fbpx

يقبل .. يرفض.. يسقط في الحالين

مرصد مينا

قد يكون كلام ليبراسيون الفرنسية، هو الأقرب للتوصيف الدقيق عما آلت إليه أحوال النظام في سوريا، فلقد تعددت المعضلات بمواجهة النظام، وهي معضلات ذات طبيعة مختلفة هذه المرة، فـ”المعركة التي اندلعت للتو في دمشق، هي ذات طبيعة مختلفة تمامًا عن تلك الدائرة منذ بداية الصراع السوري”.

هذا ماتقوله ليبراسيون، التي توضح بأنه “بينما توقفت العمليات العسكرية منذ أسابيع بموجب الاتفاق الروسي-التركي بشأن منطقة إدلب في شمال غرب البلاد، ثم بسبب أزمة فيروس كورونا، فإن قلب النظام السوري هو الذي يمزق نفسه؛ حيث تتكشف السلطة والمال والعائلة والطموحات والعداوات في عالم دمشق الذي لا يرحم. إن ما يحصل هو تسوية حسابات بالمعنى الحرفي الذي كشفه رامي مخلوف في أول فيديو له”.

ليبراسيون رأت أنه في ظل هذا السياق الثقيل، فإنه ثمة سحابة مظلمة أخرى تهدد سماء دمشق، آتية من الحليف الروسي الذي يدين له النظام ببقائه. فخلال عدة أسابيع، أظهرت الصحافة المقربة من الكرملين سخطها على فساد النظام السوري وكشفت عن “معلومات” محرجة للغاية، لا سيما بشأن هدية بقيمة 27 مليون يورو قدمها بشار الأسد لزوجته وهي لوحة رسمها ديفيد هوكني، تم شراؤها بالمزاد العلني في سوثبيز بلندن”.

يحدث ذلك فيما يقع النظام في حيرة من مواجهة معضلاته، خصوصًا إذا ماتظهّرت معضلة النظام مع موسكو، وهذا واحد من أعضاء مجلس الشعب السوري، وهو المحسوب على النظام حتى يوصف بـ (الشبيح)، ينشر مقالًا لاقى أصداء واسعة من السخرية، ليقول في مقاله بأن ميليشيات الأسد جاهزة لتحرق الرئيس بوتين في جبال اللاذقية أو في رمال الجزيرة السورية الحارقة، وهو ما بينبئ عن أزمة بالغة الثقل وقد حلّت ما بين النظام وبين حليفه الروسي، وهي أزمة مركّبة، تجلياتها يمكن قراءتها من خلال:

ـ التناقضات الروسية الإيرانية في سوريا، وعلى النظام أن يحسم أمره أين سيقف من هذه التناقضات.

ـ الدعوات الروسية المتصلة لاصلاح النظام عبر فتح نوافذ مع المعارضة باتجاه سوريا ما بعد الحرب.

ـ الديون الروسية على سوريا وكيفية سدادها فيما الخزينة السورية فارغة وقد تسرّبت الثروات السورية إلى فاسدي النظام، والطلب الروسي باستعادتها، لتشتبك مافيا النظام ببعضها بعضًا.

والأخطر من بين العوامل السابقة هو الموقف من الحوار مع المعارضة، فالنظام يعلم تمام العلم أن أي تنازل عن قبضته الحديدية بمواجهة المعارضة يعني تفكيك النظام، ذلك أنه نظام لن يقبل بالمشاركة في إدارة السلطة، فقبوله بالمشاركة يعني قبوله بالسقوط. دون نسيان معضلته مع الايرانيين، وهي معضلة تطال جزءًا كبيرًا من قواته العسكرية الموالية لملالي طهران وهذه القوات ودون ادنى شك تأتمر بالأوامر الإيرانية.

شروط الروس على النظام بالغة التعقيد فقبولها كارثة على النظام، ورفضها كارثة على النظام، وفي القبول وفي الرفض لابد وأن يسقط في الحالين.

بات من الواضح أن عمر النظام بات قصيرًا بل وقصير جدًا.

كثيرون يقولون:

ـ قصة أيام. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى