fbpx
أخر الأخبار

حين تكون الكوارث تحت الموائد

منذ أول الحروب التي شهدها الإنسان، وربما حروب ما بعد اكتشاف الحديد وصهره وصقله، وهي  تنتهي بواحد من احتمالين:

ـ إما اجتثاث أحد أطرافها للطرف الآخر.

وإما الجلوس إلى طاولة التفاوض وبالنتيجة تسوية تقود إلى السلام.

القضية الفلسطينية وقد عبرت أجيالاً وأجيال، وشهدت قيادات فلسطينية بدءًا من الشيخ القسام مرورًا بأحمد الشقيري وصولاً إلى منظمة التحرير الفلسطينية بمن فيها من أبوات (أبو عمار / أبو جهاد / أبو اللطيف / أبو مازن / أبو صالح / أبو نضال.. الخ) وبمن فيها من قيادات ليسوا آباء كما جورج حبش نايف حواتمة وقوفًا عند الجهاد الإسلامي وحماس، هذه القضية لم تحسم سلامًا ولم تنجز حربًا، وكل ما أنتجته مغامرة خاضها أبو عمار، ولاننسى يوم رفع غصن الزيتون، ومن بعده سلام اوسلو، فكان ضحيتها مع رابين، وكلاهما كانا يعرفان بالزبط والتحديد، تلك القضبة التي غدت بازارًا لمجموعة من الأنظمة العربية، بات وجودها، كل وجودها قائم على :

ـ أنا موجود بدلالة العدو.

ولولا العدو لما كان لأحد من هؤلاء الحكّام سببًا ليمشي على السجاد الأحمر، ولولاها لما كان لجيشه سبب، وبسببها باتت جيوش أنظمة برمتها لاتعرف الحرب سوى مع مواطنيها وناسها، بما جعل الحرب مع إسرائيل اكسسواراً من بين الحروب الحقيقية اتي خاضتها بمواجهة شعوبها، ومع منطق الحرب، ودعوات الحرب، وهزّ حراب الحرب:

ـ عطلت التنمية واستنفذت الموارد.

ـ ومع الحرب وهزّ حراب الحرب، وطّدت الدكتاتوريات، فتناسلت فسادًا وعبثًا وعنفًا، ويكفينا مراجعة لتارخي صدام حسين وحافظ الأسد، لنتعرف على التهويش بالحرب، ولنتيقن أن حروبهما لم تكن ولا لمرة واحدة مع إسرائيل، فيما كانت جيوشهما بمواجهة مواطنيهما بدءًا من حرب أنفال صدام حسين وصولاً لحروب حافظ الأسد وقد ابتدأت بحماه، وتابع وريثه ليعمم الحرب على سوريا كل سوريا، بما جعل البلاد ممزقة، خرابها عصي على الإعمار، ومع صدام وحافظ وما تبعهما كان السؤال:

ـ ما الذي قدمه حزب الله للقضية الفلسطينية؟

ماقدمه يقرأ في 4 آب اللبناني، بتقجير الميناء أو التسبب بتفجير الميناء أو استثمار تفجير الميناء، وقبل الميناء كان دمار الضاحية في الـ 2006 برأسمال مقداره:

ـ ماكنت أعلم.

السلام والحرب هما السؤال وقد تجاوز الغرائزية والتهويش واللغة الشعبوية، وبات برسم أمة اختبرت الحرب لسنوات، كما اختبرت اللاحرب واللاسلم لسنوات ومعهما اختبرت قحط السنين وتصحير البلاد، وهذا مادفع الفلسطينيون وهم أم الصبي للذهاب إلى السلام، وقبلهما كانت الاردن وهي الوصية التاريخية على القدس قد ذهبت الى السلام، وقبل هذا وذاك كانت مصر، أم العرب قد ذهبت إلى السلام، فلم كل هذا الضجيج اليوم، ولغة الحرب اليوم،  أقله من القطريين الذين بات نشيدهم:

ـ ناقش اسمك يا يما على كعب البارودة؟

القطريون باتوا اليوم دعاة حرب التحرير الشعبية وكلنا يعلم أن للسيدة موزة استراحات في تل أبيب، ويخوتًا في حيفا، كلنا يعلم أن الأمير الأب لايتطبب سوى في تل أبيب، اما الأمير الخال فله ماله مع تسيبي ليفي صديقته الحنون.

“الجزيرة” محطة وقحة، وكذا رعاتها.. ضيوفها.. المنتفعون بها والمسبحون بحمدها.

وبالنتيجة:

ـ الاماراتيون واضحون.. ماتحت موائدهم هو مافوقها.

الكارثة فيمن يخبئ كوارثه تحت المائدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى