fbpx
أخر الأخبار

الفرنسيون زرعوا الشوك.. فليقلعوه بأيديهم

أن يذبح طالب استاذه في باريس مع تداعياته، ليس هو بيت القصيد.. بيت القصيد أبعد من هذا، إنه الشوك الذي على أروروبا أن تقتلعه بأيديها وهي من زرّاعه.

هو الامر كذلك بعد أن تحوّلت فرنسا إلى مركز للتنافس ما بين حركات إسلامية عنفية، تشتغل اليوم على مرحلة التمكين ريثما تتمكن، وهي حركات تتغطى برداء الدين، وسط تنامي تيارات الإسلام السياسي في المنطقة العربية وأوروبا. كما وسط التمويلات الهائلة معروفة المصدر أقله في حاضر زمننا.

يكفي ربما تناول مثال واحد، لمعرفة الحالة بمجملها، ولنأخذ اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا وهو ممثل تنظيم الإخوان المسلمين هناك، ويدير هذا الاتحاد بعض المساجد والمدارس والمخيمات الشبابية كما يقيم مؤتمرا سنويا يسمى “الملتقى السنوي لمسلمي فرنسا” الذي يعتبر مناسبة لإلقاء المحاضرات وعقد الندوات السياسية والدينية وتلاوة القرآن وعرض المؤلفات الإسلامية والمنتجات (الحلال) من ملابس ومأكولات وغيرها.

لقد تم تغيير تسمية هذا التنظيم ليصبح “اتحاد مسلمي فرنسا” وهو الفرع الفرنسي من اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا. وهو عضو في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ويضم أكثر من 250 جمعية إخوانية، ويشرف على عدد من المؤسسات والكيانات والمراكز الإسلامية التابعة للتنظيم.

يدير الاتحاد معهدا إسلاميا يسمى المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، الذي يقدم دروسه عن بعد ويدرب الأئمّة وينشر الكتب الإسلامية باللغة الفرنسية بحسب ما يتماشى مع الأيديولوجيا الإخوانية.

ويضم هذا الاتحاد العاملين والمتطوعين والمتعاطفين والطلبة المسلمين الفرنسيين، إلى جانب قطاعات خاصة يعمل فيها شباب ينتمون إلى التيار الإسلامي.

يدعي هذا الاتحاد انشغاله بالعمل الدعوي وبعده عن السياسة لكن نشاطاته وتغلله في هذا المجال باتا واضحين للعيان حتى أن البعض من المنتمين له يترشحون للانتخابات وقد فاز أحدهم برئاسة بلدية في الانتخابات الأخيرة.

ويقول متابعون إن اتحاد مسلمي فرنسا يعتمد منهجا تضليليا ليتمكن من التغلغل في المشهد السياسي الفرنسي بطريقة تضمن له عدم رصده من قبل الأجهزة الحكومية وبالتالي عدم إيقاف نشاطه، لكن أساليبه وأعماله وعلاقاته الخارجية المشبوهة فضحتها العديد من التقارير الأمنية والإعلامية.

وتوجد في فرنسا أيضا الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا التي تأسست في عام1985 برعاية رابطة العالم الإسلامي في محاولة لتوحيد المسلمين في فرنسا وأوكلت مهمة التأسيس والتسيير فيها لفرنسيين معتنقين للإسلام، لكن بعد ذلك تغيرت قيادة الفيدرالية ثم استقلت عن رابطة العالم الإسلامي وهي تضم حاليا أكثر من 150 جمعية.

تنسق الفيدرالية بين الجمعيات التابعة لها وتهتم بقضايا المسلمين (هذا هو المعلن عنها)  في حين

تمتد يد تركيا فتصل إلى فرنسا عبر “لجنة تنسيق الجمعيات المسلمة” في فرنسا و”جمعية المجتمع الإسلامي الفرنسي”. وتخضع البعض من الجمعيات الإسلامية التركية في فرنسا للإشراف المباشر من سفارة أنقرة في باريس.

وأمام محاولات الاستقطاب لمسلمي فرنسا من قبل قوى خارجية ودول أجنبية، قررت الحكومات الفرنسية تأسيس هيئات تحمي أتباع الديانة الإسلامية من المشاريع التخريبية فتم تأسيس “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية” لتمثيل المسلمين في فرنسا ومعالجة القضايا التي تهمهم.

وتم تأسيس هذا المجلس في العام 2003 عندما كان نيكولا ساركوزي وزيرا للداخلية. وتم تحديد صلاحيات هذا المجلس بالتنسيق مع الحكومة عند بناء المساجد وفي ما يتعلق بالمنتجات والتجارة الحلال وتأهيل الأئمة والمسلمين المساجين والمنضمين للجيش الفرنسي وتنظيم المناسبات الدينية الإسلامية.

لكن هذا المجلس وعلى غرار هيئات إسلامية أخرى في فرنسا رعتها الدولة في البداية تعرض إلى اختراقات من قبل تيار الإسلام السياسي، ما جعل الدولة تعيد ترتيب البعض من المسائل والتشريعات المتعلقة به.

وكان وزير الداخلية الفرنسي السابق كريستوف كاستنير قد قال، في مقابلة تلفزيونية في وقت سابق، إن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية “مبني حاليا على قواعد بلدان أخرى، وتأثير البلدان الخارجية هو الذي يرجح كفة الميزان داخل المجلس”.

كل هذه التكوينات، كانت تحت مطرقة وفقه يوسف القرضاوي، وقد فوّض الكثير من شؤونها ودعاويها إلى مجموعة من الشخصيات الداعية للقتل والارهاب، وليس طارق ارمضان حفيد حسن االبنى سوى واحد من واجهاتها، وقد عومل في فرنسا ما قبل افتضاحه باعتباره ايقونة، كل ذلك يحدث فيما تغلق البوابات بوجه المثقفين والمفكرين العلمانيين المتحدرين من أصول مسلمة، بما فيها بوابات المحطات التلفزيونية كما دور النشر والملتقيات .

بالنتيجة، يشتغل المتأسلمون على مرحلة التمكين ومن شروط التمكين “التخويف”، ومعه لابد من رقصة السكاكين.

فتى فرنسي وبثأره من شارلي أبيدو لم يفعل سوى أن رقص رقصة السكين.

الفرنسيون زرعوا الشوك.

واليوم عليهم أن يقلعوا شوكهم بأيديهم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى