحقوقية الدولية عن الجرائم والمجازر التي ارتكبتها قواته بحق المدنيين السوريين خلال السنوات الماضية في إطار قمع الاحتجاجات والمظاهرات المنادية باسقاط النظام، وعن دور البراميل المتفجرة التي كانت تسقطها الطائرات الحربية على المدن والمناطق السكنية؛ في تهجير وقتل ملايين السوريين.

وفي تبدل في لهجته حيال اللاجئين في الخارج، أشار “الأسد” في حواره إلى أن معظم هؤلاء اللاجئين الذين فروا تحديداً باتجاه أوروبا، هم أناس عاديون لا علاقة لهم بالإرهاب والإرهابيين، متناسياً أنه ونظامه ووسائل الإعلام التابعة له كانت أول من اعتبرهم إرهابيين وحذر الدول الأوروبية منهم ومن إيوائهم.

إلى جانب تناسيه الواضح للتقارير الحقوقية التي أكدت اختفاء عشرات اللاجئين العائدين إلى سوريا عند المعابر الحدودية والمطارات.

مراقبون ومتابعون للشأن السوري، رأوا في الأجزاء التي نشرتها قناة روسيا اليوم من المقابلة التي ستنشر بعد غدٍ الإثنين، محاولة من “الأسد” في تخفيف لهجته التهديدية والتصعيدية خصوصاً تجاه اللاجئين، بهدف إعادة تعويم نفسه أمام المجتمع الدولي، لا سيما في ظل ما تشكله ورقة اللاجئين وعودتهم إلى بلاهم من أهمية على المستوى الدولي.

وأشار المراقبون إلى أن ما غاب عن “الأسد” في مقابلته، ذكر أن عشرات آلاف الشبان السوريين فروا من البلاد، هرباً من الالتحاق بقواته والمشاركة في عمليات القتل والتهجير، وأن عشرات الآلاف من اللاجئين فروا من المناطق الثائرة عليه خوفاً من عمليات انتقامية؛ اعتادت قواته على ارتكابها بحق المدنيين العزل، كما حصل في أحياء حمص القديمة والقصير وأحياء جنوب دمشق، وغيرها من المدن.

إلى جانب ذلك، لفت المراقبون إلى أن “الأسد” تجاهل أن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في كافة أنحاء العالم مدرجين على قوائم الاعتقال التابعة له ولأجهزته الأمنية، ضمن سلسلة تهم وجهة إليهم، كان على رأسها الانتماء لجماعات إرهابية، ما يجعل من بقاء نظامه عائقاً كبيراً أمام عودتهم.

وتضيف المصادر: “هي حقيقة لا يمكن للأسد وحلفاءه تغطيتها، بأن 90 في المئة من اللاجئين ووفقاً لطلبات اللجوء المقدمة في الدول الأوروبية تحديداً وأمريكا وكندا، قد فروا بسبب نظام بشار الأسد وممارساته القمعية”.

وكانت تقارير حقوقية سورية ودولية قد أشارت خلال الأسابيع الماضية إلى أن النظام السوري ما زال يشكل تهديدا “عنيفا بربريا” على حياة اللاجئين في حال قرروا العودة إلى بلادهم، حيث تم توثيق اختفاء 638 لاجئا أثناء عودتهم، ومقتل 15 تحت التعذيب.

كما وثقت اللجان الحقوقية خلال العام 2014 اعتقال ما لا يقل عن 1916 لاجئ على يد قوات النظام، بينها 219 طفلا و157 سيدة.

مرصد الشرق لأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى